تزامنا مع قرب موعد الانتخابات العامة العراقية في الثلاثين من كانون الثاني القادم بداء الاردن بتصعيد لهجته الاعلامية ضد الشعب العراقي.
وتاتي تصريحات العاهل الاردني عبدالله الثاني ووزير خارجيته " هاني الملقي" اللذان اتهما ايران بالسعي الي تشكيل هلال شيعي في المنطقه ضمن هذا السياق .
والسؤال المطروح حاليا هو ما ذا يهدف الاردن من خلال هذه الدعايات ؟
لا شك ان الاردن طيلة اكثر من عقدين من الزمن كان قد استمتع بثروات وخيرات العراق علي حساب الاغلبية الشيعية في الجنوب والوسط سواء من خلال استلامه حصص نفطية مجانية او اموالا نقدية تبلغ عشرات المليارات من الدولارات.
وكان الاردن قد ساعد النظام العراقي البائد خلال الحرب ضد الجمهورية الاسلامية كما وقف الي جانب العميل صدام ابان غزوه للكويت وشارك في قمع الانتفاضة الشعبانة في الجنوب عام 1991 .
وبعد سقوط الطاغية صدام بعث الاردن عميلة الارهابي المجرم " ابي مصعب الزرقاوي "على عجل للعراق للقيام باعمال ارهابية ضد المراقد المقدسة و الشخصيات الشيعية البارزة
وقتل هذا المجرم العشرات من ابناء الشيعة البررة منهم أية الله السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى العراقي السابق وعز الدين سليم رئيس مجلس الحكم الانتقالي وعقيلة الهاشمي عضو المجلس.
وبما ان الزرقاوي كان ومازال يدعي بانه يقاتل قوات الاحتلال ولكن مهمتة تندرج في اطار منع الشيعة من الوصول الي حقهم المشروع للمشاركة في صناعة القرار في وطنهم العراق .
ومع قرب موعد الانتخابات شكلت الحكومة الاردنية لجنة ميدانية تعمل من اجل تخريب الانتخابات ومنع الشعب العراقي من الادلاء بصوتة .
وهذه اللجنة عكفت على ترسيم مخططات جهنمية لتجزئة العراق وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في غرب العراق .
كما تعمل اللجنة وفق المعلومات المتوفرة تحت اشراف الامن العام الاردني بمشاركة خبراء من اسرائيل واميركا و بعض الدول العربية بغية توطين اللاجئين الفلسطينيين في الرمادي و تكريت والفلوجة.
وتاتي العمليات الانتحارية واغتيال الشخصيات الشيعية و شراء الاصوات وعرقلة الانتخابات وفي النهاية دفع الضباط البعثيين للقيام بانقلاب في العراق ضمن هذه المخططات البشعة
وتحاول الحكومة الاردنية ومعها بعض الدول العربية المجاورة للعراق ان تفرض الوجوه الموالية لها من خلال تزييف الانتخابات القادمة كي تتحكم في المرحلة القادمة بمصير الشعب العراقي مرة اخري من خلال الاستعانة ببعض الاحزاب ذات الطابع القومي البعثي .
ويتوقع المتابعون للشان العراقي ان يقوم الاردن وبعض الدول العربية بخلط الاوراق وقلب الطاولة في حال فوزالاغلبية الشيعية بحجةعدم اشتراك الاقلية في الانتخابات .
ومن هذا المنطلق صعد الاردن من حملاته الاعلامية والنفسية ضد الشيعة من جهة وايران من جهة اخري خلال الايام القليلة الماضية.
وقد اعلن العاهل الاردني ان مليون ايراني اجتازوا الحدود للمشاركة في الانتخابات العراقية رغم ان الحدود الايرانية العراقية اصلا مغلقة منذ فترة والقوات المرابطة هناك تراقب الحدود عن كثب .
ورافقت هذه الدعايات الزيارات المتكررة لرئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى الاردن وعقد اتفاقيات شراكة تجارية لا يعرف عنها الشعب العراقي الا القليل .
من جهة اخرى يقوم الضباط البعثيون الهاربون من قبضة العدالة بدورات تدريبية مكثفة حالياتحت اشراف الموساد وال " سي اي ا" في الاردن لتسلم السلطة عند الضرورة.
وهذه الاحداث بمجملها تشير الى ان الحكومة الاردنية تنوي الى اعادة العراق الي عهد صدام وتهميش الاغلبية و توطين 5 ملايين لاجيء فلسطيني في غرب العراق لايجاد حزام امني لها .
ولكن السؤوال الذي يطرح نفسه هو هل يستطيع الاردن من تنفيذ مخططاته؟
الجواب ان الشعب العراقي بكل اطيافه من كرد وعرب وتركمان ومسيحيين يدرك تماما مجريات الامور ولايسمح لاي جهة ان تتدخل في شؤونه الداخلية لان هذا الشعب يعي تماما ان المشاركة في الانتخابات وتشكيل حكومة ديموقراطية مبنية علي اراء الشعب هو الحل الامثل لبناء عراق مزدهر وحروالسيارات المفخخة لن تحول دون وصول الاغلبية الي اهدافها النبيلة.
حسن هاني زادة – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء