غير ان مجموعة المراقبين الدوليين الرئيسية اعلنت الاحد ان الانتخابات الرئاسية التي شهدتها افغانستان السبت جرت "في جو ديموقراطي الى حد ما" حسبما اوردته وكالة مهر للانباء عن وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت المؤسسة من اجل انتخابات حرة وعادلة في افغانستان في بيان "لوحظ بشكل عام جو ديموقراطي الى حد ما في غالبية مكاتب الاقتراع".
كما اعتبرت منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاحد ان طلب اجراء انتخابات جديدة تقدمت به مجموعة من المرشحين "غير مبرر".
وقال روبرت باري رئيس بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا لمراقبة مجريات الانتخابات الرئاسية السبت في افغانستان ان "الطلب الذي تقدم به مرشحون لالغاء الانتخابات غير مبرر".
وقبل اقفال مكاتب الاقتراع في الساعة 18,00 (13,30 تغ) اعلن 14 مرشحا رفضهم لنتائج هذه الانتخابات معتبرين انها لم تكن نزيهة وطالبوا بالغائها واجراء انتخابات جديدة.
وقال المرشح رحمة الله جليل باسم المعترضين ان "المرشحين اتفقوا بعد عقدهم اجتماعا على رفض نتائج الانتخابات التي جرت اليوم وطالبوا باجراء انتخابات جديدة".
الا ان الرئيس الافغاني حميد كرزاي اعتبر انه "فات الاوان" لتعليق الانتخابات الرئاسية كما طالب المرشحون ال 14.
واضاف "فات الاوان لتوجيه دعوة الى المقاطعة الآن وقد تحدى ملايين الافغان المطر والثلج من اجل المشاركة في التصويت" مضيفا "علينا ان نحترم ارادة الشعب".
من جهته قال المرشح سيد اسحق جيلاني الذي كان اعلن الاربعاء انسحابه لمصلحة كرزاي في تصريح مهاجما المعترضين "عليهم التطلع الى الامام واعداد انفسهم للانتخابات التشريعية الا انهم بدلا من ذلك يقومون بتخريب العملية" الانتخابية.
واكدت المرشحة الانثى الوحيدة مسعودة جلال حصول عمليات تزوير الا انها لم تطالب بالغاء الانتخابات على الفور ودعت الى فتح تحقيق.
واكد المرشحون المعترضون حصول مخالفات كثيرة شوهت مسار العملية الانتخابية. وقال المرشح عبد الستار سيرات "لاحظنا حصول تدخلات فاضحة في العملية الانتخابية, ان ممثلينا في كابول وفي الولايات الاخرى نقلوا حالات عن وجود اشخاص استحصلوا على بطاقات انتخابية عدة كما كانوا شهودا على اشخاص يمارسون ضغوطا على الناخبين للتصويت لكرزاي".
الا ان مكاتب الاقتراع رغم هذه الازمة السياسية شهدت اقبالا كبيرا.فقد لاحظ مراسلو الوكالة في كابول وهراة (غرب) وقندهار (جنوب) وشيبرغان (شمال) اقبالا شديدا على مكاتب الاقتراع منذ ساعات الصباح الاولى.
وقال الناخب عبد السلام (55 عاما) من سكان قندهار التي كانت معقلا لحركة طالبان "انا مسرور جدا ولم انم طوال الليل حتى انني حضرت الى مكتب الاقتراع قبل ساعتين من فتح ابوابه" مضيفا "انه اهم يوم في تاريخ افغانستان".
واحتج الكثيرون في كابول بشكل خاص على نوعية الحبر الذي كان يدمغ به ابهام كل ناخب بعد قيامه بواجبه الانتخابي لمنعه من الانتخاب مرة ثانية.
فقد استخدم بعض الموظفين حسب الامم المتحدة من دون قصد حبرا آخر يمكن ازالته بسهولة عن الابهام حسب ما قالت الامم المتحدة بينما كان من المفترض الا يزول الحبر الخاص بذلك قبل 24 ساعة.
وقال احد المراقبين خلال زيارته لولايتي كابيسا وبروان (شمال كابول) ان مشكلة الحبر كانت "كارثة" منددا بفوضى التنظيم.
واقر نائب رئيس اللجنة الانتخابية راي كيندي بحدوث مشاكل لوجستية ادت الى تمديد فتح مكاتب الاقتراع حتى الساعة 18,00.
وبعد دعوة المرشحين ال14 الى الغاء الانتخابات اعرب مراقب اجنبي عن "قلقه الشديد" ازاء مصير الانتخابات, وقال رافضا الكشف عن اسمه "ان الوضع بات صعبا جدا وهذا العمل غير مسؤول" معربا عن خشيته من تزايد حالة الفوضى.
ومن غير المتوقع ان تعرف نتائج هذه الانتخابات قبل اسبوعين الى ثلاثة اسابيع./انتهى/