اعلن نائب وزير الخارجية الروسي ان روسيا ترى ان البيانات التي تقدم بها الغرب القائلة بعدم شرعية نظام الرئيس السوري بشار الاسد هي بيانات غير مقبولة.

وقال ميخائيل بوغدانوف في مؤتمر صحفي عقده يوم الجمعة في موسكو: "نرى ان تلك البيانات غير فعالة لانها تبعث برسائل مضللة الى المعارضة مفادها انه لا داعي لبدء الحوار ويجب المراهنة على  مساعدة الغرب والناتو كما هو الحال في ليبيا. ونحن نعتبر ان هذا السيناريو غير مقبول، وانه يتمخض عن  اشد العواقب بالنسبة للسوريين، والاستقرار في المنطقة بشكل عام".
كما  أعلن بوغدانوف ان الحكومة السورية والمعارضة لم تتفقا بعد بشأن البنود الاربعة الاولى التي يتضمنها البيان الصادرعن روسيا وجامعة الدول العربية بشأن التسوية في سوريا.
وأعاد بوغدانوف الى الاذهان ان الاجتماع الوزاري للجامعة العربية بمشاركة سيرغي لافروف تمكن من الاتفاق على 5 بنود بشأن التسوية السورية وبينها:  وقف العنف مهما كان مصدره، وتطبيق آلية المراقبة بلا عائق ، والحيلولة دون  تدخل خارجي، ووصول الامدادات الانسانية لكل السوريين، ودعم بعثة كوفي عنان بهدف الحوار بين الحكومة والمعارضة.
وأكد  بوغدانوف ان بدء الحوار السياسي هو ليس كل ما  تنتظره موسكو من بعثة عنان. وقال: "اظن ان البند الخامس يدعم البنود الاربعة الاولى للبيان الصادر عن روسيا الاتحادية والجامعة العربية . والمقصود بالامر هو  ان عنان سيتمكن من خلال اتصالاته مع الحكومة السورية والمعارضة  التوصل الى اتفاق حول آلية تنشيط البنود الاربعة الاولى".
وأكد الدبلوماسي الروسي قائلا: "نرى ان المهمة الاولى تنحصر في وقف العنف مهما كان مصدره. ولا يجوز السماح  بتوريد السلاح الى  تشكيلات مسلحة غير شرعية يعمل ضمنها - كما هو معروف- مقاتلو تنظيم "القاعدة" . كما اننا نعارض بشدة اي تدخل خارجي باستخدام القوة العسكرية".
واضاف قائلا: "يجب وضع آلية للمراقبة وتفعيلها بحيث يعلن وقف اطلاق النار ولا يحاول اي طرف الاستفادة من الوضع لمصلحته. ولذلك نعتبر ان وقف عمل بعثة المراقبين العرب هو خطوة خاطئة".
ومضى قائلا: "تكمن المهمة الثانية في تقديم المساعدة الانسانية للسكان المدنيين الذين تأثروا جراء الاشتباكات. والدور القيادي يجب ان تلعبه هنا هيئة الامم المتحدة. واعاد بوغدانوف الى الاذهان ان روسيا قد  باشرت بحل هذه المسألة حيث قامت الطائرات التابعة لوزارة الطوارئ الروسية بايصال 78 طنا من الامدادات الانسانية التي تم تسليمها الى  جمعية الهلال الاحمر السورية. كما اتخذت الحكومة الروسية قرارا بتخصيص منحة قدرها مليون فرانك سويسري لتلبية حاجات اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وقال بوغدانوف: "مهمتنا الثالثة هي بدء الحوار الوطني السوري باسرع وقت بين الحكومة وكل فرق المعارضة دون شروط مسبقة واستباق النتائج. ويجب ان يجري الحوار الوطني بموازاة الاصلاحات التي اعلنتها الحكومة السورية.
ولفت الدبلوماسي الروسي الانتباه الى ان الاستفتاء العام الذي جرى في موضوع الدستور السوري الجديد يعتبر خطوة هامة كانت موسكو منذ زمن تدعو  دمشق الى اتخاذها . وقال:" لقد بينت نتائج الاستفتاء ان القيادة في دمشق تحظى بدعم حقيقي من قبل السكان. لذلك لا يستطيع اي فريق معارض ان يحتكر حق التكلم باسم الشعب السوري او يكون ممثلا شرعيا له".
وشدد المسؤول الروسي على ان روسيا لن تعطى الضوء الاخضر للتدخل الخارجي في سورية. وستنطلق من هذا الموقف في مجلس الامن الدولي.
وأكد قائلا: "لن نسمح  بجعل مثل هذه الاعمال تكتسب الشرعية بواسطة قرارات صادرة عن مجلس الامن الدولي" مضيفا ان عواقب التدخل الخارجي ستكون صعبة للغاية.
واشار بوغدانوف الى ان موقف روسيا في مجلس الامن الدولي سيتوقف على مدى تقدم بعثة كوفي عنان. وقال: "فيما يتعلق بالعمل اللاحق في مجلس الامن الدولي فسيتوقف الكثير من الامورعلى مدى تقدم هذه البعثة". واضاف انه ينتظر نتائج اقامة الجسر التلفزيوني لكوفي عنان مع الاعضاء في مجلس الامن الدولي حيث سيتبادل معهم انطباعاته عن زيارتيه لدمشق واسطنبول./انتهى/