انتقد رئيس مجلس الشورى الاسلامي مواقف بعض الدول الاسلامية تجاه القضية الفلسطينية , مؤكدا ان ظاهرة الصهيونية المشؤومة لا تعالج بالركون الى العافية.

وافادت وكالة مهر للانباء ان رئيس مجلس الشورى الاسلامي علي لاريجاني اعرب في اجتماع ترويكا مجمع البرلمانات الآسيوية اليوم الثلاثاء حول جرائم الكيان الصهيوني في فلسطين , عن شكره لمشاركة رئيسي البرلمانين السوري والاندونيسي ونائبي رئيسي البرلمانين الفلسطيني والافغاني وممثلي حركتي حماس والجهاد الاسلامي وباقي الناشطين في مكافحة الارهاب.
وقال : ينعقد اجتماع ترويكا البرلمانات الآسيوية اليوم بطهران في وقت يرتكب فيه الكيان الصهيوني هجوما وحشيا ولا انسانيا ضد قافلة الحرية التي تحمل المساعدات الى سكان غزة , مشيرا الى ان هذا الاعتداء اثار حملة استنكار واسعة ضد ممارسات الكيان الصهيوني.
واوضح لاريجاني الى ان الشعب الفلسطيني المظلوم عانى خلال العقود الستة الماضية اقسى الضغو ط اللاانسانية من قبل الكيان الصهيوني , في حين لم يتخذ اي اجراء لحماية الفلسطينيين لاسباب عديدة منها ان الدول القوية والفاسدة امريكا وبريطانيا وبقية الدول الغربية التي ساهمت في تأسيس هذا الكيان الزائف سعت دوما الى ابقائه من خلال تقديم المساعدات العسكرية والمالية , وفي نفس الوقت سعت الى اذلال الدول الاسلامية من خلال شراء النفط والغاز منها وتزويدها بالسلاح مقابل تأييدها لعملية السلام المفضوحة.
ولفت لاريجاني الى ان الدول الاسلامية وبدلا من فهم اسباب هذه الكارثة الكبرى فانها انشغلت بالمساعي الدبلوماسية والمؤتمرات وكانت تأخذ بنظر الاعتبار ان لا تقول شيئا من الحقيقة كي لا تزعج امريكا والغرب.
واوضح لاريجاني ان منطق معظم الدول الاسلامية ان تقضي اوقاتها في الزيارات والخطب وتمر ببرودة اعصاب من امام قافلة الموت للكيان الصهيوني , حتى انها احيانا كانت تتهرب بذرائع مختلفة من تقديم المساعدات الى سكان غزة المحاصرين , وكانت تشترط ان تتحد اولا جميع الفصائل الفلسطينية والقبول بالمبادرة العربية او لاشيء.
واعتبر رئيس مجلس الشورى الاسلامي ان السبب في هذا الوضع يعود الى الابتعاد عن الطريق الحقيقي للحياة الاسلامية.
واضاف : انهم حافظوا على الاسلام ظاهريا عموما ولكن نسوا الروح الاسلامية ولم تكن نتيجة هذا المسير سوى العمالة والمذلة.
واشار لاريجاني الى قول الامام علي (ع)  التي اعتبر انه من ترك  لباس الجهاد رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل, وقال هذه سنة الهية , بدون التعب لايمكن الحصول على الكنز , من خلال الركون الى العافية والتغافل لايمكن معالجة ظاهرة الصهيونية المشؤومة التي تقف ورائها القوى الكبرى.
واشار لاريجاني الى ان بعض الدول الاسلامية اقامت علاقات سياسية او اقتصادية مع الكيان الصهيوني وبعضها طرحت مبادرة للتسوية , مضيفا : من الواضح ان هذه الاساليب عديمة الجدوى.
واشار لاريجاني الى ان الكيان الصهيوني يحاول في كل فرصة احتلال وقمع الدول الاسلامية وفي نفس الوقت فان بعض الدول تحاول تهدئته من خلال الاجراءات التكتيكية , معتبرا هذه ان الاجراءات تسمح فقط للكيان الصهيوني بالتقاط انفاسه ولا تغير استراتيجيته.
ووصف لاريجاني السيد حسن نصرالله ببطل العالم الاسلامي مشيدا بمقاومة حزب الله في حرب تموز /33 يوما/ التي قصمت ظهر الكيان الصهيوني بامكانات محددة.
واضاف : في هذه الحادثة الاخيرة لاحظتم ان مجموعة توجهت بست سفن الى غزة المفروض عليها الحصار منذ عدة سنوات , متساءلا اذا حشدت جميع الدول الاسلامية امكانياتها فهل كان  يتجرأ الكيان الصهيوني على القيام بهذه العملية؟.
واكد ضرورة ان تتخذ الدول الاسلامية استراتيجية جديدة لدعم لبنان وسوريا اللتان تقفان في الجبهة الامامية للمقاومة وكذلك الفصائل الفلسطينية وحزب الله , معتبرا ان ذلك يعد خطوة عملية باتجاه وحدة الدول الاسلامية.
وطالب لاريجاني بمواجهة الاجراءات غير القانونية التي ينتهجها الكيان الصهيوني حيال المسجد الاقصى وتدمير الاماكن الاسلامية وممارسة الضغوط لتهجير الفلسطينيين وتهويد مدينة القدس معتبرا ان هذه القضية لا تخص فلسطين وحدها بل تتعلق بالعالم الاسلامي والبشرية جمعاء.
كما طالب لاريجاني برلمانات الدول الاسلامية والآسيوية التي لها علاقات سياسية واقتصادية مع الكيان الصهيوني الى ممارسة الضغوط على حكوماتها لقطع هذه العلاقات.
واشاد رئيس مجلس الشورى الاسلامي بمبادرة تركيا بارسال قافلة المساعدات لكسر الحصار على غزة  , داعيا الى متابعة جرائم الكيان الصهيوني في المنظمات الدولية , وتنظيم قوافل اخرى حتى يدرك الكيان الصهيوني انه لايمكن فرض الحصار على شعب مظلوم.
واعتبر ان الوعود التي يقطعها الرئيس الامريكي اوباما ليست سوى سراب , مشيرا الى ان امريكا لا ترغب بان تقوم الدول الآسيوية بدورها في تحقيق السلام والامن بالمنطقة.
ودعا لاريجاني في الختام اتحاد برلمانات الدول الاسلامية الى التحرك الجاد للدفاع عن الشعب الفلسطيني المضطهد وكسر الحصار على قطاع غزة./انتهى/