قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اننا نعيش مرحلة صعبة وحساسة بحاجة الى تصرف مسؤول وفعل وكلام مسؤول وشدد على ان ما نطمح اليه ان نتعاون جميعا للعبور من هذه المرحلة الدقيقة داعيا الى اغتنام هذه الفرصة.

وأضاف في كلمة عبر الشاشة في الحشود الكبيرة التي شاركت في ذكرى اربعين الامام الحسين (ع) في بعلبك "من لا يريد ان يشارك فليعط حكومة ميقاتي فرصة ولو سنة واحدة وبعد ذلك فليحاكمها اما الانقضاض عليها في الشارع فيعني انه لا يريد لعبة ديمقراطية وتداول سلطات بل يريد ان يقول انا او لا احد".
وشدد سماحته على ان "اكبر كذب وتزوير اتهام حزب الله بانه يريد ان يسيطر على الدولة وان يفرض رئيس وزراء ويمسك بالبلد".
واشار السيد نصرالله الى اننا "لم نكن نطلب وزارة كل ما كنا نقوله نحن مقاومة ونذرنا انفسنا للدفاع عن البلد وكرامة اللبنانيين ولرفع رؤوس اللبنانيين والعرب واستعادة الارض والمقدسات ونريد منكم الا تتآمروا علينا ولا تطعنونا في الظهر".
واضاف "لا نريد حتى الحماية منكم لا نريد سوى عدم التآمر، نحن اشخاص نريد الموت في الجنوب اتركونا نستشهد لكن لا تطعنوننا في الظهر".
وتابع: أنتم أتيتم بنا الى الساحة الداخلية لأنكم عام 2005 ذهبتم الى واشنطن وقدمتم التزامات تتآمرون على المقاومة وسلاحها حتى طاولة الحوار كان هدفها سحب سلاح المقاومة وفشلتم وأنتم استدعيتم حرب تموز على المقاومة وفشلتم واليوم يأتي مشروع المحكمة الدولية ليستهدف المقاومة وسيفشل.
وقال السيد نصرالله "نحن في مواجهة التطورات والاحداث لجأنا الى المؤسسات الدستورية وفي مواجهة القرار الظني الذي يستهدف المقاومة قمنا بعمل طبيعي وهو حقنا الدستوري وقدم وزراء المعارضة استقالتهم واسقطوا الحكومة ثم ذهبنا الى استشارات نيابية ادت لنتيجة واضحة وقبل قليل اعلن ان رئيس الجمهورية كلف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة".
وأكد نصرالله " نحن نتفهم كل المشاعر لأنه كانت هناك اعصاب مشدودة وتوتر نفسي وعاطفي واعلامي وخلال الاسابيع الماضية معركة الاستشارات كانت معركة قوية جدا".مضيفا "ان كثيرين في هذا العالم تدخلوا في هذا الامر" واضاف" تصورا ان نائب الرئيس الاميركي يتصل برئيس احدى الكتل ليطلب منه التصويت للحريري".
ولفت الى انه "لو كان المشهد بالعكس اي ان المرشح الاخر هو الذي كلف وخرج بعض الناس ليتظاهروا كما حصل لكان بدأ التنديد من واشنطن الى عواصم الغرب الى العديد من العواصم العربية وشهدتهم حملة وهجمة اعلامية وسياسية عالمية تصف الذين خرجوا لو كانوا من المعارضة انهم انقلابيون ودكتاتوريون وخارجون على القانون، اما لأن الموضوع هو الفريق الاخر نجد العالم كله سكت. هذا للعبرة فقط ولتتأكدوا ان ليست هناك معايير واحدة".
واضاف "اذا كنتم تحترمون الاغلبية النيابية فتلك اغلبية نيابية وهذه اغلبية نيابية فلماذا تحترمون ارادة تلك ولا تحترمون ارادة هذه؟ واذا كان التظاهر والخروج للشارع حقا ديمقراطيا لماذا كنتم تهاجمون المعارضة عندما تتظاهر؟ وقال سماحته "كل الذين حاضروا فينا منذ العام 2005 بالحضارة والديمقراطية وارادة الغالبية اليوم انتهت هذه المحاضرات".
ودعا سماحته اللبنانيين الى اغتنام الفرصة القائمة معتبرا ان هناك فرصة جديدة. وقال ان التهويل على الرئيس ميقاتي لن يجدي نفعا. كما انتقد محاولة التزوير والقول ان رئيس الحكومة المكلف هو حزب الله، واضاف "انه ليس كذلك ولم يكن كذلك والرجل في العموم وسطي ولم يكن في فريق 8 اذار والمعارضة". واضاف ان القول انه مرشح حزب الله هي محاولة للضغط عليه وتحريض مذهبي.
وكشف السيد نصر الله انه في "آخر 48 ساعة قرر ميقاتي ان يترشح ووجدت المعارضة في ترشيحه فرصة للبنان لمعالجة الامور وتدوير الزوايا لأنها لم تكن تريد دخول معركة كسر عظم مع الفريق الاخر وليست في وارد الإلغاء ولا الشطب ولا تشكيل حكومة من لون واحد رغم التحفظ على احد الاشخاص، فلا الشخص المكلف حزب الله ولا الحكومة المقبلة يقودها حزب الله، وهذا كله للتضليل في الداخل والتحريض في الخارج على حزب الله اي اميركا واسرائيل وكل اولئك القلقين على المشروع الاميركي الاسرائيلي في منطقتنا. وتمنى على هؤلاء ان يوقفوا التزوير لانه لن يؤدي الى نتيجة، وقال "لسنا طلاب سلطة ولا طلاب حكومة ولم نكن في يوم من الايام نطلب وزارة ولا ادارة ولا حكومة".
واكد السيد نصر الله انه "بالنسبة الى حزب الله نحن لدينا رؤية واضحة ودعمنا ترشيح الرئيس نجيب ميقاتي وندعوه الى تشكيل حكومة شراكة وطنية وانقاذ وطني"، وقال "امامنا فرصة لم الشمل لا غالب ولا مغلوب لنتعاون ونلتقي في اطار حكومة واحدة" معتبرا "ان رفض المشاركة في الحكومة يعني انكم تريدون السلطة لوحدكم وحاضرون لتفعلوا اي شيء للوصول الى السلطة".
وسأل السيد نصرالله "ان لم نعط الرئيس ميقاتي فرصة النجاح الى اين تريدون ان تأخذوا البلد".
السيد نصرالله اشار قبل التطرق الى الوضع السياسي الى اننا في المناسبة "نستحضر كل تلك الايام عندما قيل فيها ان "اسرائيل" هزمت الجميع، تلك الايام التي اصيب فيها الكثيرون بالانهيار ونظّروا للسقوط والاستسلام، الايام التي خرج فيها قائدنا سيد شهداء مقاومتنا السيد عباس الموسوي في هذه الساحة عندما ارتدى لباسا عسكريا وحمل البندقية وخاطب شباب البقاع ودعاهم للالتحاق بساحات المقاومة، وبعلبك منذ ذلك الحين ارض المقاومة وحصنها وعرينها".
واعتبر انه عندما يجتمع اليوم البقاع كله في بعلبك ليحيي ذكرى الحسين يجمع خصوصية المكان وخصوصية الزمان.
وتطرق السيد نصرالله الى الوضع في تونس ما بعد الثورة والى التدخل الاميركي وزيارة فيلتمان محذرا من "مؤامرة اميركية تحاك بالخفاء والعلن على انتفاضة هذا الشعب" معتبرا ان يجب ان يرفض هذا التدخل. وحذر من انه "اينما يأتي هذا المشعوذ فيلتمان يأتي الخراب"./انتهى/