انتقد الرئيس محمود احمدي نجاد، سياسات الادارة الاميركية وقال : لقد فشلت السياسة الاميركية على الصعيدين الداخلي والدولي وعلى ادارة هذا البلد ان ترضخ لحقيقة ان الحقبة الاستعمارية قد انتهت وان عليها احترام الشعوب الاخرى وحقوقها واستقلالها.

ولفت احمدي نجاد في مقابلة مع قناة "سي ان ان" الاخبارية الى العداء الاميركي المستمر لايران والانجازات التي حققتها طهران على جميع الاصعدة ، وقال: على ساسة هذا البلد مراجعة سياساتهم والكف عن توجيه الاتهامات الى الآخرين، وان لم يفعلوا فلا شك ان استمرار هذه السياسات سيؤدي الى انهيار الامبراطورية الاميركية.
وردا على سؤال حول المؤامرة الاميركية المزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن من قبل مواطنين ايرانيين قال الرئيس احمدي نجاد : الاتهامات الاميركية لايران ليست جديدة فان مستمرة منذ اثنين وثلاثين عاما، واثارت مشاكل كثيرة لنا . نتساءل لماذا دعمت اميركا صدام في حربه ضد ايران، ان ايران كانت اول دولة في المنطقة تضع اسس حكومتها على اساس الديمقراطية والامام الخميني /ره/ اعلن باننا نريد علاقات ودية مع جميع دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني، لقد سعينا الى تناسي الظلم الذي ارتكبته اميركا بحق شعبنا ، ولكن ماذا فعل الاميركان ، حرضوا صدام ليشن حربا ضدنا وبعد الحرب ايضا ، واصلت الادارة الاميركية ممارسة الضغوط ضد ايران واتهمتها بانتهاك حقوق الانسان ومن ثم بالسعي لامتلاك سلاح نووي  فلا غرابة ان يطرحوا مثل هذه الاتهامات في الوقت الراهن" .
وتساءل الرئيس احمدي نجاد: "لماذا علينا ان نغتال سفير بلد صديق؟ وما هي جدوى هذا العمل ؟ مضيفا اننا بلد حضاري ولدينا منطق قوي ونتحاور مع الشعوب بمنطقنا القوى، اننا لا ولن نسعى للاضرار بالسعودية ، ان ايران والسعودية بلدان شقيقان ولا يمكن ان نتنازع او نتحارب فيما بيننا ، اعتقد ان الادارة الاميركة تحاول التستر والتعتيم على مشاكلها الداخلية من خلال توجيه هذه الاتهامات الى ايران" .
وحول الموقف السعودي من هذه القضية قال احمدي نجاد : ان "هذا المشاكل تأتي بسبب ممارسة الضغوط وتدخل الدول الغربية والا فاننا ليس لدينا اية مشكلة مع السعودية وهذه هي نفس المشكلة التي كانت قائمة بين ايران ومصر في حين ان شعبي البلدين لم تكن لديهما اية مشكلة".
وفي معرض اجابته على سؤال حول احدى الوثائق التي كشف عنها موقع ويكيليكس والقاضية بان السعودية وجهت رسالة الى الجانب الاميركي تدعوه فيها الى قطع رأس الافعى اي ايران قال احمدي نجاد : "نعتقد ان المعلومات التي نشرتها ويكيليكس هي عمل مخطط له مسبقا ، ونحن لن نتخذ قراراتنا السياسية وفقا لهذه المعلومات ، فان علينا ان نحصل على المعلومات من مصادر موثوق بها ، ليس لدينا اي مشكلة مع دول المنطقة باستثناء الكيان الصهيوني الذي نعتبره كيانا مزيفا ، كما انه ليس لدينا اي مشكلة مع الشعب الاميركي بل ان مشكلتنا مع ادارة هذا البلد ، ونعتقد انه لو التزمت اميركا بمعاهدة الجزائر التي تنص على عدم تدخل هذا البلد في شؤون ايران لما وجدت اي مشكلة، السياسات الاميركية حيال المنطقة واضحة، فانها تريد الهيمنة على المنطقة من خلال التفرقة بين دولها وهذا ما يفرض على الجميع الوقوف بوجه الممارسات الاميركية".
