أكد الكاتب والباحث السوري الدكتور نضال نعيسة ان ما تتعرض له سوريا ليس أزمة بمعنى أزمة ،لكن هناك عدوان خارجي مسلح تنفذه جماعات إرهابية معروفة مسلحة وممولة من بعض الدول العربية في الخليج الفارسي وبتسهيلات من جارة شمالية، وتأييد من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وأضاف نعيسة في مقابلة خاصه مع مراسل وكالة مهرللأنباء أن ما فرضته الجامعة العربية من عقوبات على سوريا باستثناء الطيران،  لن يكون لها أثر كبير على سوريا، ونحن نعلم أن العلاقات الاقتصادية العربية-العربية كانت على الدوام صفراً وفي أسوأ أحوالها
واستبعد نعيسة تعرض سوريا لتدخل عسكري على غرار ما حصل في ليبيا لأنها ستكون، وفق ما هو متوفر من معطيات، وما أظهره الروس على الأرض، حرباً كونية، بكل ما للكلمة من معنى.
وحول دور الجامعه العربيه في فرض العقوبات علي سوريا قال نعيسه بكل أسف الجامعة العربية تحولت لأداة بيد الغربيين والقوى الاستعمارية الكبرى وتنفذ أجنداتها وهذا ما فعلته بالملف الليبي حيث كانت الرافعة التي استند عليها الناتو والأطلسي ومجلس الأمن في احتلال وتدمير ليبيا وقتل شعبها البريء.
في الحقيقة لا يوجد أزمة بمعنى أزمة في سوريا، هناك عدوان خارجي  مسلح تنفذه  جماعات إرهابية معروفة مسلحة وممولة من بعض الدول العربية في الخليج الفارسي وبتسهيلات من جارة شمالية، وتأييد من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
 وردا علي سوال حول مدي تأثر سوريا شعبا ونظاما بهذه العقوبات العربية قال الباحث السوري : باستثناء الطيران، لن يكون لها كبير أثر على سوريا، ونحن نعلم أن العلاقات الاقتصادية العربية-العربية كانت على الدوام صفراً وفي أسوأ أحوالها، وماذا لدى العرب غير الجوع أو البترول ونحن لسنا بحاجة للاثنين.
بل على العكس معظم اللحوم، والخضار والفواكه، والحبوب الذاهبة للدول العربيه في الخليج الفارسي تأتيها من سوريا، وسوريا بلد زراعي وصناعي وإلى حد ما بترولي أي يغطي احتياجاته، وهو بلد غني بالمواد الخام، والزراعة، والصناعة، ومعظم ما يستهلكه السوريون منتج في سوريا.
واضاف سوريا تزود بعضاً من دول الجوار بالكثير من المواد الغذائية والاستهلاكية الرخيصة جدا، وبالكهرباء والماء، وهذا سينعكس على دول الجوار، لذا صرحت الحكومة الأردنية بأنها لن تلتزم بالعقوبات لأنها ستعني موتاً للأردنيين.
كما ارتفعت أسعار الخضار والفواكه واللحوم والحبوب بشكل جنوني في الدول العربيه في الخليج الفارسي، في أعقاب قرارات الجامعة العربيه.
   هذه الحركة وغيرها، إعلامية ونفسية وهي تمهد لنقل الملف لمجلس الأمن وتدويل القضية وحتى هذا سيصطدم بالفيتو الروسي الصيني كما نرى من خلال المواقف الحاسمة والجادة  لمسؤولي  البلدين وبعد الكارثة التي حدثت في ليبيا. 
من جهة أخرى لقد أبطل قرار آيه الله السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية الإيرانية، بشراء كل السلع من سورية، وبالعملة الصعبة، كل مفاعيل وتداعيات العقوبات على المنتج السوري، وكل ما كان من شأنه أن يشكل ضغطا على سوريا، وناهيكم عن كون  قرارآيه الله السيد الخامنئي اقتصادي وتجاري، فهو سياسي بالمقام الأول، ويشكل واحدة من أقوى الرسائل   للجامعة العربية والغرب من ورائها. وفي ما يتعلق بالسيناريوهات العربية المحتملة التي من الممكن أن تتخذها الجامعة العربية للضغط على الرئيس بشار الأسد للتنحي وإسقاط نظامه قال نضال نعيسه:ليس في يد الجامعة العربية شيء، ولا يعرفون ما معنى سيناريو دون الحاجة لأحد يشرح لهم معنى سيناريو،  وهي مجرد واجهة دعائية لشيطنة سوريا، وتلعب دوراً خطيرا وغير مسبوقاً مدعومة بالمال النفظي من الدول العربيه في الخليج الفارسي.
 كما ان هناك اليوم، بوادر انقسام في المواقف حيال سوريا،  وخاصة الجزائر التي تأتي منها أنباء لا تصب في طواحين السيناريو القطري-السعودي. 
واضاف انني أعتقد أنهم استخدموا حتى اللحظة كل وسائل الضغط وصعـّدوا بها حتى النهاية وذهبوا إلى أبعد مدى، وأقصى ما يمكنهم فعله ولو كان بيدهم أدوات أشنع وأوجع لاستخدموها، وأعتقد أنه لم يعد بمقدورهم فعل أي شيء أكثر من ذلك، ولم يحققوا أي إنجاز على الأرض، وأما تلك التلفيقات والفبركات الإعلامية لا نعتقد بأنها قادرة على إسقاط حتى رئيس بلدية صغيرة والدليل أن انهيارات شاقولية أو أفقية  لم تحصل في سوريا، بل رأينا مزيداً من التلاحم والتماسك الوطني والشعبي.
واكد الباحث السوري ان إسقاط النظام على الطريقة الليبية أو العراقية، هو سيناريو رعب حقيقي على الجميع، لا أعتقد أن أحداً يمكن أن يفكر به، بسبب القوة والمهنية والانضباط والاحترافية التي أظهرها الجيش السوري، ووعي الشعب السوري الباسل الذي أجهض الفتنة والمؤامرة، والقوة العسكرية السورية التي لا يستهان بها وترسانتها من الأسلحة غير التقليدية، إضافة لوجود حلفاء إقليميين ودوليين أشداء ومخلصين، كإيران، وروسيا، والصين، والبرازيل، وجنوب إفريقيا، والهند، وكوبا، وفنزويلا  أظهروا مساندة وتأييدا قويا لها ولن يكون سيناريو ليبيا نزهة لأحد على الإطلاق وخسائره على الجميع أكبر بكثير من أرباحه./انتهي .