أكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أن الثأر لدم الشهيد عماد مغنية سيبقى يلاحق الإسرائيليين حتى يحين وقته

وقال السيد حسن نصر الله خلال خطاب مباشر في ذكري مراسم استشهاد عدد من قادة حزب الله الشهيد سيد عباس الموسوي والشهيد راغب حرب والشهيد عماد مغنية «نحن دائماً تحضر امامنا مصلحة الأمة والناس، والأهم هو الموقف من المشروع الصهيوني في المنطقة».
وتساءل نصر الله «أين هي إسرائيل مما يجري في المنطقة»، لافتا إلى أن «الشعوب والحكومات منشغلة عما يجري في فلسطين. إلا أن الاهتمام هو بسوريا وليس البحرين حيث شعبها متروك لمصيره».
وأكد أن «هناك تراجعاً في مرتكزات القوة لدى الكيان الصهيوني، ومنها التسوية التي باتت بحكم المعدومة وسقوط نظام حسني مبارك والهيبة العسكرية الاسرائيلية التي سقطت في لبنان وغزة، والقوة البرية لجيش العدو التي لم تعد تستطيع حسم معركة، ويكفي أن يؤمن الاسرائيلي بأن المقاومة في لبنان تملك تسعين في المئة مما تملكه دول العالم من الصواريخ حتى يشكل ذلك رادعاً للعدو من الاعتداء على لبنان».
واضاف: «لماذا هذا الاصرار من قبل أميركا واسرائيل وأنظمة عربية والى جانبهم القاعدة، كل هؤلاء يجمعهم هدف واحد هو اسقاط النظام السوري»، وقال: «نحن قلنا نعم، وقفنا ونقف الى جانب النظام السوري الممانع، وهو لم يستسلم ولم يبع المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق رغم كل الضغوط الاميركية عليه»، داعياً إلى البحث عن حل سياسي في سوريا ومصر والعراق والبحرين ولبنان .
وفي الشأن اللبناني، أكد نصرالله أننا «أهل حوار ونحترم الفريق الآخر»، لافتاً الى أن «أية دعوة إلى الحوار الوطني من دون شروط مسبقة دعوة مقبولة ونؤيدها ونشارك فيها».
وتطرق إلى مهرجان قوى 14 آذار في «البيال» وأشار إلى أنه كان يفضّل «لو عدّد أسماء المجازر أحد غير (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير) جعجع»، معتبراً «ان مجزرة ثكنة فتح الله تسجل لنا لا علينا، وتؤكد أن علاقتنا مع سوريا استراتيجية»، موضحًا أننا «لم نقاتل سوريا، وذلك من اجل فلسطين ولبنان. أما الذين قتلتهم ميليشات وقوات بعض المتحدثين عن المجازر، فلماذا قُتلوا؟».
وتوجه الى قوى 14 آذار بالقول: «ركّزتم خطاباتكم الثلاثة على سوريا، اما عن خطاب المجلس الاسطنبولي فإذا كان المتحدث باسمهم فارس سعيد فهذه بداية جيدة»، متسائلاً: «على أية قاعدة ركزتم الحملة على سوريا؟ هل هذه مصلحة لبنان ومصلحة المسيحيين والمسلمين فيه؟».
ورأى انه «يجب ان يكون لدى قوى 14 آذار منهج، ولا سيما أن لدي معياراً واحداً أتطلّع من خلاله الى ليبيا ومصر وسوريا وكل الدول، ولكن أرونا معياركم الواحد، وتذكروا أنه قبل نحو سنة خطبت عن موضوع الثورات والبحرين، وقامت قيامة قوى 14 آذار، فسعد الحريري (الله يشفيه ويعافيه) يومها هجم علينا».
