افتتحت في العاصمة العراقية بغداد يوم الاحد اعمال المؤتمر الوطني العراقي في ظل تدابير امنية مشددة لانتخاب مائة من اعضاء المجلس الاستشاري.

ويشارك في هذا المؤتمر 1300 شخصيه يمثلون الاحزاب والقوى السياسية وسيبحثون على مدى ثلاثة ايام القضايا المتعلقة بمهام المجلس الاستشاري المؤقت وهو في الحقيقة برلمان غير منتخب.
ان هذا المؤتمر الوطني الذي يعتبره بعض الزعماء السياسيين في العراق رمزا للديمقراطية يعقد في ظل استمرار الانفلات الامني والمواجهات في العديد من المدن العراقية.
ان الاعضاء الذين سينتخبون من قبل المؤتمر الوطني مكلفين بالتحضير لاقامة انتخابات عامة واستفتاء على الدستور واقرار موازنة العام القادم في فترة اقصاها يناير/ كانون الثاني القادم.
لقد سعي اثناء اختيار المشاركين في المؤتمرالوطني الى تجاهل حقوق اغلبية الشعب العراقي من خلال عدم انتخاب الاعضاء على اساس الكثافة السكانية بل حدد لكل محافظة نسبة معينة اضافة الى اعطاء حصة للعديد من الاحزاب والقوى السياسية التي تفتقد الى قواعد شعبية.
واثناء افتتاح المؤتمر الوطني احتج اكثر من مائة من اعضائه على اجراءات القوات الامريكية والحكومة المؤقتة في قصف السكان الابرياء بمدينة النجف المقدسة وانسحبوا من قاعة الاجتماع.
وكانت القوات الامريكية قد قامت بممارسات استفزازاية قبل مدة من اجل تهميش غالبية الشعب العراقي من خلال مهاجمة في مدينة النجف بشكل غير مبرر اطلاقا والتي تعد مركزا للجهاد ومحورا لاتخاذ القرارات السياسية للطائفة الشيعية ,  من اجل الهاء الزعماء الدينيين وابعادهم عن الخطط المقبلة للحكومة المؤقتة. 
ان هذا المؤتمر لن يستطيع بالتاكيد ان يلبي طموحات الشعب العراقي لان امريكا وخلافا لشعاراتها السابقة القائمة على ارساء الديمقراطية في العراق , تحاول فرض العزلة على اغلبية الشعب العراقي. 
ان اصرار بعض المسؤولين في الحكومة العراقية من المرتبطين سابقا بحزب البعث على اثارة التوتر في مدينة النجف يندرج في سياق السياسة الامريكية لابعاد الشيعة عن الحكم  وتسليم السلطة الى الاقلية في العراق بشكل تدريجي.
وبالرغم من ان الاوضاع الحالية في العراق وبسبب الظروف الامنية المتازمة مازال يكتنفها الغموض , الا انه اذا استمرت هذه المحاولات في تجاهل حقوق غالبية الشعب العراقي فان العراق سيواجه تحديات سياسية وامنية عديدة في المستقبل.
واول هذه التحديات هو استياء القادة الدينيين في العراق من ممارسات القوات الامريكية والحكومة العراقية المؤقتة مما سيدفع بالامور الى تمرد عام وتهديد امني للبلاد.
ان القادة الدينيين في العراق لعبوا دورا فاعلا على مدى القرن الماضي في تشكيل الحركات الشعبية ولم يهدأ لهم بال ازاء محاولات سلب حقوق الشعب العراقي.
كما ان الاوضاع الاقتصادية المضطربة واتساع نطاق السخط على اداء القوات الامريكية سيكون قسما من التحديات التي ستهدد حكومة اياد علاوي في المستقبل.
وفي ضوء الاوضاع الملتهبة في مدينة النجف الاشرف وفي حالة وصول المفاوضات بين زعماء الاحزاب السياسية مع الميليشيات الموجودة في النجف الى طريق مسدود واصرار حكومة اياد علاوي على حل ازمة النجف عن طريق اللجوء الى استخدام القوة , فان العراق سيشهد في المستقبل حربا اهلية لا يمكن السيطرة عليها.
وعلى اية حال فان حسن نوايا الحكومة العراقية المؤقتة ومزاعم امريكا باقامة الديمقراطية ستكون على المحك وان استمرار الاخطاء التي ترتكبها القوات الامريكية والحكومة المؤقتة سينجم عنه تداعيات خطيرة لا تحمد على عقباها./انتهى/
                             حسن هاني زاده - خبيرالشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء