يوقع القادة الصوماليون الثلاثاء في مقديشو تحت رعاية الامم المتحدة اتفاقا جديدا يضع خارطة طريق للخروج من المأزق السياسي والعمل على اعادة السلام الى البلد المضطرب بعد عشرين عاما من الحرب الاهلية.

ويناقش القادة على مدى ثلاثة أيام اتفاقا سياسيا تم بوساطة الامم المتحدة في العاصمة الصومالية التي انسحب منها متمردو حركة الشباب المتطرفة الشهر الماضي بعد سنوات من القتال للاطاحة بالحكومة الصومالية.
وقال الممثل الخاص للامم المتحدة في الصومال اوغسطين ماهيغا ان الهدف من الاجتماع هو بلورة خارطة طريق تمهد لتشكيل حكومة تضم مزيدا من الافرقاء الصوماليين و"توفر فرصة للتوصل الى سلام لم نتمكن من بلوغه في الصومال خلال الاعوام العشرين الماضية".
ويعد هذا الاتفاق الاحدث في سلسلة من أكثر من عشر محاولات لانهاء الحرب الاهلية المستمرة في الصومال منذ اكثر من عشرين عاما.
ويعتقد ان المئات يموتون كل يوم من المجاعة التي يزيد النزاع من حدتها، حيث ذكرت الامم المتحدة الاثنين ان ثلاثة ارباع مليون صومالي، معظمهم من الاطفال، يواجهون خطر الموت جوعا.
وادت النزاعات السياسية المستمرة والتمرد الدموي الى تقويض الحكومة الفدرالية الانتقالية التي لم تعد قادرة على القيام بمهمتها الاساسية في تحقيق المصالحة في البلاد وصياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات جديدة.
ويركز الاتفاق السياسي الجديد على تحسين الامن في العاصمة وغيرها من مناطق جنوب الصومال، والمصالحة الوطنية ووضع مسودة للدستور والحكم الرشيد واصلاح المؤسسات.
ويتوقع ان يوقع على الاتفاق الرئيس الصومالي شريف شيخ احمد، ورئيس منطقة بونتلاند المنشقة ابراهيم محمد محمود، وزعيم منطقة غامودوغ وزعماء ميليشيا اهل السنة والتوحيد الموالية للحكومة.
وكان مقررا حل الحكومة الانتقالية الصومالية في آب/اغسطس الفائت، لكن رئيسها الحالي شريف شيخ احمد ورئيس البرلمان شريف حسن شيخ عدن توافقا في حزيران/يونيو على التمديد لها لمدة عام.
وينتخب الصوماليون رئيسي الدولة والبرلمان المقبلين في آب/اغسطس 2012.
ومن بين العناصر الاساسية في المؤتمر الاتفاق على نظام للحكومة نظرا الى ان الصومال مقسمة الى إدارات اقليمية غالبا ما تكون متنازعة.
وكانت منطقتا بونتلاند الشمالية وارض الصومال اعلنتا انفصالهما واقامة الحكم الذاتي فيهما في التسعينات من القرن الماضي.
كما تحكم المناطق الوسطى ادارات وميليشيات محلية، بينما تحظى الادارة الفدرالية الانتقالية بسيطرة محدودة على مقديشو، وتحكم حركة الشباب المتطرفة معظم مناطق جنوب الصومال.
ولا يشارك اي ممثلين من حركة الشباب في المحادثات فيما رفضت ارض الصومال المشاركة نظرا لانها تسعى الى الحصول على اعتراف دولي بها كدولة مستقلة. الا ان نائب ممثل الامم المتحدة في الصومال كريستيان ماناهل اعرب عن تفاؤله بتطبيق الاتفاق الجديد./انتهى/