وتعد هذه الاشتباكات الأعنف منذ احتجاجات استمرت 5 أيام في نوفمبر/ تشرين الثاني أسفرت عن مقتل أكثر من 40 شخصا قبيل أول انتخابات تشريعية تشهدها مصر منذ الإطاحة بحسني مبارك في فبراير/ شباط.
كما تتزامن مع اليوم الثاني من المرحلة الثانية من الانتخابات التشريعية التي تظهر مؤشراتها الأولية تقدم حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، يليه حزب النور السلفي.
ودفعت تلك الاشتباكات اثنين من أعضاء المجلس الاستشاري هما أحمد خيري والمعتز بالله عبد الفتاح للاستقالة احتجاجا على "فض الاعتصام بالقوة"، في وقت يعقد فيه المجلس اجتماعا طارئا لبحث تلك التطورات.
بدورها نأت وزارة الداخلية بنفسها عن الاشتباكات بنفي مدير أمن القاهرة وجود أي من عناصر وزارة الداخلية في منطقة الاشتباكات.
وفي السياق ذاته، ألغى وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم مؤتمرا صحفيا عاجلا كان قد أعلن عنه في تعليمات يبدو أنها صادرة عن المجلس العسكري في محاولة للملمة تداعيات الاشتباكات.
أما الحكومة ورئيسها كمال الجنزوري التي تعقد اجتماعها الأول يوم الأحد فلم يصدر عنها أي رد فعل أو توضيح لما جرى بعكس حزب الحرية والعدالة الذي أدان فض الاعتصام بالقوة.
وأكد الحزب في بيان رفضه القاطع للأحداث التي يشهدها شارع مجلس الوزراء والشوارع المحيطة به، والاعتداء على المعتصمين ومحاولة فض اعتصامهم بالقوة.
كما سحب حزب "الغد الثورة" الثقة التي منحها لحكومة الجنزوري وحملها مسؤولية الأحداث.
وتعقد الائتلافات الثورية المختلفة بينها ائتلاف شباب الثورة وحركات 6 أبريل وشباب من أجل العدالة والحرية واتحاد شباب الثورة؛ اجتماعا لبحث سبل إيقاف الاشتباكات المتواصلة في محيط مجلس الوزراء والشوارع المحيطة به.
وقال منسق حركة شباب 6 أبريل أحمد ماهر إنهم يحاولون إيقاف الاشتباكات في الوقت الراهن، لكنهم متمسكون باعتصامهم أمام مجلس الوزراء.
وجاءت الاشتباكات إثر تردد شائعة عن اعتقال أحد المعتصمين الذي اختفى لنحو ساعة وعاد بعدها بإصابات بالغة في الوجه لكنه لم يحدد من الذي اعتدى عليه.
واتهم المعتصمون قوات الأمن بالمسؤولية عن ذلك، غير أن الأخيرة نفت قيامها باعتقال أي أحد أو الاعتداء على أي من المعتصمين.
وقال شهود إن الشاب كان يلعب الكرة في الساعات الأولى من الصباح في شارع مجلس الشعب وقفز فوق سور مقر مجلس الشعب لأخذ الكرة فاحتجزته قوات الشرطة العسكرية ثم خرج وقد تعرض لضرب مبرح مما أثار غضب زملائه المعتصمين.
وقال شاهد إن عشرات المعتصمين تجمعوا أمام بوابة مجلس الشعب مطالبين بإعادة الشاب بعد احتجازه ورددوا الهتافات المناوئة للجيش.
وهتف المتظاهرون "الشعب يريد إعدام المشير" في إشارة إلى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي.
ويقول محتجون إن الجيش استدرجهم لأعمال العنف أثناء الليل لأنه "يبحث عن عذر لفض الاعتصام وتمكين الجنزوري من دخول مكتبه"./انتهى/
تاريخ النشر: ١٧ ديسمبر ٢٠١١ - ١٠:١٧
سقط 7 قتلى وجرح أكثر من 400 في الاشتباكات التي بدأت منذ فجر الجمعة بين المتظاهرين وقوات الجيش في محيط مجلس الوزراء بالقاهرة.