وقرأ تصريحاً للحريري منشوراً حينذاك في صحيفة «النهار» اتهم فيه حزب الله بـ«زج لبنان في خضم التحركات ببعض البلدان العربية الشقيقة»، واعتبر «موقف حزب الله وجهاً آخر لتصدير الانقسام والفتنة»، ورأى أن «التضامن مع الشعوب العربية شيء وصب الزيت على الخلافات العربية شيء آخر، ولبنان لن يكون جسراً تعبر منه الخلافات الى اي بلد عربي شقيق».
وطالب نصر الله بمقارنة «هذا الكلام بخطابات البيال»، متسائلاً: «أين المنطق، لماذا تقاتلون بالمال وبالسلاح وانتم كلكم في 14 آذار متورطون في تسعير القتال في سوريا».
وذكّر بأنه «عندما اعتُقل أخ عزيز لنا في مصر وتم وضع ملف اسمه خلية حزب الله في مصر، قامت الدنيا في 14 آذار ولم تقعد، وقالوا إن حزب الله يزج لبنان في الصراعات»، وأخذ شاهداً آخر «كلام الحكيم (جعجع) الذي قال حينها إن هذه الواقعة لا يمكن ان تمر عرضياً في اي دولة مهما كانت النيات حسنة، كما انه أي حزب يجب الا يسمح لنفسه بمخالفة قوانين الدول الأخرى»، وسأل نصر الله: «هل قوانين سوريا تسمح لك بأن تدخلوا السلاح وتحريض السوريين على بعضهم؟».
وأشار إلى أن «قوى 14 آذار» ربطت خياراتها برهان واحد «ويحسمون ان النظام سيسقط في سوريا كما حسموا في رهانات سابقة ولم تنجح معهم»، وقال: «انا لا اتكلم عن لبنان أولاً.
واضاف :ليس لدينا لبنان اولا ونقطة على السطر، مع سوريا لماذا لا تقفون على الحياد؟ هناك فرضيتان لهما انعكاس على لبنان، الاولى ان يحصل تجاوب من الشعب ويتم تجاوز المحنة في سوريا، وكيف ستتصرفون حينها؟ هذه المشاركة الميدانية ألن تترك اثرها على العلاقات بين البلدين؟ الفرضية الثانية اذا انزلقت سوريا الى حرب، وانا ارجح الفرضية الاولى، اذا ذهبت سوريا الى حرب اهلية وهذا ما تعمل عليه اسرائيل واميركا، ماذا تحضّرون انتم للبنان؟».
وبالعودة الى موضوع الحوار أوضح انه «من شروط الحوار الشفافية والوضوح، ونحن الذين سنجلس الى الطاولة، يجب ان نعرف بعضنا جيداً، فحين خطبت الأسبوع الماضي قلت إن دعمنا من ايران مشكورة، قام بعضهم في 14 آذار بإدانتنا»، وقال: «نحن أموالنا من ايران ولدعم المقاومة أما أنتم فقولوا لنا أموالكم من أين؟»،
وأضاف: «منذ العام 2005 أنفقت قوى 14 آذار ما يزيد على 3 مليارات دولار، من أجل ماذا؟ ايران لم تعط المال او السلاح لحزب الله لأنه حزب لبناني بل لأنه حركة مقاومة للعدو الاسرائيلي، أما انتم فتنظيم سياسي لا علاقة لكم بقتال اسرائيل».
وفي موضوع السلاح لفت إلى أننا «نقول ان لدينا سلاحاً وقلنا اننا نزداد تسلحاً، كمّاً ونوعاً، وهناك سلاح معروف وسلاح مخبأ وغير معروف، لأنه يجب ان نخبىء للاسرائيلي دائماً المفاجآت، لكن ماذا عن سلاحكم الذي يظهر في الشوارع والمناسبات؟ نعم نقول لدينا سلاح واعترفوا ايضاً بسلاحكم لنناقشه في الاستراتيجية الدفاعية».