من جانب آخر من اللقاء انتقد الرئيس احمدي نجاد تسييس الوكالة الدولية للطاقة الذرية للموضوع النووي الايراني ، مصرحا بان القيام باي عملية عسكرية ضد ايران حماقة بحتة ، وذلك ردا على سؤال حول المزاعم الاميركية بشأن سعي ايران لامتلاك سلاح نووي.
واضاف: "علينا الالتفات الى عدة امور في هذا المجال منها  من الذي يطرح الاتهامات ضد ايران ؟ الجواب هو اميركا وحلفاؤها، النقطة الثانية هل ان الوكالة الذرية هي مستقلة ؟ ان كانت مستقلة فلماذا لم تنشر لحد الآن وعلى مدى السنين الطويلة الماضية اي تقرير حول النشاطات النووية الاميركية وحلفائها ، اي الدول التي تمتلك القنابل النووية ، كلما تحاول اميركا زيادة ضغوطها على ايران نشاهد ان تقارير الوكالة تتغير ، اما النقطة الثالثة فهي ماذا يريدون منا ؟ انهم يريدون منا بان نثبت اننا سلميون، فهل استطيع ان اثبت بانني غير مريض ؟ يمكننا تقديم ادلة على المرض ولكن ما هو الدليل الذي يقدم للسلامة ؟ انهم يريدون منا تقديم دليل على شيء غير موجود اصلا ".
وتابع رئيس الجمهورية قائلا : "اريد ان اطرح نقطتين اخريين في هذا المجال ، لقد اعلنا مسبقا عن رأينا بشأن القنابل النووية ، وقلنا ان الدول التي تسعى الى صناعة القنابل النووية وتخزينها فانها متخلفة سياسيا وذهنيا ، اننا نعتقد بان هؤلاء حمقاء لان حقبة القنبلة النووية قد انتهت ، فهل من المعقول ان تتحمل ايران كل هذه الضغوط الدولية من اجل قنبلة نووية غير مفيدة وفي نفس الوقت لا يمكنها الوقوف بوجه الترسانات النووية البريطانية والاميركية ، كل الميزانية المخصصة للنشاطات النووية الايرانية هي مائتين وخمسين مليون دولار سنويا ويتم صرفها للنشاطات السلمية ، هذا في حين ان الادارة الاميركية ترصد سنويا ما مقداره ثمانين مليار دولار لتحديث اسلحتها النووية".
وردا على سؤال مضمونه هل ستوقف ايران عمليات التخصيب اذا ما تم توفير اليورانيوم الذي تحتاجه وهل انها ستفتح المجال امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية لكي تقوم بعمليات تفتيش تمكنها من الوثوق بسلمية برنامج ايران النووية قال احمدي نجاد: ان "موضوع التحقق من صدقية ايران او زيارتها لكافة المواقع النووية الايرانية هي ايضا ذريعة اخرى مثل الذرائع السابقة ، ان الوكالة الذرية وضعت كاميراتها في هذه المراكز وعمليات التفتيش جارية ، فعلى سبيل المثال لو كانت ايران تريد تغيير مكان مائة غرام من هذه المادة لكان بامكان الوكالة الذرية مشاهدة هذا الامر ، ان طلب الوكالة غامض ، فعلى سبيل المثال انهم يريدون تفتيش مكتبي ، انهم يريدون تفتيش جميع مراكزنا الدفاعية، اي حكومة تسمح بهذا الامر ؟ هل ان هذه الاجراءات تأتي في اطار النظام الداخلي للوكالة الذرية؟".
