أفاد تقرير إخباري اليوم الجمعة بأن لقاءا سريا جمع بين الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بحضور وزير الخارجية الاميركي المستقيل كولن باول في الشهر الماضي نوقش فيه السياسة العسكرية في العراق.

وافادت وكاله مهر للانباء نقلا عن وكاله الانباء الالمانيه ان باول اعرب خلاله عن قلقه من قلة عدد القوات الاميركية في العراق.
وذكرت مصادر مطلعة لصحيفة واشنطن بوست الاميركية أن باول قال لبوش وبلير في الشهر الماضي إن عدد القوات العسكرية الموجودة في العراق غير كاف. 
وأكد باول خلال واحدة من الجلسات المتوترة بشأن العراق بين بوش وبلير هذا العام.
وهي الجلسات التي ظلت سرية وتشير إلى المناقشات الحادة التي جرت بين الجانبين خلف الابواب المغلقة بينما كانت الادارة الاميركية تراجع سياستها في العراق في أعقاب إعادة انتخاب بوش.
وبعد أقل من ثلاثة أسابيع من الاجتماع أعلنت وزارة الدفاع الاميركية زيادة الوجود العسكري الاميركي في العراق ليصبح 150 ألف جندي بزيادة 12 ألف جندي أميركي. 
وكانت المناقشات التي جرت في اللقاءات الاخيرة بين الحليفين بوش وبلير والتي كانت تجرى عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة حساسة لدرجة انه صدرت أوامر بتدمير تسجيلات هذه المناقشات بعد عرضها على كبار المسئولين حسبما أكدت الصحيفة.
ويشير الاطلاع على فحوى هذه الجلسات إلى أن هناك قلقا عاما على أعلى المستويات في الادارة الامريكية بشأن السياسة الاميركية في العراق أكثر مما تبديه الادارة الاميركية كما تشير إلى دور باول في تقديم الاستشارة إلى الرئيس في الشئون العسكرية وهو أمر غير عادي بالنسبة لكونه وزيرا للخارجية. 
وأضافت الصحيفة أن ملاحظات باول بشأن الوجود العسكري الاميركي في العراق في 12 من نوفمبر الماضي جاءت بعد 10 أيام فقط من نهاية الحملة الرئاسية التي تناول خلالها بوش الحرب على العراق وقراره بتحديد الوجود العسكري هناك والذي احتل مكانا بارزا في الحملة الاميركية.
وبعد ثلاثة أيام أعلن باول عزمه على الاستقالة من منصبه ولكنه قدم الاستقالة إلى بوش يوم زيارة بلير. 
وقال أحد المسئولين الاميركيين إن باول قال بوضوح لا يوجد لدينا ما يكفي من القوات في العراق. فنحن لا نسيطر على الارض في العراق.
ولكن مسئولا بارزا في الخارجية الامريكية قال إن باول لم يشر للامر بذلك الوضوح ولكنه ركز على أعمال العنف فيما يعرف بالمثلث السني في العراق والانتخابات العراقية وحجم وعدد القوات الاميركية في العراق.
وأضاف في تصريحاته للصحيفة أن باول أشار إلى الوجود العسكري البريطاني والعراقي أيضا. 
وقال إنهم كانوا يناقشون الوضع الامني في العراق في ذلك الاجتماع وطلبوا رأي باول الذي كان يشغل منصب رئيس الاركان بالجيش الاميركي.
وقال باول أن الوجود العسكري في العراق لا يكفي لفرض السيطرة على البلاد.
وتناولت الاطراف المشاركة في هذا الاجتماع الذي عقد بعد خمسة أيام من شن الهجوم على مدينة الفلوجة الامن في العراق والصعوبات التي تواجه القوات الامريكية في عمليات تدريب وإعداد القوات العراقية. 
وقالت المصادر للصحيفة إن الرئيس الاميركي قرر بعد أسابيع من الاجتماع مع بلير في وجود باول زيادة عدد القوات الاميركية في العراق في محاولة لتحسين الوضع الامني قبيل الانتخابات العراقية.
ولا يعرف على وجه التحديد مدى التأثير الذي أحدثته ملاحظات باول على هذا القرار.
ولم يعلن البيت الابيض انه جرى مناقشة عدد القوات في العراق. وفي المؤتمر الصحفي بين بوش وبلير في 12 من نوفمبر الماضي لم يشر بوش وبلير إلى مسألة عدد القوات في العراق. 
كما يشير هذا الاجتماع إلى دور باول في الادارة الاميركية باعتباره من الشخصيات السياسية المخضرمة والعالمة ببواطن الامور في واشنطن.
وليس خفيا على أحد أن باول طالما أعرب عن قلقه من خوض الحرب على العراق ولكن مخاوفه من السياسة العسكرية الاميركية في العراق بدأت في الظهور على السطح. 
ولا يعد باول هو الوحيد الذي أبدى اعتراضه على عدد القوات الاميركي في العراق حيث أن الامر كان مثار جدل واسع منذ بدء الحرب بل وقبل الاعداد لها حيث أعرب جين إريك شينسكي الذي كان يشغل منصب رئيس الاركان آنذاك عن قلقه من أن عدد القوات المقرر خوض الحرب بها قليل حسبما أفادت الصحيفة. 
كما أعرب بول بريمر الحاكم المدني السابق في العراق عن قلقه من قلة عدد القوات في العراق.
وقال في سبتمبر الماضي إن الامر الوحيد الذي كان من الممكن أن يحدث تغييرا للافضل في الموقف الراهن هو زيادة القوات في العراق./انتهي/