تاريخ النشر: ٦ مارس ٢٠١٢ - ١٠:٣٣

يطلق زعماء مدنيون بإقليم برقة في شرق ليبيا اليوم الثلاثاء دعوة إلى منح الإقليم حكما ذاتيا، في تحدٍ جديد لوحدة البلاد في أعقاب الإطاحة بالقذافي.

ويتوقع أن يحضر 5000 آلاف شخص افتتاح "مؤتمر شعب برقة" المزمع عقده قرب مدينة بنغازي، مهد الثورة الليبية، في شرق ليبيا، في حين أكد أحد منظمي المؤتمر أن المجتمعين سيطرحون اقتراحا لتحويل ليبيا الجديدة إلى دولة فدرالية، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة الحكومة المركزية وشركات النفط الأجنبية لوجود معظم احتياطات ليبيا النفطية في برقة.
وقال محمد بويصير، الذي يحمل الجنسيتين الليبية والأميركية وساعد في تنظيم المؤتمر، إنه يود أن تهتم برقة بالإسكان والتعليم وأمور أخرى، في حين سيتم "تفويض الحكومة المركزية شؤون الأمن القومي والدفاع".
وعلى الصعيد ذاته أكد منظم مؤتمر برقة أنه لا توجد خطط لإعلان الاستقلال عن ليبيا من جانب واحد، مؤكدا أن المشاركين في المؤتمر "سيطرحون على الطاولة" ما لديهم من اقتراحات وسيستخدمون وسائل سلمية للضغط من أجل تحقيق مطالبهم.
وتابع "نحن نؤمن بليبيا موحدة.. الناس في برقة عانوا من الاهمال 40 عاما.. اذا استمر هذا الاهمال للشرق فلا أضمن أن تظل ليبيا موحدة بعد 25 عاما".
في المقابل قال مكتب رئيس الوزراء الليبي، عبد الرحيم الكيب، إنه سيلقي كلمة سيبثها التلفزيون لشرح خطط ترمي لزيادة سلطات الحكومات المحلية، وذلك في خطوة يحتمل أن تهدف لاستباق مؤتمر بنغازي.
وقد يؤدي أي تحرك لمنح المزيد من الحكم الذاتي لشرق ليبيا الى زعزعة الحكومة المركزية وشركات النفط الاجنبية لان معظم احتياطات ليبيا النفطية موجودة في برقة وتتخذ أكبر شركات النفط المملوكة للدولة مقرا رئيسيا لها في بنغازي.
لكن لم يعرف عدد المؤيدين للمبادرة في شرق ليبيا، حيث قام بضعة الاف من الناس بمسيرة الى محكمة بنغازي مساء الاثنين للتعبير عن معارضتهم. وهتف المحتجون "ليبيا موحدة" و "لا تفككوا ليبيا".
وقال عبد الله بن ادريس عضو المجلس المحلي لمدينة جالو في شرق ليبيا أنه يعارض الفكرة. وقال ان بعض أنابيب النفط التي تنقل الخام الى موانيء النفط في الشرق يمر في منطقته. واضاف: ان بنغازي اذا أعلنت الحكم الذاتي "فسنوقف تدفق نفطهم".
وتواجه ليبيا التحدي الجديد بعد فترة وجيزة من احتفالات الشعب بمرور عام على ثورة 17 فبراير/شباط 2011 التي انطلقت شرارتها من الشرق الليبي قبل أن تصل إلى العاصمة طرابلس وجميع أرجاء ليبيا، وانتهت بمقتل القذافي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
جدير بالذكر أن ليبيا ظلت تدار على أسس فدرالية نحو عشر سنوات بعد استقلالها عام 1951، حيث نقلت السلطات إلى برقة وإقليم فزان في الجنوب، وإلى طرابلس في الغرب، ثم أصبحت في ليبيا حكومة مركزية في آخر سنوات حكم الملك إدريس السنوي.
في حين سارع القذافي للتحول إلى المركزية عندما وصل للسلطة في أعقاب انقلاب عسكري عام 1969./انتهى/