حذر خطباء الجمعة في لبان من مؤامرات اعداء الامة الاسلامية لضرب محور المقاومة وزعزعة استقرار المنطقة.

ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان في خطبة الجمعة الشعب السوري الى "الهدوء والعقلانية والتمسك بمشروع الدولة التي تحتضن الجميع، وتتسع لكل مكونات الشعب السوري المطالب بالعودة إلى الحوار والانخراط في مسيرة الاصلاح السياسي التي أطلقها الرئيس بشار الأسد"، مشيرا الى أن "سوريا تقوى وتستقر بفعل تعاون بنيها ونبذهم للتدخلات الأجنبية في شؤونهم الداخلية"، وشدّد على أن "على السوريين ان يعلموا إنهم عرضة لمؤامرة خبيثة لا ينجيهم منها إلا تشاورهم وتعاونهم والتزامهم الحوار ونبذهم العنف والإرهاب".
وفي الشأن البحريني ، طالب الشيخ قبلان حكام البحرين بـ"الاتعاظ ممن سبقهم من الطغاة، فينصفوا شعب البحرين الذي يطالب بالإصلاحات ونيل حقوقه المشروعة"، مؤكدا أن "الشعب البحريني شعب مسالم سعى ولا يزال للحصول على حقوقه بالسبل السلمية والتزم العقلانية"، واعتبر أنه "لا يجوز إن تقابله السلطة بالقمع ولا تستمع إلى صوت العقل والحكمة وتمضي في غيها وظلمها لشعبها".
ولفت الشيخ قبلان الى أن "لبنان يعيش المنزلقات الخطيرة إذ لا يزال عرضة للاستهداف الصهيوني وتهديداته، فـ"إسرائيل" لا تزال تنتهك سيادتنا وهي تنشر عملاءها وتخترق نسيجنا الوطني"، ورأى أن هذا "يستدعي ان تظل عيوننا ساهرة لحماية الوطن وتحصينه من الاختراقات، وعلى الدولة ان تعمل على توفير مقومات الصمود والدعم للشعب اللبناني".
من جانبه رأى السيد علي فضل الله في خطبة صلاة الجمعة أن "العالم العربي والاسلامي لا يزال يعاني من دوامة عدم الاستقرار والاضطراب الأمني والسياسي، رغم المشهد الانتخابي في بعض الدول التي حصلت فيها الثورات، كما في مصر وتونس، وخروج المحتل من أرضه كما في العراق".
وأشار الى أن "العراق لا يزال عرضة للتفجيرات الوحشية التي طاولت في الأيام السابقة زوار الإمام الحسين (ع) في البصرة وبغداد والحلة ومدن أخرى، والتي حصدت المئات من الضحايا البريئة"، لافتا الى أن "هذه التفجيرات تريد من خلالها الجهات التكفيرية أن ترسم مشهدا انقساميا في الأمة، وتزيد من الاحتقان المذهبي والطائفي فيه".
وأعرب السيد فضل الله عن شعوره بـ"خطورة ما يجري"، داعيا الشعب العراقي وكل المسؤولين فيه إلى وعي المخاطر التي تترتب على أي صراع مذهبي يسعى البعض إلى تسويقه ليكون العراق مجددا ساحة للفتنة".
وفي الشأن السوري ، ثمّن السيد فضل الله "كل جهد عربي يعمل على إيقاف نزيف الدم والقتل، ويعيد الاستقرار إلى هذا البلد العزيز"، متسائلا عن "عملية اقتراح استقدام قوات عربية في ظل تعقيدات الوضع السوري الداخلي والخارجي، وعن الجدوى من طرحه".
ودعا "الجامعة العربية إلى أن تتابع دورها وتعمل بكل جهد على دراسة أفضل السبل لجمع الأطراف وحل الإشكالات والاستفادة من موقعها لدى كل الأفرقاء، وعدم طرح حلول غير واقعية، ليصار بعد ذلك إلى الحديث عن استنفاد الحلول العربية، والحاجة إلى الحلول الدولية التي لن تكون لمصلحة العرب ولا لمصلحة سوريا".
وقال السيد فضل الله "كم كنا نتمنى أن يكون هناك اقتراح لإرسال قوى عربية إلى غزة، في إطار حمايتها من الغارات الصهيونية، ولمنع تهويد القدس، ولحماية المسجد الأقصى ومنع الاستيطان، ولحماية الفلسطينيين في قلب الضفة الغربية الذين باتوا عرضة للاعتقال اليومي، ولن يكون آخرهم رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني"، مؤكدا أن "الجامعة العربية معنية بالقضية الفلسطينية".
وفيما يخصّ البحرين ، اعتبر السيد فضل الله أن "الإصلاحات الدستورية الشكلية فيه لن تكون السبيل لخروج هذا البلد من أزمته التي يتخبط بها منذ ما يقارب السنة، بل إن المطلوب حوار جدي مع القوى الفاعلة في البحرين، يتحرك من منطلق وطني، بعيدا عن الحسابات المذهبية والطائفية، أو اتهام الشعب بالتحرك ضمن أجندة خارجية".
ودعا "كل الأطراف في اليمن الى العمل لوأد الفتنة التي يراد لهذا البلد أن يغرق في أتونها، ويمكن أيضا أن تمتد إلى أمكنة أخرى في العالم العربي".
واشار السيد فضل الله الى أن "الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يلتفت إلى معاناة اللبنانيين من العدو الصهيوني الذي لا يزال يهدد ويتوعد، ولا تزال طائراته تخترق الأجواء اللبنانية، وعملاؤه يعبثون بأرض هذا الوطن الصغير، كما لم يلتفت إلى استباحة الكيان الصهيوني للحدود البحرية اللبنانية مانعا لبنان من الاستفادة من النفط والغاز"، مشددا على أنه "يجب على المسؤولين اللبنانيين أن يكون موقفهم واحدا في كل ما يتصل بسيادة البلد وأمنه وحفظ مواقع القوة فيه ومنع كل المؤامرات التي تحاك ضده تحت أي عنوان من العناوين".
بدوره، لفت المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، إلى المقاومة التي وحدها تشكل الأمل والرجاء لكل مواطن لبناني مخلص وشريف.
وأضاف "هذه المقاومة ليست في مأمن من تآمرهم ومحاولاتهم الرخيصة في غرفهم السوداء ورهاناتهم على بان كي مون وكل من يدور في الفلك الأميركي - الصهيوني"، مؤكداً أن من يراهن على سقوط المقاومة خاسر، خاصة في هذه المرحلة التي تتكالب فيها كل الضواري على سوريا وتحاول بشتى الوسائل ومختلف السبل إسقاطها وإيقاعها في مشروع فوضى الحروب الأهلية والأثنية والعرقية بغية أن تبقى "إسرائيل الدولة الوحيدة" الأقوى والقادرة على تنفيذ مخططاتها وتحقيق مشاريعها الإستيطانية والتهويدية لفلسطين./انتهى/