قال قائد الثورة الاسلامية ان حركة وول استريت الاحتجاجية سوف تتوسع وتقضي على النظام الرأسمالي الاميركي والغربي عاجلا ام آجلا حتى وان واجهت هذه الحركه شتي اساليب القمع من قبل الحكومة الاميركية

 واضاف آية الله العظمى السيد علي الخامنئي في كلمة له اليوم الاربعاء في الحشود الجماهيرية الغفيرة بمدينة كرمانشاه (غرب البلاد) التي يزورها حاليا: ان فساد الراسمالية اصبح واضحا وملموسا للجميع وبامكان القيادات الغربية ان تقزم هذه الحركة لكنها لا تستطيع اقتلاع جذورها، وان النظام الراسمالي ليس فقط لا يرحم الشعوب ومنها الشعبان العراقي والافغاني بل لا يرحم حتى ابناء بني جلدته.
وقال: ان المحتجين في الغرب يكتبون على يافطاتهم "نحن 99 بالمائة من الشعب بينما 1 بالمائة هم من يحكموننا ويقررون الحرب ونحن من ندفع الثمن" فهذا هو النظام الليبرالي والراسمالي وهذه هي سياستهم.
واضاف قائد الثورة: ان هذا الواحد بالمائة يدفع المال والدعم للكيان الاسرائيلي وان الشعوب الغربية ليس لها اي دافع لدعم هذا الكيان.
واوضح أنه من بين كل الصحف الاميركية المهمة لم تقم سوى صحيفة واحدة بالتحدث عن قضية وول ستريت في حين لو أن هذا التحرك حدث في منطقة أخرى من العالم لتابعته الصحف وسلطت الضوء عليه وقامت الدنيا ولم تقعد.
واكد بان النظام الرأسمالي قد وصل الى نهايته وأن ما جرى في بريطانيا من قمع شديد وتعامل سيئ من قبل الحكومة مع المتظاهرين، لهو خير دليل على ذلك، منتقدا تغني بعض الدول بالديمقراطية وتحدثها عن حقوق الانسان وحق الشعب في التجمع والتجمهر وأنها تمثل قدوة لباقي الشعوب.
وقال: الشعوب الاسلامية تمتلك القيم والمبادئ وهي قادرة على أن تلعب دورها في العالم وتقدم النموذج السليم.
ورأى قائد الثورة الاسلامية في انتصار الثورات التي حصلت في المنطقة، في تونس ومصر، دليلا على فشل السياسات الاستكبارية التي سببت تحرك الشعوب ونهوضها ضد جلاديها.
وقال: انه في ليبيا كان القذافي ثوريا في الظاهر فقط، وأما في البلدان الاخرى فكانت أميركا هي صاحبة الامر والقرار، أما الآن وبعد هذه الثورات فقد تغير الوضع وأصبحت الشعوب هي صاحبة الامر والقرار فلا أحد يستطيع أن يقف في وجه ارادة الشعوب.
وأكد قائد الثورة الاسلامية، ان العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية ليست جديدة، وقال: انه على سبيل المثال منع الاتحاد السوفيتي السابق حتى تصدير الاسلاك الشائكة الى ايران خلال الحرب المفروضة وكان الهدف من مثل هذه الامور تركيع الثورة والشعب الايراني.
وقال آية الله الخامنئي، لكن الشعب "استبدل العقوبات الى فرصة كبيرة للتطور في جميع المجالات واصبح انموذجا في المنطقة في الوقت الذي لم تستطع اي دولة في الشرق الاوسط بلوغ هذا التطور خلال عشرات السنين".
واضاف، ان الشعب الايراني تغلب على كل المشاكل رغم المؤامرات الداخلية والخارجية التي واجهته.
واشار الى دور الشعب الايراني في انتاج العلم وتحقيق التقدم الصناعي وقال: ان شباب ايران يحققون نقلات نوعية ونجاحات باهرة في العلم والصناعة لها تاثير واضح على الاقتصاد والمعيشة.
واضاف، على اعدائنا ان يعلموا بان هذا النظام قوي ومقتدر نظرا لحضور ابنائه في كل الساحات والميادين.
 وقال آية الله خامنئي: ان المؤامرات التي حاكها الغرب ضد الثورة الاسلامية في ايران واجهها الشعب الايراني بكل صمود وقوة.
 وتابع: ان ايران ستشهد نجاح كافة المشاريع التنموية وستتمتع باقتصاد قوي من خلال حسن تدبير مسؤولي البلاد ومساندة الشعب لهم.
