عرض الرئيس محمود احمدي نجاد في كلمة أمام مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي في نيويورك, اقتراحات الجمهورية الاسلامية الايرانية لنزع الأسلحة النووية وارساء الأمن العالمي.

وأفادت وكالة مهر للأنباء ان الرئيس احمدي نجاد ألقى أمس الاثنين كلمة أمام مؤتمر مراجعة معاهدة الحد من الانتشار النووي المنعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك, اعتبر فيها ان عقد الاجتماعات من أجل تعديل وإكمال معاهدة الحد من الانتشار النووي (ان بي تي) أمر في غاية الاهمية .
وأعتبر ان البحث عن الأمن المستدام قضية فطرية وتاريخية لدى الانسان ولا يوجد أي بلد في العالم ليس بحاجة الى ضمان أمنه لأنه بدون الأمن لن تتحقق اي من الاهداف والطموحات المادية والمعنوية للبشرية .
وأعرب عن أسفه لأن القسم الأعظم من ثروات الشعوب تنفق من أجل ضمان الأمن الا انه لا تشاهد أي مؤشرات لتحسن الوضع وخفض أجواء التهديد في العالم, معتبرا ذلك يعود للأسف لبعد بعض الحكومات عن تعاليم أنبياء الله تبارك وتعالى حيث ان التهديد بالاسلحة النووية قد ألقى بظلاله على العالم برمته ولا يوجد اليوم أحد يشعر بالأمن لأن بعض الحكومات تعتبر القنبلة النووية في استراتيجياتها بأنها عامل استقرار وأمن وهذا من اخطائهم الفاحشة .
واكد الرئيس احمدي نجاد بأن القنبلة النووية حتى لو كان انتاجها وامتلاكها يتم في اطار سياسة الردع فهو اجراء خطير جدا ومناهض للامن, موضحا, "أولا ان هذا السلاح يهدد الدولة المنتجة والمخزنة له, وتتذكرون مدى الخطر الذي تسبب به نقل صاروخ مزود برأس نووي بالطائرة من احدى القواعد الى قاعدة اخرى داخل الاراضي الاميركية, حيث اثار قلق الشعب الاميركي ".
واضاف, "ثانيا ان السلاح النووي يعد سلاحا مدمرا فإنه يفني جميع الاحياء الموجودة في المنطقة من انسان وحيوان ونبات, حتى ان الاشعاعات المنبعثة منها تؤثر على الاجيال البشرية التالية وتلوث البيئة تماما وتبقى آثارها لمئات الاعوام .
وأكد رئيس الجمهورية, ان القنبلة النووية تعتبر نارا ضد البشرية وليست سلاحا للدفاع والهجوم, فاستخدام القنبلة النووية ليس فخرا بل هو امر مستهجن ومدعاة للخزي, والانكى من ذلك هو التهديد باستخدامه حيث ان التداعيات الناجمة عن استخدامه لا يمكن مقارنتها مع اي من الجرائم التاريخية .
ولفت الى ان الذين استخدموا القنبلة النووية وقتلوا مئات الآلاف وحولوا مدينتين الى انقاض وركام, هم اليوم الاناس الاكثر كراهية في التاريخ .
وتابع, ان مجلس الامن والامم المتحدة وعلى مدى اكثر من ستين عاما لم يتمكنا من اقرار الامن الدائم والشعور بالأمن في العلاقات الدولية وان الأوضاع في الوقت الحاضر غير ملائمة اضعاف ما كانت عليه في العقود الماضية .
وأكد ان الحروب والعدوان والاحتلال وفوق كل ذلك ظلال التهديد, والاهم منها تكديس الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل, والاسوأ منها السياسات التي تمارسها عدد من الحكومات السلطوية قد جعلت آفاق الأمن على الاصعدة الوطنية والاقليمية والدولية غامضة لدى جميع الدول والشعوب, كما أن الاجواء الذهنية للمجتمعات المعاصرة متأثرة بشدة بشعور التهديد وانعدام الامن, فشعار نزع السلاح النووي وعدم الانتشار لم يتحقق ولم تنجح الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اداء مسؤوليتها .
وقال الرئيس احمدي نجاد, "على مدى الاربعين عاما الماضية تزودت بعض الحكومات ومن ضمنها الكيان الصهيوني بالسلاح النووي, فما هو السبب في الحقيقة؟ مضيفا, "باعتقادي انه ينبغي البحث عن السبب في سياسات واجراءات عدد من الحكومات السلطوية والمستكبرة وكذلك عدم الفاعلية وعدم التوازن في بنود معاهدة (ان بي تي) حيث اشير الى البعض منها .
 واكد, "من وجهة نظر الانبياء والصالحين وعلى اساس جميع الافكار الانسانية فان التفوق يعود للاخلاق والنزاهة والتواضع وخدمة الآخرين وليس لقوة قمع الآخرين, فالسعادة والكمال الانساني رهن بالنزاهة وليس بالقوة العسكرية, الا انه للاسف ومن منطلق على النظرية الباطلة, الصراع من أجل البقاء, تعتبر بعض الحكومات تفوقها بانه يكمن في قوتها العسكرية وقمع الآخرين والتي تقوم بزرع بذور الحقد والعداء وسباق التسلح في العلاقات العالمية. فاكبر اخطائهم هو انهم يعتبرون القوة مصدرا للحق ".
وفيما يتعلق بسياسة انتاج واستخدام السلاح النووي قال رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية, ان "اول سلاح نووي صنع واستخدم من قبل الحكومة الاميركية. هذا الاجراء المعادي للانسانية جعل حسب الظاهر يد التفوق لاميركا وحلفائها في الحرب العالمية الثانية, الا انه كان بحد ذاته العامل والمشجع الاساس لتطوير السلاح النووي من قبل الاخرين, وتصاعدت بعد الحرب حدة سباق التسلح. فالانتاج والتخزين والتطوير النوعي للسلاح النووي في دولة ما هو افضل ذريعة وعامل لتطويرها من قبل الآخرين وبما يتناقض مع معاهدة "ان بي تي", وللاسف فقد استمر الامر على هذا المنوال على مدى الاربعين عاما الاخيرة ".
هذا وقد اقترح الرئيس احمدي نجاد تشكيل لجنة مستقلة ذات صلاحية لتطبيق معاهدة الحد من الانتشار النووي, داعيا الى ادخال اصلاحات على المعاهدة كما حث على فرض ضمانات ملزمة قانونية دون انحياز وشروط مسبقة للدول النووية لتطبيق المعاهدة, معربا عن اعتقاده بان الوكالة الدولية للطاقة الذرية فشلت في تطبيق نزع الاسلحة وحظر الانتشار النووي .
وأشار الى ان الكيان الصهيوني الذي يهدد دول المنطقة يتلقى المساعدة من الولايات المتحدة لتطوير ترسانته النووية .
واكد الرئيس احمدي نجاد, ان واشنطن لم تكتف باستخدام السلاح النووي, بل تهدد دولا كايران بهذا السلاح, معتبرا ان الهدف الوحيد من وراء انتاج هذا السلاح او استخدامه هو تدمير البشرية ./انتهى/