يعتبر المتحف الوطني الايراني لتاريخ العلوم الطبية التابع لجامعة طهران للعلوم الطبية مفخرة من مفاخر تاريخ الطب في ايران في مختلف المجالات.

وافاد مراسل وكالة مهر للانباء ان المتحف الوطني لتاريخ العلوم الطبية افتتح نشاطه الرسمي في صيف عام 2001 من قبل جامعة طهران للعلوم الطبية بالتعاون مع منظمة التراث الثقافي واكاديمية العلوم الطبية لتقديم وصورة شاملة عن تاريخ الطب القديم والحديث في ايران في مختلف الجوانب.
واقيم هذا المتحف من اجل توثيق تاريخ العلوم الطبية في ايران وتصنيف وعرض الآثار والادوات والمستندات والنسخ الخطية للعلوم الطبية على اساس تاريخ العلوم الطبية في ايران.  
                          
ويضم هذا المتحف قسم الوسائل والادوات الطبية وهو ينقسم الى مجموعتين , فالمجموعة الاولى تضم الوسائل الطبية في المراحل التاريخية المختلفة من ضمنها العهد الاسلامي والمجموعة الاخرى تضم المعدات الطبية الحديثة.
ويضم المتحف كذلك جناح دراسات الانسان القديم ومراحل تطور الوسائل الحجرية في ايران مع نماذج متعددة من الهياكل والجماجم ومومياء تم العثور عليها خلال التنقيبات التي جرت في مختلف مناطق ايران.
ويوجد في هذا الجناح رسم بياني يوضح تطور الوسائل الحجرية في مختلف المراحل التاريخية البشرية , كما توجد فيها جمجمة تعتبر من اقدم النماذج الجراحية في التاريخ القديم , كما توجد جثة امراة عجوز تحولت الى مومياء بفعل عوامل البيئة.

                        
ويضم المتحف الوطني للعلوم الطبية وثائق ونسخ خطية في مجال الطب التقليدي والمفردات والتركيبات والتشريح والامراض والوصفات.
كما توجد مجموعة من المستندات الطبية التي تعود الى المؤسسة الصحية القديمة في ايران (الادارة الصحية) وتشمل مواضيع مثل تعيين الاطباء في مختلف المدن والاعلانات الصحية في مجال الامراض المختلفة , واعلان وزارة المعارف حول شروط تاسيس العيادات في طهران , واحصائيات الولادات والوفيات في طهران الناجمة عن الاصابة بالامراض المختلفة.
ومن بين النسخ الخطية النفيسة نسخة من كتاب زكريا الرازي اضافة الى مجموعات قيمة من وثائق الدكتور احمديه وعائلة الدكتور نظامي.
                       

واضيف مؤخرا جناح جديد الى المتحف الوطني للعلوم الطبية وهو جناح الدفاع المقدس ويضم المعدات الطبية التي استخدمت ابان الحرب المفروضة وكذلك الالبسة والاقنعة التي استخدمها جنود الثورة في هذه المرحلة.
                     
ومن الاجنحة الملفتة للنظر هو جناح الصيدلية العسكرية , فقد اشترت وزارة الحرب خلال الفترة 1940 - 1944 صيدلية عسكرية خلال مزاد اقيم في النمسا واسندت مسؤوليتها الى المرحوم هادي خان سرتيب , وقد تم تاسيس الصيدلية العسكرية آنذاك في شارع جراغ كاز (امير كبير حاليا) , وبعد مرور نحو 25-30 عاما من تاسيس الصيدلية تولى مسؤوليتها عبد الحسين خان نظامي ابن اخت هادي خان بعد وفاته , وكان الميرزا عبد الحسين خان نظامي قد انهى دراسته في دار الفنون في فرع الصيدلة.
وكانت توجد في الصيدلية العسكرية منذ تولي المرحوم عبد الحسين خان نظامي مسؤوليتها ,  دفاتر منظمة تسجل فيها تاريخ الوصفة الطبية واسم الطبيب واسم المريض وتركيبة الدواء وكمية الدواء وثمنها , ونظرا لسمعة هذه الصيدلية فقد تم تعيين الميرزا عبد الحسين خان في 24 شعبان 1323 هجري قمري مراقبا في وزارة العلوم والمعارف للاشراف على عدم بيع وخزن العقاقير الاجنبية والسموم في محلات العطارة القريبة من الصيدلية.
وكانت الصيدلية العسكرية الوحيدة التي تؤمن جميع احتياجات الجيش من الادوية , وكانت منذ تاسيسها تستورد جميع الطلبيات من خارج البلاد.
وقد تم اعادة ترميم الصيدلية العسكرية من قبل المتحف الوطني لتاريخ العلوم الطبية ومركز الابحاث الاخلاقية والتاريخ الطبي للاسرة العسكرية وافتتاحها في 3 سبتمبر 2003 في مبنى المتحف.  وتعرض في الصيدلية اجهزة لصنع الشرابت والحبوب والتحاميل , وعدة نماذج من الوصفات الدوائية , كما تعرض فيها اول محضر لاجتماع نقابة الصيادلة بطهران.
                         

ويضم المتحف الوطني لتاريخ العلوم الطبية جناحا يستعرض تاريخ طب العيون الحديث في ايران ومذكرات الاستاذ البروفسور محمد علي شمس مؤسس طب العيون في ايران.
                       

 ويعرض جناح آخر في المتحف العقاقير التقليدية , فمنذ القديم كان الانسان يعالج امراضه بالاستفادة من الاعشاب والعقاقير , ومع تطور العلوم فتحت آفاق جديدة حول الاستفادة من الاعشاب , وتم اكتشاف اسرار جديدة عن عالم الاعشاب المثير للدهشة من خلال الابحاث الواسعة والشاملة.
ويضم المتحف جناح حول الطب البيطري وتعرض فيه الادوات المختلفة المستخدمة في معالجة الامراض التي تصيب الحيوانات.
وتعتبر المكتبة التخصصية للمتحف الوطني لتاريخ العلوم الطبية احد الاقسام الفرعية للمتحف , اذ يضم نحو 12 الف مجلد في مواضيع التاريخ الطبي والصيدلة والاعشاب والخلاق الطبية واخلاق المعاشرة وتاريخ العلوم والمصادر العامة والمتخصصة والكتب القديمة النفيسة باللغات الفارسية والعربية والانجليزية والفرنسية والالمانية , كما تضم مجموعة من تصاوير النسخ الخطية الطبية القيمة تم تهيئتها ليستفاد منها المحققون والباحثون./انتهى/