أكد المندوب السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري أن بيان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون بخصوص تطبيق قرار الجمعية العامة الذي اعتمد قبل نحو أسبوعين يدفع باتجاه تأزيم الوضع في سوريا أكثر من الدفع باتجاه إيجاد حلول له.


ووافادت وكالة الانباء السورية /سانا/ ان الجعفري قال في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة ان "مضمون البيان المقدم لا يبعث أبدا على الارتياح بالنسبة لسوريا وقد فوجئت مع الكثيرين بطريقة التعامل مع الحالة في سوريا بلغة نارية تكاد تقترب من حدود التشهير بحكومة دولة مؤسسة لهذه المنظمة الدولية استنادا إلى مجرد تقارير وآراء تصدر عن أوساط سورية معارضة في الخارج تقيم في عواصم دول تناصب سوريا العداء وكذلك استنادا إلى تقارير استخباراتية لدول أخرى تعمل ليس فقط على تغيير النظام في سوريا كما يقولون وإنما على تغيير الدولة الآن بمعنى أنهم انتقلوا إلى مرحلة أخطر وأشرس هي تغيير الدولة في سوريا وهم يقومون بذلك بعقلية تذكرنا بعقلية سادت في الخمسينيات والستينيات في التعامل مع دول أعضاء في هذه المنظمة الدولية ودول ذات سيادة لكنهم كانوا يعتبرونها كما اعتادوا على القول هم أنفسهم بجمهوريات الموز".
واستغرب الجعفري "كيف تم التوصل إلى القول أو الإدعاء بأن الحكومة السورية لن تستقبل وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري أموس ولم توافق على زيارتها، سائلا : "من أين أتت هذه الخلاصة غير الدقيقة والتي دفعت بأعضاء مجلس الأمن إلى تبني بيان صحفي يتبنى بالكامل هذا الطرح الخاطئ الذي يقول بأن الحكومة السورية لم توافق على زيارة وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية".
وأضاف الجعفري إن الأمين العام قال في بيانه "إن الحكومة السورية قد تخاذلت في حماية شعبها.. وأنا أجد أن هذا ظلم مضاعف فمن ناحية ووفقا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة نفسه على كل حكومة في هذه المنظمة الدولية أن تحمي شعبها من الفوضى والإرهاب والإجرام والإخلال بالأمن وهو ما قامت به الحكومة السورية لكن الجانب الآخر في الموضوع هو أن الادعاء بأن الحكومة السورية قد تخاذلت في حماية شعبها إنما يغفل إغفالا لا يغتفر الكثير من المعطيات التي لو كانت تتعلق بدولة أخرى غير سورية لكانت أثارت حفيظة الكثير من العاملين في الأمانة العامة وفي هذه المنظمة الدولية".
وأشار الجعفري إلى أن "رؤساء دول ووزراء خارجية في دول أعضاء في المنظمة الدولية يتحدثون علنا عن تزويدهم للمجموعات المسلحة في سورية بالسلاح ودولة أخرى عضو في الأمم المتحدة تعلن صراحة أنها قد تبرعت بمئة مليون دولار لتسليح المعارضة السورية ودول أخرى تفرض عقوبات اقتصادية خانقة على الاقتصاد السوري يعاني منها الشعب السوري أولا وأخيرا ولكن هذه العقوبات لا تظهر على شاشة الأحداث بالنسبة لمن يدعي أنه حريص على مساعدة سوريا".
وأكد الجعفري أن "عناصر من القاعدة قتلت في أحداث مدينة حمص وعثر على مقاتلين مسلحين يحملون جنسيات غير سورية داخل سوريا كما تسلل صحفيون خلسة إلى سوريا وماتوا في الأحداث للأسف وبعضهم عاد وتسلل خارج سوريا بشكل غير قانوني أيضا ورغم ذلك لا أحد يتحدث عن هذا الأمر أبدا"، سائلا "لماذا يغض البعض النظر عن دخول عناصر من القاعدة وصحفيين غير شرعيين ومقاتلين أجانب ومئات ملايين الدولارات وأسلحة إسرائيلية إلى داخل سوريا".
