وافادت وكاله مهر للانباء عن قناه الجزيره ان قال شارون الذي عقد الليلة الماضية اجتماعا أمنيا مصغرا ضم وزير دفاعه شاؤول موفاز وعددا من قادة الجيش لبحث سبل الرد على العمليتين الفدائيتين قال للصحفيين "سنواصل محاربة هذا الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة".
وأصدر أمرا للجيش بملاحقة النشطاء الفلسطينيين مؤكدا أن التفجيرين لن يردعاه عن إخلاء المستوطنات اليهودية في قطاع غزة العام القادم.
وامتنعت مصادر أمنية عن الكشف عن تفاصيل القرارات التي اتخذت في الاجتماع الأمني الذي عقد في وقت متأخر من مساء أمس سوى القول إنه سيتم تكثيف الجهود لقتل النشطاء أو القبض عليهم.
وأمر المفتش العام للشرطة الفريق موشيه كرادي القوات بتعزيز وتكثيف نشاطاتها في جميع أنحاء البلاد. وسيتم وضع العديد من الحواجز في المناطق المختلفة كما ستتم زيادة عدد أفراد الشرطة في المناطق المزدحمة بالسكان.
وقال الفريق كرادي في مكان العملية "لقد أشارت تقديراتنا إلى أنه كلما تقدمنا في بناء الجدار الفاصل في المنطقة الشمالية والمنطقة الوسطى ازداد إصرار النشطاء الفلسطينيين على التسلل وتنفيذ عمليات في المنطقة الجنوبية".
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تبنت في بيان العملية، مشيرة إلى أن العملية المزدوجة انتقام لاغتيال زعيمي الحركة الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي اللذين استشهدا في اعتداءين إسرائيليين منفصلين، ورد طبيعي على سياسة الاغتيالات والاجتياح التي تنتهجها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تطور انتقامي سريع اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية أشقاء أحمد عبد العفو القواسمي أحد منفذي عمليتي بئر السبع.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مصادر متطابقة في الخليل أن قوة عسكرية إسرائيلية معززة بعربات الجيب والآليات العسكرية المصفحة حاصرت منزل عائلة القواسمي في منطقة الحرس بالقرب من عمارة الإسراء بالمدينة ومن المتوقع أن تقوم بهدمه، كما فرضت حصارا عسكريا محكما على المنطقة ومنعت الوصول إليها.
وأضافت الوكالة أن قوات الاحتلال تحاصر منزلا ثانيا في منطقة الشعابة يعود لعائلة نسيم محمد الجعبري الذي قالت مصادر إسرائيلية إنه منفذ الهجوم الثاني في بئر السبع.وأغلقت قوات الاحتلال كافة مداخل مدينة الخليل والبلدات المحيطة بالحواجز العسكرية والسواتر الترابية في ما يبدو أنه تمهيد لعزل محافظة الخليل عن محيطها الخارجي. كما قرر جيش الاحتلال إغلاق قطاع غزة بالكامل ومنع العمال على الإطلاق من دخول إسرائيل.
وعلى الصعيد السياسي قررت مصر عقب العمليتين الفدائيتين إرجاء زيارة كل من وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان التي كانت مقررة إلى رام الله اليوم الأربعاء.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في تصريح مقتضب إنه على ضوء الظروف الحالية في الأراضي الفلسطينية فقد اتفق على تأجيل زيارة سليمان وأبو الغيط، ولم يحدد المتحدث أي موعد جديد لهذه الزيارة.
وكان يفترض أن يبحث المسؤولان المصريان مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "سبل تعزيز وحدة الصف الفلسطيني" تمهيدا للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة طبقا لخطة انسحاب شارون الأحادي من القطاع.
وفي إطار التنسيق المصري الفلسطيني التقى الرئيس المصري حسني مبارك رئيس الوزراء أحمد قريع، وشدد الجانبان على أهمية وحدة الجبهة الفلسطينية وتعهدت مصر بمساندتها.
كما دعا وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر -عقب لقائه في الإسكندرية مبارك- السلطة الوطنية الفلسطينية إلى التفاهم مع إسرائيل بخصوص انسحابها من غزة./انتهي/
تاريخ النشر: ١ سبتمبر ٢٠٠٤ - ١٢:٠٥
توعد رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون بـ "معركة لا هوادة فيها" ضد المقاومة الفلسطينية، بعد العمليتين المتزامنتين اللتين استهدفتا حافلتين في بئر السبع جنوبي إسرائيل، وقتل فيهما 16 إسرائيليا وأصيب 100 آخرون بجروح.