حيا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله, المشاركين في اسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة, مشيدا بشجاعة من ضمتهم القافلة التي كانت تستهدف فك الحصار غير الانساني المفروض على القطاع.

وأفادت وكالة مهر للأنباء ان السيد نصرالله اكد خلال مهرجان ببيروت اقيم مساء أمس الخميس في الذكرى السنوية الحادية والعشرين لرحيل الامام الخميني قدس سره, ان تنوع المشاركين في هذه القافلة وتعدد جنسياتهم يعكس الرسالة الانسانية الرائعة التي جسدتها.
وقال "ان مشهد أسطول الحرية هو من مشاهد الشجاعة والصدق والتضحية التي عبر عنها جميع المشاركين في الأسطول الذي كان متوجهاً لكسر الحصار اللا انساني على غزة".
وشدد على انه "من واجبنا جميعاً بمنطق العقل والفطرة والدين والقيم والجهاد والمقاومة أن نحيي هؤلاء المشاركين جميعاً وأن ننحني أمامهم إجلالاً وتقديراً لشجاعتهم وإخلاصهم واستعدادهم للموت".
واوضح السيد نصرالله في كلمته التي أوردتها قناة العالم, "ان هذا التنوع في أسطول الحرية يبرز هذه القيمة العميقة، جنباً الى جنب من أكثر من 35 دولة يواجهون البحر والرياح والخطر والتحدي، وما تعرضوا له من اعتداء وقرصنة واجرام وما قابلوا به كل ذلك من صبر وثبات وايمان راسخ، كل هذا يكشف عن جانب من أهم عناصر القوة التي طالما تحدث الإمام الخميني عنها".
واعتبر "ان ما جرى في أسطول الحرية له دلالات مهمة جداً ومتابعة ويستوجب إجراءات".
من جانب آخر، اعتبر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان الامام الخميني قدس سره احيا قيم الجهاد ومواجهة الظلم عبر خطاب انساني يوحد كل الشعوب المستضعفة في العالم.
وتقدم السيد نصر الله عبر شاشة كبيرة بقاعة رسالات بضاحية بيروت الجنوبية في ذكرى رحيل الإمام الخميني (قدس سره) الى آية الله العظمى السيد علي الخامنئي والمراجع الكرام والايرانيين جميعا بأسمى آيات العزاء والمؤاساة في الذكرى التي اكد انها "لا يمكن أن تموت لأن الإمام الخميني حقيقة دائمة لأنها متصلة بمنبع الحق".
وتحدث عن انجازات الإمام الكبيرة والعظيمة ومن أهمها إعادة إحياء منظومة القيم الإلهية والنبوية والإسلامية والأخلاقية في حياة الانسان والشعوب والامم وخصوصا في عقول وقلوب هذه الأمة، واشار الى ان تأثيرات هذا الإحياء تعدت أمتنا العربية والإسلامية الى أماكن كثيرة في هذا العالم وقال "ان كثيرين قد استلهموا تجربته وقيمه في مواجهة تحدياتهم وطغاتهم وظروفهم الصعبة".
واوضح الامين العام لحزب الله ان الامام الخميني (رض) جاء في المرحلة التي باتت تسود فيها قيم وثقافات لا تمت بصلة لقيمنا وثقافاتنا مثل فكرة القعود عن نصرة الحق ومفاهيم وثقافة التخلي عن المسؤوليات تجاه القضايا الكبرى والتملص من تحمل المسؤوليات كأن ننسحب من قضية كبرى على مستوى البشرية من أجل قضية على مستوى الأمة ثم ننسحب لقضية على مستوى الوطن ثم لقضية على مستوى الجماعة ثم لنغرق في قضايا تخص ذاتنا، ثقافة اليأس من تحقيق أي انتصار أو انجاز، وانتشار الثقافة المادية والاستسلام لمقولة التبعية لأحد المعسكرين الشرق أو الغرب ولنكون هنا أو هناك يجب أن نكون تابعين، ثقافة العجز عن تحقيق الاستقلال ثقافة عدم الثقة بالذات والناس والأمة في كل الميادين ولذلك كان علينا دائما أن نقلد الآخرين ونستنجد بهم.
وتابع, "الإمام الخميني جاء في وقت ضياع الانتماء، الاحساس بالتناقض بين الانتماء القومي والوطني، جاء الإمام ليقدم ويحيي ويثبت منظومة قيم مختلفة ومناقضة تماما لكل ما هو سائد".
وقال ان الامام الخميني رضوان الله عليه أحيا فينا ثقافة الجهاد والوقوف في وجه الطواغيت والتي يرفض فيها الانسان الذل والهوان، كما انه أحيا فينا قيم التضحية والعطاء والجود بالنفس والأهل والمال حتى الشهادة في سبيل قضايا أمتنا وفي سبيل القضايا المقدسة، ومضى يقول: "أحيا فينا ثقافة نصرة المستضعفين، أحيا في البشرية كل القيم المعنوية والايمانية المتصلة بالعلاقة مع الله".
واضاف السيد نصر الله "الامام الخميني أحيا فينا ثقافة الثقة بأنفسنا والناس والأمة بعقولها وقدرتها على التغيير وصنع المصير وتحقيق الاستقلال وتحرير المقدسات، وكان خطاب الإمام خطابا إيمانيا انسانيا لم يتوجه فيه الى المسلمين فقط، بل خاطب كل المستضعفين والمظلومين في العالم، عندما كان يتحدث عن المستضعفين والمعذبين، كان يتحدث ليس فقط عن منطقتنا وفلسطين، كان يتحدث عن الشعوب الأفريقية وعن الشعوب في أميركا اللاتينية والكثير من شعوب آسيل المضطهدين، في ضمير الإمام كان عشرات ومئات الملايين الذين يموتون جوعا في هذا العالم، عشرات ومئات الأميين الذين لا تتوفر لهم فرصة التعلم في هذا العالم، وكان يحمل الطغاة وعلى رأسهم من يسميه بحق الشيطان الأكبر أي الإدارة الأميركية، مسؤولية هذا الظلم والطغيان الذين تعاني منه شعوبنا وكل الشعوب المظلومة"./انتهى/