واكد آية الله الخامنئي ضرورة الانتباه لمخططات الغرب خلال فترة الانتخابات المقبلة ومحاولاته الحثيثة لافشالها وقال: ان احباط مخططات الغرب الرامية لافشال الانتخابات المقبلة في ايران يكمن في المشاركة الواسعة واحترام اصوات الشعب والقانون.
واكد بان اية عملية انتخابية في البلاد يجب ان تمتلك ميزتين هما المشاركة الشعبية الواسعة واحترام اصوات الناخبين وارادتهم، واضاف: ان المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات والوحدة الوطنية كفيلتان بافشال نوايا الاعداء ومحاولاتهم للنيل من نزاهتها.
وخاطب جماهير الشعب: عندما تكون لدينا الثقة والمشاركة الواسعة بين أبناء الشعب فسنكون أقوياء، ولو كنا لا سمح الله متفرقين وضعفاء، وهذا هو بالضبط مايريده الاعداء، لما استطعنا أن نكون نموذجا في المنطقة، ولكن لدينا القيم، وتقع على عاتقنا مسؤولية أن نقدم للشعوب النموذج الصحيح الذي يمكن أن تستفيد منه.
وفي جانب اخر من كلمته أكد قائد الثورة الاسلامية بان دور الشعب لم ينته بانتصار الثورة الاسلامية وهذا يعود للنظرة الثاقبة لمفجر الثورة الاسلامية الامام الخميني (قدس الله سره الشريف).
وقال آية الله الخامنئي: هناك من قالوا بعد انتصار الثورة ليعود الشعب الى بيوتهم، لكن الشعب وقف بوجههم وبعد 50 يوما جرى استفتاء تاريخي حدد فيه الشعب النظام الذي يريد ان يحكم بلاده ولم نر مثل هذا الحراك في العالم كله وهكذا مضى الامام الخميني في كتابة الدستور وعين مجلسا لقيادة الثورة.
واضاف: ان ايران استطاعت التغلب على الحروب والتحديات ضدها بفضل وعي وتلاحم وقوة الشعب وقيادته.
وتابع بالقول: ان ايران استطاعت ان تحول العقوبات المفروضة عليها الى فرص في ساحات التقدم والتحديث.
واكد آية الله الخامنئي بان الشعب الايراني افشل كل المخططات الغربية الرامية الى اركاعه والقضاء على ثورته بفضل صموده وقوته، وقال: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية استطاعت بفضل صمود شعبها مواجهة الحصار المفروض وتحويله الى ثورة صناعية في كل المجالات.
وقال: ان الثورة الاسلامية في ايران استطاعت الانتصار في الحرب المفروضة والحرب الناعمة لانها تستمد قوتها وعزيمتها من ابناء الشعب.
وأكد علي الدور المحوري للامام الخميني (قدس سره الشريف) في السنوات الاولى بعد انتصار الثورة الاسلامية. وقال، انه بعد مضي بضعة ايام على انتصار الثورة امر الامام الخميني باجراء استفتاء تاريخي حدد فيه الشعب النظام الذي يريد ان يحكم الشعب بلاده كما امر بكتابة الدستور من قبل مجلس قيادة الثورة وامر كذلك باجراء انتخابات مجلس الشورى الاسلامي وكل ذلك تم من خلال التصويت المباشر من قبل الشعب، وبالتالي فان دور الشعب لم يقتصر على انتصار الثورة بل تابع الشعب ثورته في انتخاب رؤساء الجمهورية ونواب المجلس ونواب مجلس خبراء القيادة.
واكد بانه قبل الثورة لم يكن الشعب صاحب قرار او رأي في الحكم ولكن الان وببركة الثورة الاسلامية اصبح الشعب هو الآمر الناهي، لذلك استطاعت الجمهورية الاسلامية الايرانية ان تتغلب على كل التحديات والصعاب، ومن اكبر التحديات الحرب المفروضة على ايران والتي استمرت ثماني سنوات.
واعتبر قائد الثورة الاسلامية ضمن خطابه لمسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية، ان نجاح المسؤولين في البلاد مرهون بثباتهم وبقائهم الى جانب ابناء الشعب.
وأكد آية الله الخامنئي ضرورة الاستفادة من امكانيات الشعب وحضورهم في الساحة واضاف: ان الخبراء وضعوا الخطط للسنوات العشرين المقبلة ولا بد من حضور الشعب لتحقيق هذه الخطط، وهذه هي النقطة التي يجب ان ينتبه لها المسؤولون.