واضاف: "اسمحوا لنا بان نطرح سؤالين، لماذا لم تقدم الوكالة الذرية اي تقرير حول النشاطات النووية اليابانية ؟ ماذا حدث في محطة فوكوشيما النووية ؟ ما هي المادة التي انفجرت في هذه المحطة ؟ هل ان موادا نووية بنقاء 5ر3 انفجرت في هذه المحطة؟  ان كانت هذه المواد هي التي انفجرت لما كان لها هذه التبعات ؟ لدينا تقارير اخرى وقد نقلنا معلوماتنا الى الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية ولكنه يعمل على التستر عليها" .
وردا على سؤال مضمونه ان ايران لم تكن صادقة في تعاونها مع الوكالة الذرية في السابق والدليل على ذلك موقع فردو النووية في قم وانها لن تسمح للوكالة بزيارة جميع مواقعها بل فقط المواقع المعروفة قال : "ان هذا محض افتراء ، لدينا رسالة من الوكالة الذرية تدعم فيها جميع تقاريرنا . لقد طرحوا ستة ادعاءات حول تستر ايران على نشاطاتها النووية واطلعوا على جميع وثائقنا ، والآن اريد طرح سؤال واحد هو لو لم تعارض ايران السياسات الاميركية او انها كانت من الدول الحليفة لها او اننا كنا من الدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي هل كانت الوكالة الذرية تتحدث عنا كما تتحدث الآن ؟ المسألة واضحة جدا ، اي دولة تعارض اميركا توصف بالارهاب ويقال عنها بانها تسعي الى امتلاك القنبلة النووية او انها تنتهك حقوق الانسان ، ان هذه اتهامات تطرحها اميركا ومن اجل توضيح المسألة لو القينا نظرة على العالم لشاهدنا ان جميع الانظمة الديكتاتورية بالعالم تحظى بدعم اميركا" .
وردا على سؤال حول انسحاب القوات الاميريكة من العراق وحاجة جيش هذا البلد الى التدريب وهل ان ايران مستعدة للقيام بهذا الدور قال احمدي نجاد: ان "الحكومة العراقية مستقلة وهي التي تتخذ القرار بشأن كيفية تدريب قواتها ، لدينا علاقات تاريخية وودية ومتينة مع العراق في كافة المجالات ، هذا فضلا عن العلاقات الممتازة بين شعبي البلدين ومن هذا المنطلق فاننا نقول بان العلاقات بين ايران والعراق هي علاقات خاصة على المستوى الدولي".
وحول موقفه من مصير القذافي ومصرعه قال احمدي نجاد : اننا نعتقد بضرورة سيادة ارادة الشعب والعدالة والحرية واحترام الشعوب وحقوقها، ولاريب اننا نأسف لمقتل المدنيين ولم يكن هناك اي ضرورة للحرب والنزاع ، وقد نصحنا منذ البداية بالحوار ولكن نصحنا لم تلق اذن صاغية.
واشار الى ان تدخل الغرب في ليبيا ادى الى تأجيج النزاع واضاف : لم تتوفر لدينا حتى الآن احصائيات دقيقة حول قتلى الجانبين ونحن نعتقد انه كان بامكان الناتو ان يدعو الى الحوار بدلا من التدخل .
وبخصوص التطورات الجارية على الساحة السورية وموقف تركيا منها قال رئيس الجمهورية : "لدينا علاقات جيدة مع البلدين ولكن سياساتنا مستقلة ، كما قلنا سابقا فاننا علينا ان نحترم استقلال وحق سيادة الشعوب في جميع انحاء العالم سواء في اميركا او اوروبا او اي مكان آخر ، كما اننا نؤمن بضرورة سيادة العدالة والحرية والديمقراطية في كل مكان ، اننا ندين القمع في سوريا سواء القوات العسكرية او الناس والمعارضة ، لدينا موقف واضح وهو دعوة الجميع الى الحوار وعدم تدخل الآخرين لا الناتو ولا نحن ، علينا ان نسمح للشعوب بان تتخذ قراراتها وتحل مشاكلها بنفسها ، عمليات القمع لن تجدي نفعا وستصل الى طريق مسدود على الامد الطويل"./انتهى/