فشل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الاربعاء داخل حزبه الليكود الذي صوت مؤتمره ضد ضم حزب العمل الى الائتلاف الحكومي الا ان رئاسة الحكومة اعلنت انه سيواصل العمل على تطبيق خطته للانسحاب من قطاع غزة في نهاية 2005.

وقد اظهرت النتائج النهائية لعملية التصويت داخل حزب الليكود الاربعاء ان الحزب لم يوافق على خطة شارون ضم حزب العمل الى الائتلاف الحكومي حسب ما نقلته وكاله مهر للانباء عن فرانس برس .
وهذا الفشل هو الثالث الذي يتعرض له شارون داخل حزبه منذ انتخابه في شباط/فبراير 2001.
واظهر الفرز الرسمي لجميع بطاقات التصويت ان 843 مندوبا مقابل 612 صوتوا لصالح قرار "المتمردين" في حزب الليكود (يمين) الذين يعارضون ضم حزب العمل الى الحكومة. ويقود هذه الحملة الوزير دون حقيبة عوزي لانداو.
كما رفض مؤتمر الحزب ايضا باغلبية تزيد 19 صوتا عن ال843 اقتراح رئيس الوزراء اجراء مفاوضات مع حزب العمل من اجل توسيع الائتلاف الحكومي.
وشارك في المؤتمر اكثر من نصف الاعضاء الثلاثة الاف بقليل.
وبعد هذا الفشل قال مسؤول كبير مقرب من رئيس الوزراء ان شارون قد يدعو الى انتخابات مبكرة خلال الستة اشهر المقبلة في حين ان الانتخابات المقبلة مقررة في العام 2006.
ومع ذلك فان شارون اعلن مؤخرا ان تصويت اعضاء المؤتمر ليس قوة مرغمة وانه ينوي المضي قدما في تطبيع خطته للانسحاب من غزة. وكان اعلن قبل ذلك امام المؤتمر انه سيتفاوض مع "جميع الاحزاب الصهيونية" في اشارة الى حزب العمل من اجل توسيع الائتلاف الحكومي.
وقال في هذا الصدد "من اجل توسيع الائتلاف الحكومي سنجري مفاوضات مع جميع الاحزاب الصهيونية والاحزاب الدينية المتشددة". واضاف "لن نقاطع اي حزب" لتوسيع الائتلاف املا بذلك خلق الظروف المناسبة لتطبيق خطته بالانسحاب من غزة.
وقال "هنالك اوقات في حياة الامم حيث تضطر الى اتخاذ قرارات صعبة لقد حان وقت اتخاذ القرارات الصعبة بالنسبة لاسرائيل" في اشارة الى خطته للانسحاب من غزة.
وقال مسؤول اسرائيلي ان شارون "سيواصل تطبيق خطته وفق البرنامج الزمني نفسه الذي وضع للانسحاب من غزة والاتصالات مع المصريين ستتواصل وكذلك بناء الجدار الامني" في الضفة الغربية.
واضاف ان رئيس الوزراء "سيعمل على بناء اغلبية مستقرة لمواصلة طريقه".
لكن هذا المسؤول رفض ان يوضح ما اذا كانت المفاوضات مع حزب العمل المعارض ستتواصل بعد تصويت مؤتمر الليكود ضد اشراكه في الحكومة.
وتنص هذه الخطة على انسحاب عسكري من قطاع غزة حتى ايلول/سبتمبر 2005 بالاضافة الى تفكيك 21 مستوطنة يهودية في المنطقة وتفكيك اربع مستوطنات اخرى معزولة في شمال الضفة الغربية.
وكان شارون نجح في حزيران/يونيو الماضي باقناع حكومته تبني هذه الخطة بالرغم من ان قاعدة حزبه كانت قد رفضتها في ايار/مايو الماضي. ولكنه في الوقت نفسه خسر حلفاءه من اليمين المتطرف وقلص الاكثرية النيابية التي كانت تدعمه الى 59 نائبا من اصل 120 يتشكل منهم البرلمان الاسرائيلي.
وهو يجري منذ اكثر من شهر مفاوضات مع حزب العمل برئاسة شيمون بيريز حول شروط مشاركته في الحكومة.
وادان رئيس الوزراء "المعارضة المتطرفة التي لا تتمتع بحس المسؤولية داخل حزب الليكود" ودعا الى "توحيد الصفوف". وقال "عندما نكون متحدين ننجح  انني اطالب بالوحدة داخل حزب الليكود وبين الشعب".
وطرح شارون نصا على اعضاء المؤتمر يقضي بالسماح بالتحالف "مع اي تنظيم صهيوني على اساس برنامج الحكومة وبشكل يتطابق مع قراراتها".
وطلب "المتمردون" في الليكود من المؤتمر التصويت على قرار يمنع انضمام العمل الى الحكومة.
وحذر لاندو من ان عودة حزب العمل الى الحكومة ستؤدي في نهاية المطاف الى انسحاب اسرائيلي من جميع الاراضي التي احتلت خلال حرب حزيران/يونيو 1967 بما في ذلك القدس الشرقية.
وحصلت عملية الاقتراع بشكل سري في 20 صندوقا.
يشار الى ان حزب العمل يدعم خطة الانسحاب من قطاع غزة وحتى ان احد قادته وهو النائب عميرام ميتسناع اقترح انضمام حزبه الى الحكومة بدون ان يحصل على حقائب وزارية وذلك فقط كي يصبح "هذا الهدف الاعلى" حقيقة.
وكانت قاعدة الليكود قد رفضت هذه الخطة في ايار/مايو الماضي كما ان مؤتمر الحزب الحق هزيمة اخرى بشارون عام 2002 برفضه مشروعه لقيام دولة فلسطينية. / انتهي/