يبدأ ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ جلساتهم الموسعة اليوم بعد ان انهى وزراء خارجية دول الجوار اجتماعاتهم المغلقة امس بالاتفاق على عقد مؤتمر في طهران لبحث المشكلات الامنية وضبط الحدود في 30 من الشهر الجاري،

و رجحت مصادر المؤتمر ان النية تتجه الى الدعوة لعقد مؤتمر آخر تشارك فيه الاحزاب والمنظمات العراقية وممثلو المجتمع المدني العراقي سعيا لتحقيق مصالحة وطنية تشمل الجميع حسب ما افادت وكاله مهر للانباء عن صحيفه الشرق الاوسط .,
وعلى الرغم من التوقعات المحدودة باتخاذ إجراءات محددة لدفع عملية الاعمار في العراق، الا ان نص البيان الختامي للمؤتمر تضمن كل ما سبق ان تم التوافق عليه لدعم المسار الديمقراطي للعراق.
واجمع ممثلو الدول الكبرى والدول المجاورة للعراق واربع منظمات دولية واقليمية هي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي على ان المؤتمر يشكل خطوة مهمة على الطريق لاعادة الاستقرار الى العراق.
وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط في بداية اجتماع امس انه «سيكون غير رسمي ولن يصدر عنه اي بيان».
واوضح ان دول الجوار العراقي الست (ايران وسورية وتركيا والسعودية والكويت والاردن) تشارك في الاجتماع اضافة الى مصر والعراق والامم المتحدة ممثلة بموفدها الى العراق اشرف قاضي والاخضر الابراهيمي مستشار الامين العام للامم المتحدة وموفدها السابق الى العراق.
واقترح ابو الغيط ان تتم مناقشة التطورات السياسية والعسكرية في العراق، مشيرا الى «تطورات على الارض خاصة اعلان الحكومة العراقية تحديد موعد الانتخابات في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل».
وشكل المؤتمر مناسبة لتسجيل اختراق دبلوماسي مهم، حيث صرح وزير الخارجية السوري فاروق الشرع امس انه سيجري مباحثات مع وزير الخارجية الاميركي كولن باول صباح اليوم. وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كان سيلتقي باول، قال الوزير السوري «نعم».
واوضح قبل ان يتوجه الى الاجتماع الذي تعقده الدول المجاورة للعراق في شرم الشيخ «سأجري لقاء مع باول (اليوم) صباحا».
وتشير المعلومات الى أن الخلافات الفرنسية الأميركية قد تم تجاوزها،
وكان الخلاف الرئيسي يدور حول اشراك المجتمع المدني بالمؤتمر.
وقد أكدت مذكرة فرنسية أنه بدون اشراك الفعاليات السياسية فإنه لا يمكن ايجاد مخرج وحل للأزمة العراقية وأن هذه الفعاليات أصبحت من القوة داخل العراق بما يؤكد أنها صاحبة القرار النهائي في استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق.
ومن جانبها عارضت الولايات المتحدة هذه المذكرة.
وقد اقترحت مصر للتوفيق بين الجانبين عدم تجاهل هذه المنظمات والفعاليات السياسية في العراق،
واتفق على تنظيم مؤتمر ثان لها. وقد نص البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ على توصية بهذا المعنى وهو اشراك منظمات المجتمع المدني العراقية في مؤتمر عراقي يحمل اسم «مستقبل العراق» وأن تقوم الحكومة العراقية بالاعداد والتنظيم لهذا المؤتمر الذي يمكن أن يعقد داخل العراق أو خارجه على أن يناقش هذا المؤتمر قضيتين رئيسيتين: الأولى هي المصالحة بين كل الفصائل والفعاليات العراقية وبعضها البعض والمصالحة مع الحكومة العراقية والاتفاق على كيفية الوصول إلى الاستقرار السياسي وانهاء الاضطرابات الأمنية في العراق والقضية الثانية: هي التحضير للانتخابات العراقية والتأكيد على مشاركة كل الهيئات العراقية في هذه الانتخابات/ انتهي/