تسرب الاشعة الخطرة الناجمة عن المراجل الحرارية لتخصيب اليورانيوم بمفاعل ديمونا النووي الاسرائيلي في صحراء النقب ينذر بوقوع كارثة بشرية سوف تقضي على الشرق الاوسط برمتها.

وكارثة انفجار ديمونا المحتملة جدا  قد لا تقارن باي كارثة اخرى في العالم مما جعلت علماء الذرة و البيئة يخشون من القضاء على اكثر من عشرين مليون انسان في المنطقة في حال وقوع هذا الانفجار.
وقد نشرت مجلة "جينز انتلجنس ريفيو" اللندنية المتخصصة في المسائل الدفاعية ان مفاعل ديمونا الذي اصبح قديما حيث يعود انشاؤه الى ما قبل اربعين عاما قد تآكلت جدرانه العازلة كما ان اساساته قد تتشقق  وتنهار بسبب قدمها , وحدوث زلازل في مناطق النقب وغور الاردن مما ادى الى تسرب مواد خطرة نتيجة الاشعاعات النووية.
واستنادا الى آراء خبراء البيئة فان تاثيرات المواد النيوترونية لمفاعل ديمونا لاتقضي فقط على اي كائن حي في المناطق المحيطة بالمفاعل بل ان ذراتها ستبقى معلقة في الهواء لمدة ثلاثين عاما.
وكان عمليات انشاء مفاعل ديمونا قد بدأت منذ عام الف وتسعمائة وثلاثة وخمسين في زمن رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق ديفيد بن غوريون بمساعدة من فرنسا وامريكا , وتم تشغيلها في ديسمبر عام الف وتسعمائة وثلاثة وستين.
ان هدف اسرائيل من انشاء هذا المفاعل هو انتاج الاسلحة النووية المدمرة حيث تم انتاج اكثر من مائتين وخمسين رأسا نوويا في مفاعل ديمونا وسائر المفاعلات النووية الخمسة التي انشئتها اسرائيل لاغراض عسكرية.
وقد استطاعت اسرائيل خلال الاربعين عاما الماضية من انتاج اكثر من الف واربعمائة طن من اليوارنيوم الخام بكثافة عالية بالرغم ضعف اجراءات السلامة الامنية والاخطار الناجمة عن تسرب فقاعات غازية من البلوتونيوم والنيوترون , وهذه الكمية من اليورانيوم تكفي لانتاج اكثر من اربعمائة  صاروخ نووي بامكانه القضاء على ثلثي العالم.
والخطر الآخر الذي يحدق بالشرق الاوسط هو وجود النفايات النووية الاسرائيلية حيث يدفن الكيان الصهيوني عادة قسما من هذه النفايات في البحر المتوسط والبحر الاحمر عبر استخدامه غواصاته البحرية.
وتنتج اسرائيل سنويا  اثنين وثلاثين طنا من النفايات النووية حيث يتم دفن القسم الاكبر منها على امتداد صحراء النقب بالقرب من الاراضي المصرية.
ان دفن النفايات النووية الاسرائيلية ادت الى اصابة العديد من سكان صحراء النقب والقبائل الرحل المصرية التي تتنقل في هذه المنطقة , بامراض تنفسية حادة وانواع السرطان.
ويشير تقرير بثته القناة الثانية بالتلفزيون الاسرائيلي الى ان العشرات من العاملين في مفاعل ديمونا قد لاقوا حتفهم نتيجة اصابتهم بالامراض السرطانية.
وقد رفعت عوائل هؤلاء الضحايا مؤخرا شكاوي الى المحكمة الاسرائيلية العليا لكن الكيان الصهيوني اعتبر هذه الشكاوي غير قانونية من اجل التهرب من دفع التعويضات.
وعلى اي حال فمنذ عام الفين وثلاثة ولحد الآن تقدمت الدول العربية الى الامم المتحدة بمشروع تطالب فيه باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية على نشاطات مفاعل ديمونا النووي ولكن امريكا كانت تعارض هذا المشروع دوما.
والآن وقد دخل مفاعل ديمونا في مرحلة خطيرة جدا قد تتسبب في كارثة بالمنطقة والعالم , فان الاهتمام الجاد بهذه المسالة الحيوية يعتبر امرا ضروريا للغاية.
وطبقا لتوقعات الخبراء فانه في حالة تعرض مفاعل ديمونا الى حادث فان ثلاثة ملايين شخص سيتوفون كحد ادنى في فلسطين المحتلة والدول المحيطة مثل الاردن ومصر وسوريا ولبنان اضافة الى اصابة سبعة عشر مليون آخرين بشكل غير مباشر تحت تاثير الاشعاعات الناجمة عن تسرب غازات النيوترون واليورانيوم والبلوتونيوم.
ومن هذا المنطلق يتعين على بلدان الشرق الاوسط ان تطلع شعوب المنطقة على المخاطر التي ستخلفها الكارثة المحتملة في مفاعل ديمونا , عن طريق تاسيس منظمة مشتركة وتشكيل لجان تخصصية , علاوة على اتخاذ آليات مناسبة لمواجهة الاخطار الناجمة عن انفجار هذا المفاعل.
وفي غير تلك الحالة فان العالم سيشهد في المستقبل غير البعيد "تشرنوبيل" اخرى قد تطال نتائجها الخطيرة عدة اجيال من شعوب المنطقة.
            حسن هاني زاده – خبير الشؤون الدولية بوكالة مهر للانباء