كما سأل "أين احترام القانون في ذلك ولماذا يغض البعض النظر عن دخول عناصر من القاعدة وصحفيين غير شرعيين ومقاتلين أجانب ومئات ملايين الدولارات وأسلحة إسرائيلية إلى داخل سوريا وهل يمكن لأحد أن يعطي سببا وجيها واحدا لكل ذلك".
وقال الجعفري إن بلاده "خطت خطوات كبيرة ونوعية وسريعة خلال الفترة القصيرة الماضية نحو تنفيذ برنامج وطني للإصلاح يلبي مطالب شعبية مشروعة فالإصلاح ليس وصفة طبية تأخذها الشعوب مرة واحدة عندما تكون مريضة بل هو مسار لا يتوقف ولذلك فإن المطالب الإصلاحية هي مطالب مشروعة في أي وقت وأي مكان والاعتراض ليس على المطالب المشروعة المحقة بل الاعتراض على من يركب موجة الإصلاح من أجل تقويض الدولة وتدميرها خدمة لأجندات خارجية وتصفية لحسابات قديمة جديدة مع البعض".
كما استغرب المندوب السوري "كيف يمكن أن نربط المعارضة الوطنية الشريفة بتفجير خطوط نقل النفط والغاز وتفجير القطارات المحملة بالمؤن ومادة التدفئة المنزلية المعدة لمناطق بعيدة في سوريا".
وعن المواقف السعودية والقطرية الداعمة لتسليح المعارضة، لفت الجعفري إلى أن "تسليح المعارضة من قبل السعودية وقطر ليس جديداً لكنه أصبح الآن رسمياً وعلنياً".
وفي رد على كلمة مندوب السعودية أمام الجمعية العامة، قال الجعفري إن "مندوب السعودية تحدّث عن أشياء خطيرة لا تليق بمستوى عقول الحاضرين، وهو دعا باسم بلاده ودول مجلس تعاون الخليج الفارسي إلى إرسال قوات أممية عربية مشتركة لحفظ الأمن في سوريا وكأنه لا توجد دولة في سوريا أو لا يوجد أمن وكانها ليست عضوا مؤسسا في الامم المتحدة وتحتاج إلى قوات من السعودية ودول مجلس التعاون كي تضمن الأمن والسلام فيها".
وأضاف الجعفري "إذا كان الأمر كذلك فإنني أيضا أقترح باسم بلادي وباسم العديد من الدول الأعضاء أن نرسل قوات أممية وعربية وإسلامية إلى المملكة العربية السعودية لحماية السكان السعوديين المضطهدين في منطقة القطيف وهذا تبرع مجاني ولا نريد أن يموله أحد كما أنه ينبغي على الرياض أن تسحب قواتها من البحرين التي تعتدي على مطالب شعبية محقة للشعب فيها".
وتابع قائل إنه "من المعيب لعربي في هذه المنظمة الدولية أن يشبه التمرد المسلح المحدود في حي صغير في حمص اسمه بابا عمرو وهو حي عزيز على قلوبنا جميعا في سوريا بمذبحة سربرنيتشا ورواندا وكوسوفو وغزة لأن ذلك خلط للأوراق غير جدير بالاحترام كما أنه خلط لا يخدم إلا "إسرائيل" وأعداء العرب جميعا".
وختم الجعفري بالقول إن "بلادي تسمى رسميا الجمهورية العربية السورية ولا تسمى الجمهورية العربية الأسدية لكن المملكة العربية السعودية تنسب لحكامها أي أن اسم البلاد مرتبط باسم العائلة الحاكمة ولذلك تسمى المملكة العربية السعودية وأرجو ألا أستفز أكثر من ذلك كي لا أقول كلاما أكثر تجريحا"./انتهى/