اعترفت إسرائيل رسمياً للمرة الأولى بأن "فخ العباس" الذي نصبه حزب الله لوحدة الكوماندوس البحري الإسرائيلية في محيط أنصارية عام 1997 كان بسبب نجاح حزب الله في استقبال بث طائرات التجسس الإسرائيلية وتحليلها.

 وأفادت وكالة مهر للانباء ان هذا الاعتراف جاء بعد حوالى شهرين على المؤتمر الصحافي الذي عقده الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله حول وجوب التدقيق بفرضية أن إسرائيل اغتالت الشهيد رفيق الحريري، وكشف فيه عن بعض معطيات "فخ العباس" في أنصارية.
وقد عرض السيد نصر الله حينها صوراً التقطها "حزب الله" لبث طائرات التجسس الإسرائيلية وهي تراقب بيت الشهيد الحريري في صيدا ومواكبه في أكثر من منطقة، بينها مسرح اغتياله في بيروت.
وأكد المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي للقناة الثانية في التلفزيون ما سبق وانفردت بنشره صحيفة "يديعوت أحرونوت" من أن الصور التي عرضها نصرالله في مؤتمره الصحافي في آب الماضي كانت صوراً حقيقية وأن "حزب الله" استقبلها إبان بثها.
وأشار التلفزيون, حسب ما ذكرت صحيفة السفير الخميس, إلى أن هذه الصور كانت تلتقط في الوقت نفسه في غرفتي العمليات التابعتين للجيش الإسرائيلي ولـ"حزب الله".
وأقر التلفزيون بأن هذه ليست فقط ضربة أمنية وإنما هي أيضاً ضربة معنوية للجيش الإسرائيلي ولقدراته.
وقد خرجت "يديعوت أحرونوت" يوم أمس بالعنوان الرئيسي التالي "سر الشييطت تسرب للعدو".
وأرفقت ذلك بعناوين فرعية: "الجيش الإسرائيلي يؤكد: كارثة الشييطت نجمت عن التقاط حزب الله لبث طائرة تجسس إسرائيلية" و"نصرالله تشدق لكنه كان على حق: تلك كانت صور الطائرة الإسرائيلية" و"حزب الله التقط صوراً من طائرة تجسس إسرائيلية قبيل عملية الجيش الإسرائيلي وعرف بالضبط أين سيمر مقاتلو وحدة النخبة" و"هكذا نصب شرك الموت الذي لقي فيه 12 جندياً من الكوماندوس البحري مصرعهم".
وأشار المعلق العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان إلى أن الفحوص التي أجراها خبراء إسرائيليون أظهرت أن الصور التي التقطتها طائرات تجسس إسرائيلية، والتي عرضها السيد حسن نصرالله في آب الماضي، وتوثق حركة الكوماندوس البحري في أنصارية عام 1997 كانت صوراً أصلية. وتظهر الصور التي التقطت قبل وأثناء وقوع ما دأبت إسرائيل على تسميتها "كارثة الشييطت" التي قتل فيها 12 من جنود الكوماندوس البحري وقائدهم العقيد يوسي كوركين أن "حزب الله" كان على اطلاع على الحركة الإسرائيلية مما مكنه من نصب كمين قاتل للجنود.
وأكدت "يديعوت" أن طاقماً من الخبراء الإسرائيليين عمد إلى تحليل الصور التي عرضها نصرالله في مؤتمره الصحافي مع الصور الأصلية في أرشيف العمليات وتوصل إلى استنتاج بأن نصرالله نطق حقاً وأن هذه صور "تسربت" فعلاً من طائرات التجسس الإسرائيلية إلى "حزب الله". وأشارت إلى أن معنى ذلك هو أن "كارثة الشييطت" وقعت فعلاً نتيجة تسرب معلومات سرية وصلت إلى الحزب. وقالت إن هذا يناقض استنتاج اللجنة التي ترأسها الجنرال غابي أوفير والتي حققت في هذه القضية وقررت أن الكمين كان صدفة، وأنه واحد من كمائن ينصبها "حزب الله" في مواضع مختلفة في الجنوب اللبناني.
وكان الجنرال أوفير نفسه قد أنكر أن يكون كلام السيد نصرالله في المؤتمر الصحافي في آب الماضي صحيحاً، وقال: "لقد فحصت مسألة صور الطائرات وتوصلت إلى استنتاج بأنه لم يكن هناك تسريب مكن حزب الله من الاستعداد لهذه العملية". وشدد المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت" على أن فحص الصور التي عرضها نصر الله تظهر أن قسماً من بث الطائرات التي كانت في الأجواء آنذاك لم يكن مشفراً. ولذلك يمكن الافتراض أن هذه لم تكن الحالة الوحيدة التي تسربت فيها معلومات عن نشاطات الجيش الإسرائيلي جراء هذه الثغرة التكنولوجية./انتهى/