وتابع قائلا: انه على المسؤولين ان يتفاعلوا مع الشعب وعلى كافة المستويات ويجب تحديد الاولويات وعدم الانغماس في القضايا الهامشية، فالشعب يتوقع المزيد من العمل والصدق والتفاؤل والابتعاد عن مثل هذه القضايا.
وشدد قائد الثورة على ضرورة محاسبة المقصرين من المسؤولين، ليكونوا عبرة لم يعتبر، مضيفا: انه على المسؤولين أن يخبروا الشعب في حال واجهتهم الصعوبات ولم يتمكنوا من القيام بما طلب منهم، وأما التقصير فهو ما لا يمكن أن يقبله الشعب.
وأضاف: انه اذا كان هناك تقصير وفساد فيجب التعامل معه بحزم، والسلطات الثلاث تتعاون فيما بينها للقضاء على الفساد ومحاسبة المقصرين والفاسدين.
وشدد على ضرورة اهتمام المسؤولين بمشكلات الشعب كمسألة البطالة والشباب العاطلين عن العمل، ومسألة الزراعة والصناعة.
وتطرق آية الله الخامنئي الى مسألة الانتخابات التي رأى فيها تجديدا للدماء والروح  في الحكومات المتتالية، وقال: ان الاعداء يريدون ألا تكون هناك انتخابات في ايران أو أن تكون المشاركة ضعيفة، ودائما ما تجند قوى الاستكبار وسائل الاعلام عندما تقترب الانتخابات بهدف بث الفرقة وجعل مشاركة الشعب في الانتخابات ضعيفة.
وأكد على الأهمية الخاصة لانتخابات مجلس الشورى الاسلامي كونه مركز اتخاذ القرارات في البلاد، موضحا أن الانتخابات تعبر عن الامتثال لرغبة أبناء الشعب، مضيفا أنه عندما نشارك في الانتخابات فيجب أن نحترم رأي الشعب والمنتخبين، وألا نغضب في حال لم يصوتوا لنا، وأن نقبل بالقوانين ونحترمها.
وأضاف: الاضطرابات المؤلمة التي تلت الانتخابات الرئاسية في ايران  قبل عامين، كان ذنب البعض فيها أنهم لم يحترموا ارادة الشعب، فبامكان البعض أن يعترض على النتيجة، لكن الامر يتعلق بطريقة الاعتراض، وعلى الشعب أن يختار من يحترم مبادئ ثورته.
وفي مستهل كلمته أشاد قائد الثورة الاسلامية باهالي محافظة كرمانشاه، مؤكدا بانهم خرجوا مرفوعي الراس في الدفاع عن البلاد وترابها خلال الحرب المفروضة من النظام العراقي السابق على ايران.
واشار الى ان ابناء هذه المحافظة هم على مر التاريخ اناس شجعان ومقاتلون اشداء ويتمتعون بحسن الضيافة، معتبرا هذه المحافظة من الناحية القومية والمذهبية بانها تشكل فسيفساء، مؤكدا ان ابناء هذه المحافظة يعيشون الى جانب بعضهم في محبة ووئام.
واعتبر السيد القائد الحرب المفروضة على ايران اختبارا مهما لهذه المحافظة حيث بدات الهجمات الجوية للنظام البعثي العراقي عليها وان الاعتداء على حدود ايران بدا في قصر شيرين من هذه المحافظة وانتهت الحرب المفروضة على ايران في هذه المحافظة.
واشاد ايه الله الخامنئي بدور ابناء كرمانشاه في انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 والوقوف بوجه اعداء الثورة وقال: ان ابناء المحافظة توجهوا الى محافظة كردستان للتصدي لاعداء الثورة الاسلامية وسقط الكثير من ابناء هذه المحافظة شهداء.
واشار الى ان هناك الكثير من الشخصيات في جميع المجالات من ابناء هذه المحافظة لهم حضور فاعل في الجمهورية الاسلامية، واضاف: هنالك عائلات علمية معروفة ومميزة تعيش في كرمانشاه كما تختزن هذه المحافظة طاقات كبيرة من النساء والشباب الذين ضحوا وجاهدوا في مختلف ساحات الثورة.
واشار قائد الثورة الى مشهد من تضحيات اهالي محافظة كرمانشاه حيث انه عندما كان هنالك قصف جوي ودمر منزل احد المواطنين، وحينما سالته الحكومة عن مقدار التعويض الذي يريده عن تدمير بيته فرد بالجواب: "لا اريد اي تعويض، هذا واجبي./انتهي /".