وأضاف جزائري: “سنواصل طريقنا في هذا الاتجاه، ولن نتوانى لحظة واحدة عن بلوغ تلك الاهداف، وان مسيرة ال 25 عاماً الماضية اثبتت ان ايران رغم الضغوط الدولية لن تحيد قيد انملة عن قيمها الاسلامية, واما حرس الثورة الاسلامية فهو احد الاركان المهمة في النظام الاسلامي الايراني وهو يعتقد أن امتلاك التقنية النووية السلمية حق طبيعي للشعب الايراني ولا يحق للدول الاوروبية او الولايات المتحدة ان تحرم شعبنا هذا الحق”.
وأضاف “ان التعليق المؤقت لعمليات تخصيب اليورانيوم قضية داخلية، وهي علامة تعبر عن حسن النية الايرانية؛ وقد جاءت بعد ان اشتدت الحملات الدعائية المسعورة ضد الجمهورية الاسلامية وبرنامجها النووي من قبل الاعلام الغربي والامريكي ؛ فهي تتهم ايران بأنها تريد انتاج القنابل النووية؛ وعبر اساليبهم الخبيثة نجحوا في زرع الخوف والرعب في نفوس أبناء الدول المجاورة لايران وكذلك الشعوب الغربية؛ وعندما درسنا الامر قررنا ايقاف عمليات التخصيب لازالة الهواجس والقلق, لكن لا نعتقد أن ذلك سيستمر، خشية استغلاله من بعض الجهات الدولية؛ ولذلك نحن بصدد دراسة هذا القرار من جميع الجوانب؛ لأن الذي يهمنا هو حفظ مصالحنا القومية والوطنية”.
وحول تهديدات الكيان الصهيوني بضرب المنشآت النووية الايرانية ورد ايران عليها، قال: “اننا نعتقد أن بلدا مثل اسرائيل وحكومة مثل حكومة الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لايترددان في ارتكاب المجازر تلو المجازر؛ فالعالم يشاهد بأم عينيه الجرائم الشارونية بحق ابناء فلسطين الشرفاء في الاراضي المحتلة؛ في الجانب الآخر تمارس القوات المحتلة في العراق المعاملات الوحشية بحق الشعب العراقي, اريد ان نؤكد حقيقة وهي ان اسرائيل وبمساندة امريكا جادة في تنفيذ تهديدها بحق ايران؛ لكن ردنا سيكون قاسياً، وسيكون اضعاف ما يتصورون؛ ان قواتنا الثورية تحتضن تجربة حرب الثماني سنوات مع العراق، ولذلك نحن اليوم نمتلك اكبر قوة ردع دفاعية؛ وقد جعلتنا تلك التجربة الطويلة الحافلة بالدروس والعبر نبني قدراتنا العسكرية بناء ذاتياً ولا نعتقد أن هناك قوة ستتمكن من اختراق منظومتنا الدفاعية؛ اننا لا نبادر بالهجوم على الآخرين لكننا سنرد على المهاجم المعتدي”.
ورفض المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية اتهام بلاده بأنها تشكل هاجساً أمنياً لدول المنطقة وتهديداً للأمن الاقليمي. وقال: “تذكرون ان هناك دولا اقليمية وقفت الى جانب صدام حسين في الحرب المفروضة (1980 1988) وفي عنفوان ذلك الاصطفاف وتلك المعارك وسخونتها لم تقدم ايران على أي تصرف حيال تلك الدول؛ بل بقينا نحتفظ بصداقتنا وبمعاهداتنا معها. واليوم نعيش الشراكة الامنية والشراكة الاقتصادية والثقافية مع تلك الدول. اريد ان أقول إن تلك المسائل يسوقها الاعلام الغربي ويحاول ان يجعل من الملف النووي الايراني فزّاعة في المنطقة لإدامة بقاء اساطيله في منطقتنا العربية الاسلامية”.
وتساءل جزائري: “كيف تسمح لنا قيمنا بمهاجمة اخواننا المسلمين؟ نعتقد أن الخلافات بين الدول الاقليمية يمكن ان تنتهي من خلال الجلوس الى مائدة المباحثات الرسمية الثنائية من دون الحاجة الى استدعاء للقوات الاجنبية التي سبّب وجودها في المنطقة الكثير من الازمات؛ واشعال الحروب الاقليمية. ان ايران تعتقد أن الأمن الاقليمي يمكن ان يتحقق من خلال انسحاب القوات الاجنبية”.
وعما إذا كانت إيران بصدد حوار مع الولايات المتحدة لوضع حد لأزمة ملفها النووي، قال المتحدث باسم حرس الثورة الاسلامية : “لأن امريكا مازالت تمارس لعبة الذئب والحمل في علاقاتها الدبلوماسية مع الآخرين، فإننا لا يمكن ان نثق بمثل هذا الحوار؛ وفي الظرف الراهن فإن امريكا قد كثفت من حملاتها الدعائية المضادة للجمهوريه الاسلامية وعلى الاصعدة كافة وهي تتصور بأن ايران ستتراجع عن قيمها”.
وبشأن قراءة حرس الثورة الاسلامية لأحداث سبتمبر/ايلول 2001 في الولايات المتحدة، فرد قائلا: “حتى الآن لم تتمكن امريكا من ان تقدم أي وثيقة تثبت تورط جهات خارجية مثل القاعدة أو طالبان في تلك العمليات؛ وكل ما قيل مجرد تكهنات واكاذيب؛ وفي اعتقادنا أن تلك الاحداث إنما هي من صنع الداخل الامريكي وليست بفعل قوى خارجية. ومن وجهة نظري الشخصية فإن تلك الانفجارات لها ارتباطات بشخصيات مازالت تعيش في البيت الابيض؛ وهي بالطبع تمثل سيناريو كبيراً لأهداف كبرى في الشرق الاوسط؛ تتمثل في القضاء على الاسلام من خلال تأليب الرأي العام. وانزلقت في وقتها كلمات من لسان بوش فقال إنها حرب صليبية، وتمكن من حشد الرأي العام ضد الاسلام ولذلك تحركت الكتائب البوشية من كابول واستقرت في بغداد”./انتهى/