تاريخ النشر: ٢٥ فبراير ٢٠١١ - ١٤:٤٤

تعتبر قرية "ايستا" التابعة لقضاء طالقان /غرب طهران/ اكثر قرى ايران غموضا حيث يتوقف الزمن عند اهالي هذه القرية الواقعة في جبال البرز.

وحسب تقرير اعده مراسل وكالة مهر للانباء في مدينة كرج , فان الصمت يلف ارجاء القرية ولايتدخل احد في شؤون الآخر , ولا يوجد اثر للسيارات في ازقة القرية , حيث يعيش سكانها في عصر لا صلة له بالعصر الحاضر عصر الاتصالات.
فسكان قرية "ايستا" لا يشاهدون التلفزيون كما انهم لايسهرون وليست لديهم حفلات الاعراس وعيد الميلاد وذكرى الزواج او مراسم العزاء , فهذه ليست لها اي معنى بالنسبة لهم.
وسكان القرية يتسمون بكرم الضيافة شريطة ان لا تنوي امرأة دخول قريتهم  , كما انه لم يشاهد لحد الآن اي من نساء القرية تخرج من بيتها , وسكان قرية "ايستا" اغنياء ويعيشون عن طريق بيع اراضي اجدادهم في تبريز.
تجدر الاشار الى ان سكان قرية "ايستا" ليست لديهم وثائق هوية وليسوا داخلين ضمن احصاء سكان ايران ولايستفادون من اية خدمات حكومية.
فقرية "ايستا" تعتبر اكثر قرى ايران غموضا فسكانها يرفضون استخدام  الامكانيات الحديثة فهم يعيشون بدون شبكة لانابيب المياه والغاز والكهرباء والآلات ووسائل الاتصال ولايستخدمون اجهزة الهاتف والتلفزيون والراديو.
وهم مجموعة من اتباع ميرزا صادق مجتهد تبريزي الفقيه المشهور في فترة الثورة الدستورية ، مستلهمين من آرائه الرافضة للتجديد , وينظمون شؤون معيشتهم في عصر الحداثة.
يذكر ان ميرزا صادق مجتهد تبريزي كان من الفقهاء المحتاطين على الصعيدين النظري والعملي وكان يؤكد على رفض التجديد والاختراعات الحديثة , وكان يفتى الى آخر عمره بعدم السماح بالاستفادة من الوسائل الحديثة.
وينظم سكان قرية "ايستا" الواقعة شرق طالقان الاوقات الشرعية للصلاة حسب معاييرهم الخاصة ، ويحددون بداية ونهاية شهر رمضان المبارك ايضا من خلال رؤيتهم للهلال , ويعتقدون بالرؤيا الصادقة , وينتظرون ظهور الامام المهدي (عج).
ويختار ابناؤهم بعد بلوغهم سن التكليف اما العيش مع عوائلهم او العودة الى مدينة تبريز / شمال غرب/ , ولايمارسون اي عمل سياسي او اجتماعي او يقومون بالتبليغ لمعتقداتهم.
ويتعلم الاطفال في القرية حسب الطريقة التقليدية بالذهاب الى الكتاتيب حيث يتعلمون القراءة والكتابة والاحكام الشرعية واصول العقائد.
ولا توجد ساعات يدوية او جدارية عند سكان هذه القرية ، ولايستخدمون الاسمنت والحديد في بناء بيوتهم , ويبتعدون عن باقي الافراد بشكل يكتنفه الغموض وقلما يسمحون لاحد بدخول منازلهم. فهم ينأوون عن مظاهر الحداثة والتكنولوجيا , بحيث نسجت حولهم شائعات واقاويل عجيبة.
فاهالي طالقان لا يعرفون بالضبط من اين جاء سكان قرية "ايستا" وما هو مسلكهم , فالبعض يعتبرهم من اتباع المذهب الاسماعيلي وآخرون يرون انهم من الدراويش الزاهدين للدنيا والمنتظرين لظهور الامام المهدي (عج) الامام الثاني عشر للشيعة الامامية./انتهى/