دعا السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة ببيروت المسلمين الى احياء يوم القدس العالمي بالمضمون الايجابي من خلال جعل القضية الفلسطينية اولى اهتماماتهم.

وأكد فضل الله في خطبة الجمعة التي ألقاها من على منبر مسجد الإمامين الحسنين (ع) أن "يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني (قده) أراده أن يبقى يوماً للقدس العالمي، لكل ما تمثله القدس من عنوان ديني وسياسي، وأراد لقضية القدس بكل أبعادها أن تبقى حاضرة في وجدان المسلمين، وفي وعيهم، وأن لا ينسوها مهما كبرت التحديات"، مضيفاً "إن المسلمين إذا سمحوا بإسقاط القدس، فستكون كل مقدساتهم عرضة للسقوط، وإذا سمحوا بالاستهانة بها، فسيجعل ذلك العالم يستهين بقبلتهم الثانية وبكل واقعهم، لهذا ندعو المسلمين إلى إحياء هذا اليوم، لا في الشكل الذي يبقي الأمر في دائرة الذكرى، بل بالمضمون الإيجابي، بأن يجعلوا هذه القضية أولى اهتماماتهم كأفراد وكجماعات وكدول، وأن تتضافر جهودهم للعمل من أجل تحرير القدس ورفع الاحتلال عن كاهلها".
ودعا فضل الله الشعب الفلسطيني لأن "يبقى خياره مواجهة العدو، وأن لا يراهن على ما قد يراهن عليه البعض من دولة فلسطينية قد تصدر بقرار يرتب عليها الكثير من الأعباء، دون أن يحمل أي مضمون في ظل السيطرة الصهيونية على كل تفاصيل هذه الدولة"، مؤكداً من جهة ثانية أن "الشعب المصري أحسن التعامل مع العدوان الإسرائيلي عليه من خلال تحركاته الشعبية الميدانية حول سفارة كيان العدو، وانتزاعه العلم الصهيوني من قلب القاهرة، ليؤكد الهوية الحقيقية لهذا الشعب الذي رفض التطبيع سابقاً، وهو بعد ثورته على طاغيته، يعلن بوضوح رفض وجود سفارة للكيان الصهيوني على أرضه، وبقاء قضية فلسطين والقدس في أولى اهتماماته".
كما دعا الشعب الليبي إلى "تأكيد حريته، والإمساك بقراره الحر، والتحكم بكل ثرواته، وعدم الانجرار وراء السياسة الغربية التي لا تريد سوى مصالحها في السيطرة على النفط والحفاظ على الكيان الصهيوني"، معتبراً أنه "لا بد، ونحن نعيش ذكرى تغييب الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه، في الواحد والثلاثين من شهر آب، التي تتزامن مع سقوط الطاغية معمر القذافي، من أن يكون لهذا السقوط دور في الكشف عن هذه الجريمة الكبرى التي أبعدت عن الساحة الإسلامية رمزاً إسلامياً كبيراً، كان له دوره في تقوية هذه الساحة، ومواجهته الظلم والطغيان والحرمان"./انتهى/