عثرت الشرطة العراقية على مقبرة جماعية تضم اكثر من 150 جثة لاشخاص من بينهم نساء واطفال قتلتهم القاعدة في 2006 و2007، في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.

ونقل موقع "السومرية نيوز" عن الناطق الإعلامي باسم قيادة الشرطة بمحافظة ديالى المقدم غالب عطية إن "المقبرة الجماعية التي عثر عليها، أمس، والتي تقع في قرية زراعية تسمى مهدي الأسود (35 كم جنوب بعقوبة) ضمت أكثر من 150 قبرا"، مبينا أن "هذه المقبرة تضم رفات تعود لأشخاص بينهم نساء وأطفال تم إعدامهم رميا بالرصاص خلال عام 2006 بحسب الفحوصات الأولية".
وأضاف عطية أن "هذه القرية كانت تهيمن عليها عناصر القاعدة خلال الفترة الواقعة ما بين عامي 2006 و2007"، مشيرا إلى أن "عملية العثور استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة".
وأكد الناطق الإعلامي باسم شرطة المحافظة أن "فريقا مختصا من دائرة حقوق الإنسان ومنظمة الهلال الأحمر بالتعاون مع دائرة صحة ديالى ستقوم بنقل هذه الرفات إلى دائرة الطب العدلي بمستشفى بعقوبة العام للتعرف على هويات أصحابها".
وذكر أحد المواطنين من سكنة إحدى المناطق القريبة من القرية ويدعى عمر جبار، أن "العشرات من الأسر التي تسكن القرى الواقعة جنوب ناحية بهرز (8 كم جنوب بعقوبة)، فقدت في ظروف غامضة أثناء هيمنة تنظيم القاعدة على تلك القرى خلال عامي 2006 و2007"، متوقعا أن "هذه الرفات التي عثر عليها تعود إلى تلك الأسر".
كما ذكر مواطن آخر ويدعى عبد الوهاب المجمعي، إن "هذه المنطقة كانت تحتوي على ما يسمى بمحكمة شرعية لتنظيم القاعدة الارهابي ، تقوم بإعدام من تشاء من ابنائها"، لافتا إلى انه "قام بدفع فدية مالية تبلغ 30 ألف دولار، لإنقاذ شقيقه الذي كان تحت قبضة القاعدة".
وتعتبر ما يسمى المحاكم الشرعية إحدى ركائز تنظيم القاعدة الارهابي التي يقوم من خلالها بتطبيق وجه نظره بحق المخالفين للفتاوى الدينية التي يطلقها، ومنها الانتماء إلى الأجهزة الأمنية التي يكون عقابها في اغلب الأحيان القتل رميا بالرصاص أو بحد السيف أو يتم الإعفاء بموجب جزية مالية يحددها الحاكم الشرعي، وغالبا ما يتزعم هذا المنصب قياديا في القاعدة من الجنسية العربية.
من جانبه، دعا ناشط في حقوق الإنسان ببعقوبة أكرم السعدي الجهات الحكومية "إلى إنشاء متحف خاص يورخ ويسجل جميع هذه الجرائم في المحافظة ومن بينها المقابر الجماعية والسجون التي تكون الدليل القاطع على القمع والقتل الوحشي الذي تمارسه الجماعات المسلحة بحق الأبرياء".
وكانت قوة من الشرطة العراقية عثرت امس الجمعة على مقبرة جماعية تضم رفات عشرات المدنيين  ممن جرى إعدامهم على يد تنظيم القاعدة الارهابي بين عامي 2006و2007 في إطراف منطقة أبو خميس (30 كم جنوب بعقوبة).
يذكر أن الأجهزة الأمنية في محافظة ديالى عثرت على ما يزيد عن 12 مقبرة جماعية في عموم مناطق المحافظة، خلال السنوات الثلاثة الماضية، حيث كانت تحوي على رفات العشرات من المدنيين ممن جرى إعدامهم من قبل القاعدة والتنظيمات الارهابية الأخرى بين عامي 2006 و2007./انتهى/