اكد محمود الزهار احد ابرز قياديي حماس ان حركته لا تزال قوية رغم الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة والعزلة الدولية المفروضة عليها منذ سنوات، وتقوم ببناء مؤسسات مدنية للشعب الفلسطيني في اطار مواصلة المقاومة.

وقال الزهار عضو المكتب السياسي للحركة في مقابلة لوكالة الصحافة الفرنسية " لا زلنا صامدين وشعبية الحركة في تزايد وهذا ما بدا واضحا للجميع في مهرجان الانطلاقة" الجماهيري الحاشد الذي اقامته حماس الاسبوع الماضي في غزة لمناسبة الذكرى ال23 لتأسيسها.
وتابع ان حماس بامكانها ان "تصمد واذا حصلت انتخابات سنحقق الفوز في قطاع غزة والضفة الغربية".
ويرى الزهار ان "حالة الامن والاستقرار المجتمعي تسود قطاع غزة حاليا بفعل حكم حماس"، متهما ب"الفساد" السلطة الفلسطينية التي كانت تحكم قطاع غزة قبل سيطرة حركة حماس عليه بعد مواجهات دامية في 2007.
واستخف الزهار بالمراهنات من "جهات عديدة داخلية وخارجية"، منها السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس حول امكانية تراجع شعبية حماس اوعدم مقدرتها على الصمود امام القيود المفروضة.
وشدد الزهار على ان الحكومة المنتخبة التي تقودها حركة حماس تواصل بناء المنشآت والمؤسسات التي دمرها الجيش الصهيوني خلال الحرب التي شنها الكيان الصهيوني على القطاع في نهاية 2008 وبداية 2009 "رغم الحصار المفروض ومنع مواد البناء".
وقال "نحن هنا نبني ما دمره الاحتلال. بيوت ومدارس ومستشفيات ووزارات. لم نتوقف عن البناء"، مشددا على "مواصلة المقاومة بكافة الاشكال".
واضاف ان حركته "تواصل بناء ذاتها وعناصرها" لتكون مستعدة "لمواجهة اي حرب محتملة" قد يشنها الكيان الصهيوني.
وفي صالة استقبال الضيوف التي تضم مكتبا متواضعا خاصا بالزهار الرجل القوي في حماس، علقت على الحائط صورة لابنه حسام الذي قتل في غارة صهيونية عام 2008 وكتب عليها "الشهيد البطل ابن كتائب القسام".
واعاد الزهار بناء منزله المكون من اربع طبقات والمطلي باللون الاخضر بعد ان تعرض للقصف الجوي الاسرائيلي حيث قتل ايضا ابنه البكر خالد في 2004 في حي الصبرة غرب مدينة غزة.
وانتقد الزهار في حديثه الولايات المتحدة لدعمها الكيان الصهيوني, وقال "انهم لا يؤمنون بالديموقراطية ولا يطبقون العدالة" في اشارة الى العزلة التي يفرضها الغرب على حماس بالرغم من فوزها في الانتخابات التشريعية 2006.
كما دان "الانحياز والدعم" الاميركي لتل ابيب، متسائلا "كيف يمكن للادارة الاميركية ان تحقق السلام اذا كانت لا تستطيع ان تقنع اسرائيل بتجميده (الاستيطان) لتسعين يوم".
واكد الزهار انه "لا مستقبل لاي احتلال. لا بد للاحتلال من زوال. امثلة كثيرة في التاريخ تقول ان الاحتلال يزول بالمقاومة. المقاومة مستمرة طالما بقي الاحتلال لارضنا".
واشار الزهار الى ان اسرائيل انتهكت عدة مرات اعلان وقف اطلاق النار والتهدئة مع الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس، مؤكدا انه "من الطبيعي" ان ترد "المقاومة على قوات الاحتلال اذا توغلت في اي منطقة في قطاع غزة".
وتطرق خلال المقابلة التي استمرت حوالي ساعتين، الى المفاوضات بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية معتبرا انها "فاشلة".
وردا عن الحل البديل للمفاوضات، شدد الزهار على "مواصلة المقاومة". وقال ان "الوقت ليس مشكلة اذا كنا لا نضيعه. نبني انفسنا ونعزز جبهتنا الداخلية".
واخيرا، رأى الزهار ان اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة مساء الاربعاء شكل "غطاء لفشل السلطة الفلسطينية"، معتبرا ان اسرائيل ستستخدمه "لمزيد من العدوان والتوسع الاستيطاني".
وكانت لجنة المتابعة العربية اعلنت الاربعاء رفضها اي استئناف للمفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية من دون "عرض جاد" من واشنطن يضمن وضع حد للنزاع.
كما اعلنت نيتها اللجوء الى مجلس الامن الدولي لعرض قضية استمرار الاستيطان اليهودي في الاراضي المحتلة./انتهى/