افاد شهود عيان واطباء ان العشرات اصيبوا في اشتباكات اندلعت مساء الثلاثاء في ميدان التحرير بالقاهرة.

وأكد شهود عيان أن الاشتباكات بدأت محدودة بين بعض المعتصمين من شباب ميدان التحرير وعدد من الباعة المتجولين بداخله ما لبثت أن اتسعت بين عشرات الباعة والمعتصمين.
واستخدمت في الاشتباكات الحجارة والعصي وزجاجات المولوتوف، كما سمعت أصوات طلقات خرطوش وألعاب نارية، تبادل المشتبكون استخدامها.
وامتدت الاشتباكات في ساعات الليل لميدان عبد المنعم رياض القريب من ميدان التحرير واستمرت حتى ساعات الفجر من اليوم الأربعاء.
وشوهدت سيارات الإسعاف تنقل عددا من المصابين من المكان، في حين لم تتدخل قوات الشرطة أو الجيش اللذين لا يزالان غائبين عن الميدان منذ توقف الاشتباكات مع معتصمي التحرير منذ فجر الأربعاء الماضي عندما نجحت وساطات في الفصل بين معتصمي التحرير وقوات الأمن في شارع محمد محمود الذي يقع فيه مقر وزارة الداخلية ويمتد للميدان.
ونقلت مصادر عن عادل عدوي مساعد وزير الصحة للشؤون العلاجية قوله إن عدد المصابين بلغ 79 وإن 27 منهم نقلوا إلى المستشفيات وعولج الباقون في عيادات الميدان المؤقتة.
وكان النشطاء وبينهم بعض من اعتصموا في ميدان التحرير منذ 11 يوما طردوا يوم الثلاثاء الباعة المتجولين ومن قالوا إنهم بلطجية من الميدان لكن من طردوا عادوا ومعهم عدد كبير من البلطجية وهاجموا الميدان من ميدان عبد المنعم رياض المجاور.
وصرح مرشح الرئاسة المصرية محمد البرادعي أن "البلطجية" هاجموا المحتجين الذين دخل اعتصامهم في الميدان الآن يومه الحادي عشر.
وفي انتقاده للمجلس العسكري الذي يحكم البلاد، قال البرادعي في صفحته على موقع تويتر "البلطجية الآن يهاجمون المحتجين في التحرير والنظام الذي لا يستطيع حماية مواطنيه هو نظام فشل في أداء وظيفته الأساسية".
من جانبه، قال المنسق الجماهيري لـحركة شباب 6 أبريل في محافظة القليوبية المجاورة والذي أصيب بطلقة خرطوش في الوجه "الهجوم تشنه عصابات منظمة وكان الغرض منه استدراج المعتصمين إلى خارج الميدان".
وأضاف "حين رأى البلطجية أنني أنادي على المعتصمين بألا يخرجوا خارج الميدان ضربني أحدهم بطلقة في وجهي".
وقال الناشط شادي محمد إنه لا يستبعد أن تكون وزارة الداخلية وراء الهجوم.
وقال محمد السعيد أحد قادة الجماعات، التي نظمت الاحتجاج، للتلفزيون المصري "الباعة الجائلون هم من يرمون كرات اللهب ومعهم أنابيب (أسطوانات) بوتاغاز وليس معهم أي أوراق تثبت هوياتهم ويريدون أن يبقوا في الميدان". وأضاف "كلهم متمركزون في ميدان عبد المنعم رياض المجاور الآن ونحن نريد أن نحمي الناس والأسر التي في الميدان".
ووقعت الاشتباكات مع ختام الجولة الأولى من انتخابات مجلس الشعب التي سادها الهدوء وهي أول انتخابات تجرى في البلاد منذ إسقاط الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير/شباط الماضي.
وعلى مدى يومي الاقتراع بالانتخاب خلا ميدان التحرير من المعتصمين فيه باستثناء بضع مئات ظلوا متمسكين بالاعتصام والإقامة بالخيام التي لا تزال منصوبة في أرجاء الميدان بعد أحداث الأسبوع الماضي والتي قتل فيها 42 مصريا في اشتباكات مع قوات الأمن./انتهى/