وكانت لودر مسرحا لمعارك دامية اسفرت عن مقتل المئات خلال الاشهر الاخيرة، وقد عجزت القاعدة عن دخولها اذ واجهت مقاومة شرسة من "لجان المقاومة الشعبية"، وهي ميليشيات موالية للجيش من ابناء المنطقة الذين يعدون بشكل اساسي من انصار الحزب الاشتراكي، الا انها كانت تسيطر على المناطق المحيطة بالمدينة.
واحتفل الآلاف من سكان لودر بالانتصار على القاعدة، وكان المئات من المسلحين الموالين للجيش يلوحون برشاشات الكلاشنكوف في الهواء ويرفعون هتافات مناضهة للقاعدة ومؤيدة للجيش مثل "يا جيش يا اهلي واخواني"، بحسب شهود عيان.
وقال المتحدث باسم اللجان الشعبية، علي احمد، "اليوم حققنا انتصارا عظيما على القاعدة وطردناهم من الضواحي المحيطة بنا".
وتوعد احمد بـ"بمواصلة الزحف عليهم الى ان يتم طردهم من سائر انحاء ابين لان هؤلاء ليسوا انصار الشريعة بل انصار الموت".
وقال مصدر عسكري من اللواء 111 الذي يشارك في الحملة على القاعدة في الجنوب، "لقد تم تطهير لودر والمقاتلون لاذوا بالفرار باتجاه بلدة الوضيع والعرقوب وشقرة" وهي مناطق قريبة تحت سيطرة القاعدة.
وبحسب المصدر، انسحب مقاتلو القاعدة من جبل يسوف المطل على المدينة ومن محيط محطة الكهرباء عند المدخل الجنوبي، وكذلك انسحبوا من منطقة العين في ضواحي لودر.
وحصل الجيش في معركة لودر على دعم قوي من "لجان المقاومة الشعبية" التي قالت مصادر محلية ان عناصرها يميلون بغالبيتهم الى الحزب الاشتراكي الذي كان الحزب الحاكم سابقا في جنوب اليمن والذي يعتبر عدوا للمتطرفين الاسلاميين.
ولم تتخط ظاهرة هذه اللجان لودر لتشكل حالة تشبه حالة الصحوات في العراق، وقال المصادر المحلية "انها ظاهرة محلية خاصة بلودر التي ذاق اهلها الامرين من القاعدة".
وبعد انسحاب القاعدة من المدخل الجنوبي للودر، تم العثور على 6 جثث.
وقال مصدر عسكري في اللواء 111 "قمنا بانتشال 6 جثث، 3 جثث لمنتسبي اللواء و3 من اعضاء اللجان الشعبية".
كما اشار الى العثور "على جثتين لعناصر من القاعدة في الوادي القريب".
واكدت مصادر محلية ان الطيران اليمني شن عددا من الغارات على منطقتي شقرة والعرقوب بالقرب من زنجبار ولم تتضح حصيلة الضحايا.
ويتابع الجيش اليمني لليوم السادس حملته ضد تنظيم القاعدة في محافظة ابين الجنوبية ما اسفر عن سقوط 157 قتيلا على الاقل، وهو يبدو بحسب مصادر امنية ودبلوماسية موحدا ومصمما على الانتصار.
وتهدف الحملة التي يشنها الجيش الى اخراج مقاتلي القاعدة خصوصا من مدينتي زنجبار وجعار ومن باقي المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في ابين.
وقال مصدر عسكري ميداني "ان الهجوم سيتركز الآن على زنجبار" التي سيطرت عليها القاعدة نهاية ايار/مايو 2011، "اضافة الى جعار وشقرة" التي تحتضن عددا من القيادات الميدانية للتنظيم.
وذكر المصدر ان "هذه المناطق وأبين بشكل عام تتمتع باهمية كبرى لانها على مشارف عدن". وكان حضور القاعدة في زنجبار على بعد 50 كيلومترا من عدن يهدد كبرى مدن جنوب اليمن.
الا ان مراقبين يؤكدون بان القاعدة الخلفية الاهم للتنظيم في اليمن هي مدينة عزان في محافظة شبوة الجنوبية المعزولة نسبيا، فهذه المدينة التي اعلن فيها التنظيم "امارة اسلامية" تستفيد من العزلة الجغرافية ومن تغطية قبلية لاجراء التدريبات لعناصرها وعمليات التجنيد.
وقال المصدر العسكري ان "ام المعارك في النهاية ستكون عزان وشبوة، لكن في المرحلة الحالية التركيز هو على تطهير أبين"./انتهى/
تاريخ النشر: ١٧ مايو ٢٠١٢ - ١٥:٥١
حقق الجيش اليمني الخميس تقدما في معركته على القاعدة في محافظة ابين الجنوبية اذ اعلن تطهير منطقة لودر، فيما يركز هجماته على زنجبار وجعار وشقرة.