فهذه القناة العربية التي تبث برامجها من دولة قطر الصغيرة عرضت على موقعها باللغة الانجليزية صورا كاريكاتيرية متحركة تسيء الى ايران.
وتبين هذه الصور المتحركة رجل دين يرمز الى الجمهورية الاسلامية يمر بلا اكتراث من امام مشاهد مختلفة يعاني منها العالم الاسلامي ولكن يبدر منه رد فعل عنيف عندما يشاهد تغيير اسم "الخليج الفارسي" الى اسم مزيف "الخليج العربي".
ان هذا الاجراء غير المهني والبعيد عن الاخلاق والناجم عن الحقد الدفين للمسؤولين عن هذه القناة تجاه الشعب الايراني قد لقي ردود فعل قوية من قبل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية.
ان قناة الجزيرة التي افتتحت في عام 1997 بهدف ايجاد حركة جديدة في حقل الاعلام الحكومي وغير الفاعل في العالم العربي , وحينها لاقت ترحيبا شعبيا.
وقد تصور العديد من خبراء الاعلام ان هذه القناة ستطلق ثورة جديدة في زمن ثورة المعلومات وخاصة ان شعوب الدول العربية في الخليج الفارسي كانت تعيش في خبر كان.
وفي نفس الوقت راجت شائعات عديدة تشير الى ان قناة الجزيرة تأسست بمساعدة متخصصين وخبراء من اسرائيل وامريكا بهدف تقديم صورة بشعة عن الاسلام الحقيقي.
واثناء احتلال العراق حاولت هذه القناة اثارة الخلافات القومية والنعرات الطائفية بين الشيعة والسنة في العراق.
وقد واجه هذا الرأي شكوك من قبل خبراء المنطقة لان تاسيس قناة اعلامية بامكانها اطلاع الشعوب العربية على وجه السرعة بما يدور في العالم من احداث يعتبر عملا جديرا.
وبشكل تدريجي كشف اداء هذه القناة ان الخبراء المرتبطين بالكيان الصهيوني يعرضون مخططاتهم المثيرة للفرقة بشكل ملموس على مسؤولي القناة من اجل زرع الشقاق بين البلدان الاسلامية وتقديم صورة سيئة عن الاسلام.
ففي فترة قصيرة واثر نشر قناة الجزيرة اخبارا محرفة حدث توتر بين السعودية والحكومة القطرية كادت تنتهي بقطيعة للعلاقات بين البلدين.
وبدلا من ان تتخذ السعودية موقفا دفاعيا وانفعاليا في مواجهة الحملة الاعلامية المضادة لقناة الجزيرة , فانها اقدمت على مبادرة حكيمة بتاسيس قناة العربية لمواجهة دعايات قناة الجزيرة.
ومع بدء الغزو الامريكي لافغانستان تحولت قناة الجزيرة الى منبر لارهابيي القاعدة وطالبان لتوحي للعالم من خلال ذلك بان هؤلاء الارهابيين يمثلون الاسلام الحقيقي.
فعرض مشاهد مرعبة لحز رؤوس الرهائن الاجانب من قبل افراد عصابة المجرم ابو مصعب الزرقاوي من قناة الجزيرة , قد ادى الى زيادة غضب وكراهية شعوب العالم وخاصة الشعوب الغربية حيال المسلمين.
فقناة الجزيرة التي يوجهها متخصصون امريكيون واسرائيليون في الحرب النفسية , قد كونت بادائها انطباعات ساخطة في نفوس العديد من شعوب الدول الغربية حول الاسلام والمسلمين.
وفي الحقيقة فان قناة الجزيرة تأسست حينما بادرت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعرض مشروع "حوار الحضارات" باعتبارها آلية منطقية للتقريب بين الاسلام والغرب.
فهذا المشروع لم يكن يروق للصهاينة بشكل طبيعي لان تقارب الاسلام والغرب لن يكون في مصلحتهم ولهذا السبب حاولوا عن طريق تاسيس قناة الجزيرة تشويه صورة الاسلام الحقيقي.
وقد تبين الآن ان الاستراتيجية الحقيقة لقناة الجزيرة بعد 7 سنوات من عملها هو السعي لبث الفرقة بين الدول الاسلامية وتقديم صورة مشوهة عن الاسلام الحقيقي وتضخيم خطر الاسلام على الغرب وبالتالي اثارة الفتن الطائفية بين دول المنطقة./انتهى/
حسن هاني زاده - خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء
تاريخ النشر: ٣٠ نوفمبر ٢٠٠٤ - ١٧:١٥
يعتبر اقدام قناة الجزيرة الفضائية مؤخرا على توجيه اساءة الى اهداف الشعب الايراني احدى افظع الممارسات الاعلامية في عصر انفجار المعلومات.