اعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي، أن التشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر وفقا للبرنامج الزمني في الخطة الموضوعة سيكون في نهاية شهر رمضان المبارك.

وقال عباسي في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية حول موعد تشغيل محطة بوشهر الذرية الايرانية، "حسب توقعاتنا في الخطة الموضوعة كان يجب أن يتم التشغيل التمهيدي للمحطة في نهاية شهر رمضان المبارك (نهاية أغسطس الجاري) إلا ان وسائل الإعلام في العادة تسعى الى الحصول على موعد دقيق لتشغيل المحطة، وأنا أعلن من هنا اننا لدينا خطة تتضمن مجموعة من الفعاليات بمواعيد محددة، ونحن ماضون الى الامام في تنفيذ الخطة، وبما ان المحطة الذرية بحاجة الى عدة مراحل مختلفة من التشغيل إضافة الى ضرورة إجراء الإختبارات اللازمة على المحطة لذا ينبغي علينا ان لانجعل كوادرنا المتخصصة تصطدم بمسائل تجعلها تشعر باضطراب في عملية التشغيل من أجل اعطاء موعد دقيق للتشغيل على حساب ظروف الأمان بالمحطة ".
وأشار  عباسي الى تأكيد المسؤولين في النظام على ضمان اعلى درجة من الأمان في المحطة الذرية وخاصة بعد تأثر الرأي العام العالمي نوعا ما بالحادث الاخير الذي وقع في محطة فوكوشيما الذرية باليابان، قائلا: "نحن وبالرغم من اننا اعتمدنا أعلى مستوى من معايير الأمان بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، نؤكد على ضرورة مراعاة أدق النقاط في هذا المجال إن وجدت وحتى التي لم تكن تراعى من قبل المحطات سابقا ".
واضاف رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، "ووفقا لما ذكرنا فقد كان من المقرر ان يبدأ التشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر الذرية في نهاية شهر رمضان المبارك (نهاية أغسطس الجاري)، بطاقة انتاجية تبلغ 40 بالمائة من كامل الطاقة الانتاجية للمفاعل، على ان تربط تحت الاختبار بالشبكة العامة للكهرباء في البلاد، كما تم اجراء التنسيق اللازم مع وزارة الطاقة وشبكة تجهيز الكهرباء في البلاد، والاستعداد اللازم متوفر ولم يتبق سوى إجراء بعض الاختبارات، وفيما اذا تمكنا من اتمام هذه الاختبارات في نهاية شهر رمضان عندها سنبدأ بالتشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر الذرية في نهاية الشهر المبارك وسترتبط المحطة بالشبكة العامة للكهرباء في البلاد ".
وتابع عباسي: "ينبغي علينا ان نقوم مرة أخرى وفق المقررات المتبعة بما يصطلح عليه "تبريد المفاعل"، وهو ان نقوم بخفض قدرة المفاعل وإعادة التقييم اللازم ومن ثم نزيد قدرته الى 75 بالمائة ونجري الاختبارات المطلوبة لضمان الأمان مرة اخرى وبعدها نرفع قدرة المفاعل الى 100 بالمائة عندها سنقول أن محطة بوشهر الذرية تم تشغيلها رسميا، وتوقعاتنا ان يكون ذلك الموعد في النصف الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر او النصف الثاني من كانون الاول/ ديسمبر القادمين ".
وردا على سؤال حول حتمية التشغيل التمهيدي لمحطة بوشهر في نهاية شهر رمضان وانتاج الكهرباء بطاقة 40 بالمائة، قال رئيس وكالة الطاقة الذرية الايرانية: "حسب برنامج مواعيدنا وبما اننا أنجزنا هذا العمل من قبل وتمكنا من خفض قدرة المفاعل والذي يعني انتاج البخار وأجرينا عملية الضخ في التوربين وانتهى الاختبار الأولي للتوربين بشكل ناجح وحاليا علينا ان نختبر التوربين بطاقته الكاملة ومن ثم نقوم بتفكيكه بعد هذا الاختبار ودراسة قطعاته وبعد الانتهاء من هذه المراحل سنقوم مرة اخرى بإنتاج البخار اللازم وعملية الضخ في التوربين ونجري عملية الاختبار مرة اخرى، بعدها ستتاح لنا إمكانية ربط المحطة بالشبكة العامة للكهرباء، ووفقا للخطة الموضوعة فإن الموعد سيكون في نهاية شهر رمضان، واذا ما سارت الأمور بشكل جيد فسيكون التشغيل التمهيدي للمحطة في الموعد المقرر ".
وعزا  عباسي سبب تأخير تشغيل محطة بوشهر الذرية قياسا بمثيلاتها في العالم، هو كونها تراعي أعلى مستوى من المعايير القياسية التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولو لم تكن كذلك لما كان بإمكان الروس تنفيذ المشروع الذي يخضع لإشراف تام من الوكالة الدولية التي ترسل مندوبيها باستمرار الى إيران كما ان نظام الأمان الإيراني وباستخدامه لأحدث معايير القياس الموضوعة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يشرف أيضا على تنفيذ المراحل المختلفة من عمل محطة بوشهر وبصلاحيات تامة بحيث انه يستطيع ايقاف العمل في اي موقع حتى يتم التحقق من الوضع المطلوب، وفي هذا الشأن لايوجد هناك أي قلق حول نظام الأمان في محطة بوشهر ".
واضاف: "تستخدم مقاييس للأمان من الإشعاعات في جميع المفاعلات النووية تحول دون تسرب أي إشعاعات ما يتيح للناس ان يعيشوا بسهولة قرب هذه المفاعلات، واذا ما قارنا محطة بوشهر بباقي المحطات يمكننا ان نقول بأن هذه المحطة لاتتسبب بأي قدر من التلوث لأن قسم النظائر المشعة بالمحطة مغلق تماما ولاتوجد هناك اي إمكانية لتسرب الإشعاعات منه"./انتهى/