قال اعضاء في كتلة الوفاق ان قوات الامن البحرينية اعتقلت ما لا يقل عن أربعة من زعماء المعارضة في وقت مبكر من يوم الخميس من بينهم حسن المشيمع زعيم حركة الحق التي تدعو الى نهاية للملكية في البحرين.

وأكد مطر ابراهيم النائب عن كتلة الوفاق في البرلمان الاعتقالات في اتصال هاتفي مع رويترز وقال ان قوات الامن اعتقلت ايضا ابراهيم شريف الامين العام لجمعية الوعد اليسارية العلمانية.
وهاجمت قوات السلطات البحرية الاحتجاج الشعبي في ميدان اللؤلؤة البحريني الذي كان لأكثر من شهر مضى ينبض بتجمع المطالبين بالتغيير السلمي الديموقراطي ونشاطاتهم الشبابية والشعبية، ليتحوّل على أيدي القوى الأمنية إلى حطام ورماد امتزجا بدماء ثلاثة شهداء ومئات الجرحى من المدنيين واثنين من الشرطة، فيما عمّت البحرين حالة من الرعب الذي نشرته الجيوش السعودية والبحرينية والبلطجية، محاصرة القرى ومطلقة العنان لوحداتها الجوية والبرية التي لم توفر المستشفيات من عمليات "التطهير" التي نفذت بـ"وحشية" قلّ نظيرها.
إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي اتصل بالملكين السعودي والبحريني، أكدت في وسط هذه المذبحة المعلنة في وضح النهار، على "الصداقة" التي تربطها بانظمة دول الخليج الفارسي المتحالفة ضد حياة البحرينيين العزّل، واكتفت بالقول إن المسار الذي يسلكه هذا التحالف "خاطئ"، داعية إلى "ضبط النفس" ومؤكدة رفضها استخدام "القوة المفرطة".
ولم يبق في دوار اللؤلؤة إلا الهياكل المعدنية للخيام المحروقة وبقايا أسطوانات الغاز المنفجرة من بقايا المخيم الذي شكل لإسابيع منبراً للأصوات المطالبة بالتغيير في المملكة. وقال متظاهر طلب عدم الكشف عن اسمه "لم يكن هناك مجال لأي مقاومة". وقتل ثلاثة متظاهرين في الهجوم إضافة الى شرطيين اثنين دهسا، كما أصيب العشرات من المتظاهرين، خصوصا جراء تنشق الغازات المسيلة للدموع.
وحال انسحاب المعتصمين أمام القوات المدججة بالسلاح والمدعومة بالمروحيات والمدرعات، دون سقوط عدد أكبر من القتلى، فيما قتل شرطي ثالث متأثراً بجراح أصيب بها أمس الأول.
وبعيد شروق الشمس، اقتربت المدرعات ببطء من جهة البحر بينما نقلت عشرات الحافلات قوات مكافحة الشغب الى الدوار. وتمركزت في مواقع أبعد، بالقرب من الشاطئ، قوات من الجيش بثيابها البنية الفاتحة. وأصرت مجموعة صغيرة من الشبان على البقاء في المكان، وبدت المواجهة الدامية محتمة حينها. إلا ان المجموعة عادت وانسحبت خلف دخان القنابل المسيلة للدموع، وزخات الرصاص الحي التي أطلقتها عناصر الشرطة. وتقدمت بعد ذلك قوات الشرطة ببطء الى وسط الدوار وتقدمتها مدرعتان أزالتا العوائق.
وشن الهجوم من جهة واحدة في ما بدا محاولة من قوات الامن لدفع المعتصمين إلى الانسحاب باتجاه الأحياء المجاورة التي كانت تنتشر فيها بكثافة. وعصفت رياح شديدة في الصباح حاملة دخان القنابل المسيلة للدموع في الأجواء وناقلة ألسنة اللهب من خيمة الى اخرى.
وقام رجال الشرطة المسلحون بالرشاشات بتمشيط المكان، فيما قام آخرون بخلع أبواب سيارات مركونة في المكان لتفتيشها. وتم تدمير المنبر الخشبي الذي استخدمه المحتجون لإطلاق هتافاتهم المطالبة بالإصلاح، والتي وصلت ايضا الى المطالبة بإسقاط النظام والأسرة الحاكمة.
وقال النائب المستقيل عن جمعية الوفاق المعارضة خليل مرزوق "هناك ثلاثة شهداء وكثير من الجرحى" في الهجوم على دوار اللؤلؤة. وأضاف ان "الوضع مأساوي" في البحرين و"الجيش والامن يعملان على قتل الناس"، كما أشار الى ان "القرى حول المنامة محاصرة".
وأضاف مرزوق ان "مستشفى السلمانية (في وسط المنامة) محاصر"، وكذلك مستشفيات اخرى عامة وخاصة، متهماً السلطات بإعاقة نقل المصابين الى المستشفيات وباستخدام "الرصاص الحي في عدة مناطق من البحرين".
واستنكرت جمعيات المعارضة السبع الاعتداء على المعتصمين في دوار اللؤلؤة. وذكرت الجمعيات "أن هذا الاعتداء هجوم وحشي متعمد قامت به قوات الأمن والجيش البحريني والقوات السعودية على المعتصمين بدوار اللؤلؤة وباستخدام كل أنواع الأسلحة من طائرات الاباتشي والدبابات والرصاص الحي".
وأكدت ان الهجوم تم من دون سابق إنذار للمعتصمين وبعد عودة المعتصمين إلى الدوار إثر "مجزرة الخميس الدامي" وتعهد الأمير سلمان بن حمد ولي العهد بعدم التعرض للمعتصمين كأولوية لتهيئة الأجواء المناسبة للحوار الوطني.
وأدانت الجمعيات السياسية محاصرة قوات الجيش البحريني والقوات السعودية مستشفى السلمانية الطبي واقتحامه وتعطيل وصول سيارات الإسعاف والطواقم الطبية للجرحى في الدوار، وكذلك إعاقة نقل الجرحى لباقي المراكز والمستشفيات الطبية، بما يؤكد النوايا المبيتة من قبل السلطة باتجاه قتل المعتصمين وبما يخالف مواثيق حقوق الإنسان الدولية التي وقعت عليها حكومة البحرين./انتهى/