تاريخ النشر: ٢٤ فبراير ٢٠٠٥ - ١٤:٢٨

التقى الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الاربعاء في اطار جولته الاوروبية مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر.

وحاول بوش في هذا اللقاء ان يحصل على تأييد المستشار الالماني فيما يخص السياسات الخارجية الامريكية ومن بينها سياسات الادارة الامريكية حيال الشرق الاوسط , وشرق وجنوب شرق آسيا.
وقد واجه بوش لدى دخوله مقر الاتحاد الاوروبي في بروكسل الذي احيط بتدابير امنية مشددة , مظاهرات مناوئة قام بها الآلاف من الاوروبيين.
ويرى المراقبون ان جولة بوش الاوروبية تتضمن بحث قضايا متعددة  واولها محاولته تجسير الهوة العميقة بين ضفتي الاطلسي.
ومن اهم المواضيع التي بحثها بوش مع زعماء البلدان الستة والعشرين الاعضاء في الاتحاد الاوروبي هي مستقبل العلاقات بين ضفتي الاطلسي والديمقراطية في المنطقة وقضايا افغانستان والعراق ومحاولة المانيا الانضمام الى الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي , وقرار اوروبا الغاء حظر بيع الاسلحة الى الصين , والنشاطات النووية السلمية الايرانية , ومعارضة امريكا التوقيع على معاهدة كيوتو بشأن التغييرات المناخية.
ومع ان بوش سعى الى تغيير مواقفه السابقة تجاه الاتحاد الاوروبي , ولكن الخلافات بين هذا الاتحاد وامريكا عميقة الى درجة انه لا يمكن التوصل الى رؤية مشتركة بين واشنطن واوروبا في الظروف الراهنة على الاقل.
وقد تصاعدت هذه الخلافات حين وصف وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد في عام 2003 وبعد معارضة فرنسا والمانيا لاحتلال العراق , القارة الاوروبية بانها قارة هرمة وعديمة الفائدة.
وقد اثارت تصريحات رامسفيلد المسيئة انزعاج زعيمي اهم دولتين اوروبيتين وهما المانيا وفرنسا اللتين تنتهجان سياسة اكثر استقلالية نسبيا تجاه الولايات المتحدة. 
ومن جهة اخرى فان العلاقات التقليدية القائمة بين الدول الاوروبية وخاصة فرنسا والمانيا مع الدول الاسلامية في الشرق الاوسط وتباين مواقف هاتين الدولتين مع سياسة المحافظين الجدد في امريكا تجاه منطقة الشرق الاوسط الحساسة والمتأزمة , ستحول دون ذوبان الجليد الموجود في العلاقات بين اوروبا وامريكا.
وحاول بوش ايضا خلال جولته الاوروبية تبديل الاجواء السياسية السائدة في المحادثات بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والاتحاد الاوروبي الى اجواء امنية وعسكرية ومثيرة للريبة.
فالرئيس الامريكي لم يتمكن خلال محادثاته المكثفة مع قادة الاتحاد الاوروبي من تغيير هذا الجو المتسم بالتفاهم لان العلاقات الايرانية الاوروبية دخلت مرحلة لا يمكن التأثير عليها.
وفي نفس الوقت فان روسيا اكدت على التزامها بشأن استمرار التعاون النووي مع ايران , لذلك فان لقاء الرئيسين الامريكي بوش والروسي بوتين في مدينة براتيسلافا السلوفاكية لن يكون ناجحا كما هو متوقع.
ونظرا لان زيارة الرئيس الامريكي الى القارة العجوز بالرغم من الضجة الاعلامية التي رافقتها لن تجلب للبيت الابيض اية مكاسب , فيمكن القول ان جورج بوش سيبقي في الحقيقة كالسباح المنهك في المحيط الاطلسي وامامه مسافة طويلة للوصول الى الساحل.
وفي الحقيقة فان الرئيس الامريكي لن يتمكن مطلقا من التنسيق مع سياسة اوروبا المستقلة , ولكن يجب عليه تغيير سياسته ازاء الشرق الاوسط , لان لاوروبا مصالح في المنطقة لايمكنها المخاطرة بها من خلال اتباع السياسة الامريكية./انتهى/ 
           حسن هاني زاده- خبير الشوون الدوليه بوكاله مهر للانباء