بثت القناة الثالثة في التلفزيون الايراني اولى اعترافات جاسوس الـ (سي آي ايه)، امير ميرزاي حكمتي، والذي اعلنت وزارة الامن قبل ايام عن القاء القبض عليه.

وافادت وكالة مهر للانباء ان القناة الثالثة في التلفزيون الايراني بثت مساء امس الاحد، اولى اعترافات هذا الجاسوس، والتي تضمنت معلومات هامة.
وقال امير ميرزاي حكمتي: اتممت دراستي الثانوية في عام 2001، وقررت الالتحاق بالجيش الامريكي، حيث ارتديت رسميا زي الجيش الامريكي في اغسطس/آب 2001، وتلقيت مختلف التدريبات العسكرية.
واضاف انه عندما انتبه الامريكيون انني اعرف اللغتين الفارسية والعربية قليلا، قالوا لي انهم يرغبون بإرسالي الى جامعة عربية، وتابع: دخلت الى الاراضي العراقية تحت غطاء تعلم اللغة العربية، الا ان مهمتي التجسسية تمثلت في ان اتعرف على القادة والمسؤولين العراقيين من الذين لديهم ميول لأمريكا، وان اعمل بشكل اضمن فيه دعم اولئك للقوات الامريكية فيما اذا حدث امر ما.
واكد حكمتي انه بعد ارسال تقاريري الى منظمة الاستخبارات العسكرية في الجيش الامريكي، كان الضباط الامنيون يعقدون اجتماعات سرية مع اولئك المسؤولين، ويحاولون توقيق الصلات معهم.
واشار هذا الجاسوس الى اهداف امريكا في العراق، وقال: كانت امريكا بصدد تدمير منظمة الاوبك من خلال السيطرة على آبار النفط العراقية، وان تعمل على انجاز الصفقات النفطية بالدولار فقط. كما ان الهدف الاخر لتواجد القوات الامريكية في العراق، التغلغل في الاحزاب الاسلامي من اجل ايجاد الانحراف بين المسلمين.
واشار هذا الجاسوس الى انه اثبت قدراته للمسؤولين عنه، بحيث تم توظيفه بعد اشهر من مهمته بالعراق، من قبل مركز (داربا) للابحاث الامنية حيث عمل فيه من 2005 الى 2007، وبعد ذلك وظفته شركة كوماغينز التابعة للسي آي ايه، من اجل اعداد وتوزيع افلام ترمي لتغيير الرأي العام في الشرق الاوسط.
وبالتالي، تم اختيار حكمتي للنفوذ داخل الجهاز الامني في ايران، وكان يجب ان يمر بتدريبات هامة، من قبيل اجتياز اختبار الكشف عن الكذب، والاختبارات النفسية والفحوص الطبية، وقد اجتازها بنجاح، وتم اختياره للعمل داخل الاراضي الايرانية.
وقد قررت السي آي ايه الاستفادة من هذا الجاسوس في اطار سمسار للمعلومات، ووضعه في مسار الجهاز الامني الايراني، ليتم نفوذه في هذا الجهاز من خلال حصوله على ثقة السلطات الامنية الايرانية، وفي البداية تم ارساله الى معسكر بغرام بافغانستان ومنه الى دبي ومنها الى طهران، وكان المخطط الامريكي هو انه في البداية يتم منح معلومات قيمة لوزارة الامن، وبعد تقييمها للمعلومات تقوم بالاتصال به، ليتم عبر هذا الطريق كشف الضباط الامنيين الايرانيين.
واكدت القناة الثالثة في برنامجها الوثائقي ان الجهاز الامني الايراني اكتشف ان وراء اعطاء هذه المعلومات ان هناك مهمة جانبية، وبعد دراسة المسارات التي استخدمها حكمتي، وضعت المخطط تحت اشرافها ورقابتها، واحبطت هذه المحاولة التجسسية بل تمكنت من خلال ذلك الكشف عن شبكة تجسس واسعة وحصلت منها على معلومات قيمة./انتهى/