اتخذت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة وسط المناطق التي يقطنها المسيحيون في الموصل وبغداد وكركوك، فضلا عن دور العبادة والكنائس، بمناسبة الاحتفال بأعياد الميلاد.

وفي بغداد وكركوك ألغت الكنائس قداس منتصف ليلة أمس لأسباب أمنية عقب التفجيرات التي جرت ببغداد الخميس الماضي، وأسفرت عن مقتل 60 شخصا وإصابة المئات بجروح.
وقال قائد عمليات الموصل اللواء الركن باسم الطائي إن قيادة عمليات المحافظة قامت بنشر قوات أمنية إضافية مكونة من الجيش والشرطة في المناطق التي يقطنها المسيحيون من أجل ممارسة طقوس أعيادهم في ظل ظروف أمنية هادئة.
وبيّن الطائي أن قوات أمنية وصلت منذ ليلة أمس الأحد برفقة أجهزة الاستخبارات والتدخل السريع، إلى جميع الكنائس، خشية وقوع انفجارات تستهدف بيوت العبادة، ومن أجل انتهاء صلواتهم ابتهاجا بأعياد الميلاد.
وقال محافظ الموصل أثيل النجيفي إنهم اتخذوا إجراءات أمنية مشددة بعد تلقيهم معلومات عن شن هجمات مكثفة على الكنائس ودور العبادة وأحياء المسيحيين، وإن هناك سعيا لجماعات تريد الفوضى وقتل المسيحيين، وهناك أجندات سياسية تريد إحداث الفوضى بالتزامن مع المخاوف القائمة من انهيار العملية السياسية.
وقال النجيفي إن بعض الجماعات مرتبطة ببعض الأجندات السياسية لإحداث فوضى وخلق فجوة تمنع سير كرنفال أعياد الميلاد والمسيحيين وإقامة صلواتهم، مبينا أن هذه الأجندات تسعى لإرباك مخطط هذه الأعياد المسيحية. وأوضح "لكننا والقوات الأمنية مسيطرون تماما على الإجراءات الأمنية من أجل حماية المسيحيين في الموصل".
وطالب المواطنون ورجال الدين المسيحيون في الموصل الحكومتين المحلية والاتحادية بتوفير حماية للمسيحيين ودور العبادة والأديرة على مدار السنة، وألا تقتصر على أعياد رأس السنة وأعياد الميلاد.
وكانت مجموعة مسلحة اغتالت في منتصف شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي مواطنا مسيحيا وزوجته بأسلحة خفيفة عندما كانا في الشارع الرئيسي بمنطقة الرفاعي غربي الموصل، ولاذت بالفرار إلى جهة مجهولة، بينما أعلن مصدر مسؤول في شرطة محافظة نينوى مقتل مدني قبل أكثر من شهر واختطاف مسيحي آخر ومقتل امرأة مسيحية أخرى، في عمليات عنف متفرقة بمحافظة نينوى على أيدي جماعة مسلحة.
على صعيد آخر، عبر عدد من رجال الدين المسحيين عن استيائهم لتجاهل الحكومة الهجرة الكثيفة لمسيحيي العراق من البلاد، وعدم فعل شيء لوقفها.
وقال الأسقف شلمون وردوني ثاني أكبر رجل دين في الكنيسة الكلدانية بالعراق إن عدد المسيحيين في العراق يُقدر عام 2003 قبل الغزو الأميركي بما بين 800 ألف و2ر1 مليون شخص والآن يبلغ حوالي نصف هذا الرقم.
وذكر أسقف الكلدانيين بكركوك، لويس ساكو، أن 57 كنيسة ومنزلا يملكها مسيحيون في العراق قد تعرضت لهجمات منذ الغزو الأميركي مع مقتل أكثر من 900 مسيحي وإصابة أكثر من 6 آلاف بجروح./انتهى/