وأكد أن «الربيع العربي صعد ضد الأنظمة التي تديرها (كوندوليزا) رايس و(هيلاري) كلينتون و(جيفري) فيلتمان، وهم الذين كانوا ولا يزالون يديرونكم، وبعضكم تجول طويلاً مع (وزير الخارجية المصري السابق أحمد) أبو الغيط، فهل انتم اسقطتم نظام (الرئيس المصري المخلوع حسني) مبارك؟ لو نجحت الحرب الاسرائيلية على لبنان في 2006 وحرب غزة، ونجحت اميركا في حرب العراق فهل كان سيولد الربيع العربي؟ ام كان سيحل على بلادنا العربية خريفاً قاسياً؟لستم من يعطي ضمانات
وقال نصر الله: «يا قادة 14 آذار لستم في موقع من يضع أو يملي الشروط، إذا بنيتم على قراءة اقليمية معينة فأنتم مشتبهون. ثانياً يا قادة 14 آذار مع احترامي لمن كانت نيته صادقة في الشأن الوطني، لستم في موقع من يعطي الضمانات في لبنان بالاوضاع القائمة لأن اللعبة في المنطقة اكبر منكم.
هل القرار لديكم لتعطوا ضمانات؟»، معتبراً ان «الحريص على منع الفتنة بين الشيعة والسنة يجب ان يعمل على وقف نوابه ووسائل اعلامه التي تحرض بلغة طائفية ليلاً ونهاراً».
وتابع: «مع الاخذ في الاعتبار هذه النقاط اقول نحن مع الحوار من دون شروط ولدينا منطق وحجة وجاهزون للانفتاح، وخيار اللبنانيين ان يكونوا مع بعض، ونحن مع الاستقرار في لبنان ومع بقاء الحكومة الحالية ومعالجة وضعها، وتستحق على المستوى الوطني ان يحافظ عليها.
وعن تفجيرات الهند وتايلاند وجورجيا نفى نصر الله علاقة حزب الله بها مذكّراً «بأمر هو أنه سيبقى دم الشهيد عماد مغنية يلاحقهم (الاسرائيليين) وهو لن يسكن، أما ثأرنا فيعرفون أين، ليس بمجندين او دبلوماسيين او اسرائيليين عاديين، فهذا مهين للمقاومة، هذا موضوع آخر، ومن هو في دائرة الاستهداف يعرف نفسه ويأخذ إجراءات لدى السفر وسوف يأتي اليوم الذي نثأر فيه لعماد مغنية ثأراً مشرفاً .
وسأل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العرب الذين يسألون «لماذا لم يفتح النظام في سوريا جبهة الجولان، لماذا لم يفتحوا جبهاتهم مع إسرائيل»؟.
كما سأل: «هل من أحد يمكن أن يشكك في مقاومة وممانعة النظام في سوريا؟» وقال: «تذكروا مطالب كولن باول ومن بينها تسليم الاخوة خالد مشعل وعبد الله شلح وأحمد جبريل، ولم يفعل».
وأشاد بالنظام في سوريا لدعمه المقاومة، مشيرا الى «سلبيات في النظام يعترف النظام نفسه بها».
وأكد على «معلومات شخصية في رغبة الرئيس بشار الأسد في إجراء إصلاحات ومنها تعديل الدستور، وهو ما أكده الرئيس الأسد منذ البداية، ولكن هناك إصراراً على إسقاط النظام».
وأشار الى «تفاوض العرب مع اسرائيل عشرات السنين من دون تحديد جدول زمني لذلك، في حين لم ينتظروا أي حل سياسي مع سوريا».
وقال: «لنفترض أن النظام في سوريا مثل إسرائيل فلماذا لا تقبلون بالحل السياسي؟»، مشدداً على الوفاء في العلاقة مع سوريا، متوقفاً أمام هذا الاصرار العربي السلبي تجاه سوريا.
وتحدث عن البحرين وموقف أهلها الداعم دائما لفلسطين وشعبها، لافتا الى مغايرة السلطة في البحرين لموقف شعبها من هذه القضية. وكرر تأكيده أن فرصة إسرائيل الكبرى هي الفتنة، وسأل: «هل نعطيها هذه الفرصة في ظل القلق الوجودي الذي تعيشه؟./انتهي ».