عيّن رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا كيلاني، قائد الفيلق الخامس، الجنرال ظهير الاسلام، رئيسا جديدا لجهاز المخابرات.

وأوضح بيان صادر عن مكتب كيلاني أنه تم تعيين الجنرال ظهير الإسلام الذي يشغل حاليا منصب قائد الفيلق الخامس أحد أهم فيالق الجيش والذي يتمركز في كراتشي كبرى مدن باكستان ومركزها التجاري، مديرا عاما جديدا لأجهزة المخابرات.
وسيتولى المدير الجديد مهام منصبه خلفا للرائد جنرال أحمد شجاع باشا الذي يشغل المنصب منذ عام 2008 وشهد واحدة من أصعب الفترات في تاريخ العلاقات الأميركية الباكستانية.
ومن المرجح أن يمثل رحيل شجاع باشا مبعث ارتياح للمخابرات الأميركية التي كانت على علاقة فاترة به وأصبحت العلاقة أكثر توترا بعد قيام قوات أميركية خاصة بتحديد مخبأ زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وقتله في بلدة تقع على مسافة ساعتين فقط بالسيارة من مقر المخابرات الباكستانية بإسلام آباد في مايو/أيار العام الماضي.
وأثار وجود بن لادن في باكستان لفترة يقدرها البعض بنحو 5 أعوام شكوكا في واشنطن من أن الوكالة الرئيسية للمخابرات الباكستانية كانت تؤوي العدو رقم واحد للولايات المتحدة أو أنها كانت تتعاون معه.
وشهدت باكستان أزمة خطيرة في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما كتب رجل الأعمال الباكستاني، منصور إيجاز، في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن دبلوماسيا باكستانيا كبيرا طلب تسليم مذكرة لوزارة الدفاع الأميركية تناشد الولايات المتحدة تقديم المساعدة لدرء خطر انقلاب عسكري محتمل في أعقاب الغارة التي قتل فيها بن لادن.
وزعم إيجاز في رسائل نصية نشرت في صحيفة باكستانية محلية أنه بعد الغارة على بن لادن حصل باشا على دعم من حكومات خليجية غير محددة لإزاحة الرئيس آصف علي زرداري.
ويتزامن تعيين مدير جديد للمخابرات الباكستانية مع تهديد حركة طالبان باكستان بمهاجمة مسؤولين في الحكومة والشرطة والجيش إذا لم يتم الإفراج عن أرامل أسامة بن لادن من سجن باكستاني.
كما يتزامن أيضا مع تأجج مشاعر العداء للولايات المتحدة بعد مقتل 8 مسلحين مفترضين الجمعة في غارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار في المناطق القبلية شمالي غربي باكستان، معقل حركة طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة.
ويقول محللون إن الجنرال ظهير الإسلام شغل عددا من المواقع المهمة في الجيش الباكستاني منذ التحاقه به في العام 1977، وينظر إليه داخل المؤسسة العسكرية وخارجها على أنه رجل يتمتع بمهنية عالية وخبرة طويلة، بينما يعتقد آخرون أن السياسة داخل واحدة من أقوى المؤسسات في باكستان ستظل كما كانت خاضعة لتوجيهات الجنرال أشفق كياني، رئيس أركان الجيش./انتهى/