أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن "المراهنة على التطورات في سوريا هي وهم، لأنه مهما حصل من تطورات هناك فهي لن تغيّر المعادلة في لبنان فمعادلتنا قويّة وصلبة ومتجذّرة ولا تهزّها الأعاصير لا اليوم ولا غداً".

وذكر موقع الانتقاد ان الشيخ قاسم شدد على أن "ثلاثي القوة أي الجيش والشعب والمقاومة، هو عنوان قوة لبنان وهذه الدعائم الثلاثة راسخة، ونحن لن نفرط في أي منها، وبالتالي نحن نؤمن أن الجيش يجب أن يكون قوياً والشعب عزيزاً والمقاومة بجهوزية كاملة ولا مكان عندنا لطروحات الضعف والتراخي أمام اسرائيل لأننا في حالة مواجهة معها"، مشيراً الى أن "المقاومة اليوم تعمل ضمن استراتيجية دفاعية مقررة في مجلس الوزراء، والتنسيق قائم على قدم وساق بين ثلاثي القوّة، وهذه الاستراتيجية الدفاعية هي المعمول بها ونبقى عليها الى أن نتفق على استراتيجية دفاعية جديدة من خلال طاولة الحوار، حتى لا يكون هناك منطقة فراغ في مواجهة اسرائيل"، مضيفاً "اذا كان عندكم طروحات نلتقي ان شاء الله على طاولة الحوار والى ذاك الوقت عليكم أن تلتزموا بما اتفق عليه الشعب اللبناني".
ولفت الشيخ قاسم الى أن "الحكومة اللبنانية تشكّلت وفقاً للمعادلة الانتخابية من خلال الأغلبية النيابية، ولم نكن نعلم أن خروجهم من الحكومة سيشكّل فاجعة بالنسبة اليهم، ولم نكن ندرك أن ترك السلطة مؤلم الى هذا الحد ولم نكن نتصور ان الضوضاء التي أشاعوها في أماكن مختلفة عند تشكيل الحكومة كان وراءها شعورهم بالخسارة العميقة جداً لأنهم خرجوا من الحكومة، فالأمر لا يستحق كل هذا العناء والصراخ"، مضيفاً "حملوا شعار المحافظة على اتفاق الطائف، فكيف يحافظون على الطائف بدون علاقات مميزة مع سوريا؟ هم يريدون تخريب لبنان من خلال تحويل منطقة الشمال الى محمية سورية من أجل ضرب النظام والاستقرار في سوريا وايواء المسلحين".
واذ أكّد الشيخ قاسم أنه "لا ينفع الكلام عن أنكم تريدون لبنان محمياً بعيداً عن التأثيرات الخارجية وأنتم تدخلونه الى آتون الفتن المتنقلة"، لفت الى أن "مصلحة لبنان أن لا يكون ضعيفاً وأن لا يتورط بتهريب السلاح من والى سوريا، وأن لا تستخدم منطقة الشمال مقراً أو ممراً لمشاريع مشبوهة لا تنفع لبنان وأن لا ينساق بالسياسات الأميركية، ويواجه الفساد المستشري والموروث وينتج المشاريع لمصلحة الناس".
من جهة أخرى، رأى الشيخ قاسم أنه، ومنذ انتصار المقاومة عام 2006، والهزائم تتوالى وتلاحق المعسكر الآخر الذي يقف في خصومة معنا، ومعسكر المقاومة يحقق انجازات ونجاحات متتالية"، مشيراً الى أن "نموذج انتصار المقاومة في الـ2006 هو نموذج قابل للتكرار، كما أن هزيمة "اسرائيل" ومعسكرها أيضاً قابلة للتكرار فالمقاومة اليوم أقوى وأكثر تجذراً على المستوى الشعبي والسياسي، والمقاومون في الميدان في كل آن وفي كل ساح"، وأضاف "لطالما تحدثوا عن أن اسرائيل لا تقهر فتبيّن أنها تقهر وتذل وتداس بالأقدام وينتصر المؤمنون المجاهدون المقاومون".
وسأل الشيخ قاسم المطالبين بتسليم السلاح "كيف يتخلى مقاتل في الميدان عن سلاحه؟ هذا الطلب هو خدمة مباشرة مكشوفة وصريحة لمصلحة أميركا واسرائيل"، مؤكداً أن المقاومة تواجه اليوم "مشروعاً أمريكياً عالمياً كبيراً يريد تحطيم ارادة شعوبنا في المنطقة، أما هؤلاء الخصوم المحليون انما يثيرون بعض البلبلات والقلاقل التي لا نعيرها أهمية لأننا نعرف أنه ليس بيدهم شيء الا الصراخ، والصراخ حق كفله الدستور اللبناني ولذا نحن مضطرّون لأن نسمع صراخهم قربةً الى الله تعالى".
من ناحية أخرى، أشار الشيخ قاسم الى "أننا في حالة دفاعية ضد مشروع الاستكبار الأميركي، والدفاع مشروع"، مشدداً على أن "المقاومة مستمرة بمضمونها واستعداداها وقوتها لمصلحة لبنان ولن تحقق رغبة " اسرائيل" وأمريكا بإضعافها أو الغائها، هذه المقاومة شرعية بوجودها وسلاحها وانجازاتها وتبنّي الشعب لها، ولاقيمة لكل الطروحات التي تواجه شرعية المقاومة، ولن نخضع للإبتزاز".
وقال الشيخ قاسم إن "القادة الشهداء قادوا مرحلة التحوّل الكبرى في مرحلتنا من الاستسلام الى المقاومة ومن الاحباط الى الأمل بالتغيير ومن الغفلة الى الصحوة ومن الهزائم الى الانتصارات، أسسوا وواكبوا المقاومة التي هزمت "اسرائيل" لأول مرة منذ نشأتها بهذه الصورة وبهذه الكيفية"./انتهى/