كشفت صحف الكيان الصهيوني بالتفصيل عمليات الدعم التي يقدمها عدد من جنرالات الكيان المتقاعدين لديكتاتور ليبيا من خلال شركة صهيونية متخصصة مقربة من وزارة خارجية حكومة الاحتلال تسمى "جلوبيل".

كما كشفت الصحف عن أن القذافي كان قد وثق علاقاته بالكيان الاسرائيلي وقياداته العسكرية والسياسية والأمنية في السنوات الأخيرة في أعقاب تفكيك برنامج ليبيا النووي.
يأتي ذلك ضمن تطور مثير للصراع الدائر في ليبيا الآن بين القذافي والثورة الشعبية، وبعد ما تردد من معلومات عن دعم إسرائيلي كبير للقذافي في حربه على ثوار ليبيا.
وافاد موقع "وطن" الجمعة: "على الرغم من نفي الخارجية الإسرائيلية لأي علاقة إسرائيلية بتجنيد المرتزقة الأفارقة للقتال لصالح القذافي، فإن الطوابير لا زالت تقف أمام السفارة الإسرائيلية لدى السنغال بهدف الفوز بعقد عمل في القتال الدائر في أرجاء ليبيا".
وبحسب ما نشر موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية، وفق ما نقلت صحيفة القدس، فإن الأنباء التي نشرت عبر وسائل إعلام مختلفة، عن اجتماع جمع رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب ايهود باراك، بالإضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات وكذلك الـ "موساد"، والذي جرى من خلاله بحث التطورات في ليبيا، اتخذ فيه قرار بمساعدة نظام القذافي بتجنيد المرتزقة الأفارقة للقتال لصالح القذافي ومنع سقوط نظامه.
ومع نفي الخارجية الإسرائيلية لهذا الخبر، فإن الكثير من الأفارقة في الكثير من الدول لا زالوا يتعاملون مع دور إسرائيل في تجنيد المرتزقة، وهذا ما يدفع أعدادا كبيرة من السنغاليين للتوجه إلى السفارة الإسرائيلية طلبا للقتال مع القذافي مقابل مبالغ كبيرة من الدولارات.
وأضاف الموقع وفقا للكثير من المصادر، خاصة رئيس طواقم العمل لشؤون المرتزقة التابع للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، فإنه توجد معلومات مهمة تفيد بوجود مرتزقة يقاتلون مع نظام القذافي، ولا يوجد حتى الآن تأكيدات مطلقة بوجود المرتزقة وذلك لصعوبة تشخيصهم لوجود البشرة السوداء أصلا بين الشعب الليبي.
وأضاف الموقع استنادا إلى تقديرات مختلفة بوجود أعداد من المرتزقة في ليبيا، خاصة من الدول التي كان لها علاقات جيدة مع معمر القذافي، والدعم الذي كان يقدمه لبعض الأطراف الأفريقية أثناء الحروب الأهلية، حيث تشير بعض التقديرات لوجود 6000 مقاتل من المرتزقة في ليبيا، من بينهم 3000 فقط داخل العاصمة الليبية طرابلس.
وأشار الموقع إلى أن معظم المرتزقة من تشاد ومالي والنيجر، حيث ضخ القذافي ملايين الدولارات من أجل تجنيد مزيد من المرتزقة.
وقد أشارت بعض الأنباء التي نشرت لنشاط إسرائيلي في هذه الدول لتجنيد المرتزقة والتي نفتها الخارجية الإسرائيلية.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي الاربعاء عن المصادر نفسها قولها، إن ليبيا حسنت علاقاتها مع الاحتلال في الآونة الأخيرة وإن وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان أقام شبكة علاقات مميزة مع النظام ومدح القذافي عدة مرات في عدة جلسات لحكومته، معتبرا إياه زعيما ذا مصداقية.
وتحدثت المصادر، بحسب إذاعة الاحتلال، عن علاقات سرية بين تل أبيب وطرابلس تطورت بعد انتهاء قضية المفاعل النووي الليبي، والموقف العدائي الذي يتخذه القذافي من الحركات الإسلامية، حيث بذلت جهود أوروبية ليبية أمنية اطلعت عليها وأسهمت بها إسرائيل من أجل صد المد الإسلامي في المنطقة العربية، على حد تعبير الأوساط في تل أبيب.
وكان التليفزيون الإسرائيلي قد أعرب في تقرير له عن سعادة عدد من كبار الجنرالات السابقين في الجيش بالانتصارات التي يحققها القذافي على الثوار في ليبيا.
وذكر التقرير: أن "هذه الانتصارات تعود في الأساس إلى الدور المتميز الذي يقوم به المرتزقة الإسرائيليون في البلاد ونجاحهم في دحر الكثير من عناصر المعارضة التي تتمركز في المنطقة الشرقية وبالتحديد في مدينتي بنغازي والبيضاء".
وقال التقرير: إن" العالم كله الآن بات يعرف مدة قوة شركة (جلوبيل) التي يديرها بعض الجنرالات السابقين في الجيش، وهي الشركة التي قامت بتوريد عدد كبير من المرتزقة الأفارقة إلى ليبيا بعد أن تم التوقيع على عقد بهذا الخصوص في العاصمة التشادية نجامينا بين المسؤول ألاستخباراتي الليبي عبد الله السنوسي وممثلي الشركة الإسرائيلية من جهة أخرى. وفقا لصحيفة "الأهرام" المصرية.
يشار إلى أن المعارضة الليبية كانت تحقق انتصارات متميزة وكانت على مشارف العاصمة طرابلس خاصة مع ثورة العسكريين وكتائب الجيش معهم إلا أن المرتزقة ساهموا بقوة في قمع المعارضة الليبية وانتصار القذافي النسبي حتى الآن./انتهى/