قال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله ان الدولة اللبنانية هي المسؤولة عن مصير المخطوفين اللبنانيين واطلاق سراحهم، ونحن جميعا نساعد الدولة، ولكن هذه مسؤولية الدولة، وبالفعل الدولة تعمل بجد للوصول الى خاتمة طيبة

واضاف الأمين العام لحزب الله عصر امس الجمعة في الذكرى السنوية ال23 لرحيل الإمام الخميني (قده) في قصر الأونيسكو بيروت،واستهل كلامه قائلا قبل الدخول الى ساحة الإمام الخميني(قده) وذكراه، تحضرنا ذكرى النكسة في 5 حزيران/يونيو 1960 وذكرى إجتياح لبنان في 6 حزيران/يونيو التي سمّوها حرب لبنان الاولى واطلقوا على حرب تموز حرب لبنان الثانية، وكل ما حصل من الآلام والمعاناة والايجابيات يجب إستخلاص العبر منها لأن المعركة لم تنته ولأن فلسطين لا تزال تحت الاحتلال ولأن شعبا بكامله ما زال مشرداً ومعذباً وهناك الآلاف من الأسرى في السجون والالاف او المئات من الشهداء ما زالوا في المقابر.
وأشار إلى أن مشهد النعوش الفلسطينية العائدة تدل على وحشية العدو الذي يحتجز أجساد الشهداء.
ولفت السيد نصر الله إلى أنه"نستحضر في هذه المناسبة رفات بقية اللبنانيين الذين ما زالوا في الأرقام، وقضية المخطوفين اللبنانيين، وقضية بقية أرضنا المحتلة، والمسؤولية الملقاة على الدولة والشعب وعاتقنا جميعا لاسترجاع الارض.
ورأى السيد نصرالله  أن "الامام الخميني(قده) فقيه كبير وفيلسوف عظيم، وعارف، ومفكر إسلامي مبدع ومجدد، وله مواصفات ذاتية كثيرة، وله مواصفات لما أحدثه في تاريخ الأمة وما أسسه للمستقبل
وأضاف "الإمام هو قائد الثورة الاسلامية الشعبية الجماهيرية التي انطلقت في ايران وأدت الى إسقاط نظام الشاه الطاغوتي الذي كان الشرطي للأميركي، وهو مؤسس الجمهورية الاسلامية في إيران
وتابع قائلا"الإمام وقف يخطب ويدعو الناس إلى الوعي واليقظة، وتحرك معه تلامذته وطلابه، وهو قائد الثورة الذي تحمل تبعاتها من تهديد واعتقال ومداهمة بيته حتى كاد أن ينفذ فيه حكم الإعدام الى النفي واستشهاد نجله وهو لم يخف أن يركب الطائرة من باريس الى إيران مع ان احتمال اسقاطها كان كبيرا، وهو اوصل الثورة الى انجاز الانتصار،وسوف يأتي اليوم الذي يتضح فيه أهمية الدور التأسيسي للدورالخميني في كل التحولات الكبرى التي حصلت في منطقتنا، وفي الثورات التي انطلقت ولو بعد عقود
ولفت سماحته إلى أن الصفة الثانية للإمام هي أنه"مؤسس الجمهورية الاسلامية" وكلنا يعرف أن الهدم أسهل من البناء، وكثيرون ممكن أن ينجحوا في الهدم ولا ينجحون في البناء، وهذا كان الإنجاز الأعظم والأخطر، وهذا الاستحقاق هو الذي تواجهه الآن العديد من الدول العربية التي انجزت ثورتها بالكامل، فيمكن أن تسقط نظاما لكن هل تستطيع أن تبني دولة؟
وأوضح امين عام حزب الله  إلى أن "الإمام ينتمي إلى خلفية عقائدية في بناء الدولة، وفي الفكر الاسلامي مسألة وجود دولة ونظام سياسي وحكومة حاكمة، بمعنى الحكم
وأضاف سماحته"شكل النظام يحتاج إلى إستدلال وإستفاضة ونقاش، لكن الحجة الى قيام دولة لتدير الشؤون العامة هو أمر فكري وبديهي، ولذلك بمجرد انتصار الثورة في ايران، في اللحظة الاولى بدأت عملية بناء الدولة، والامام كان جاهزا، وناقشوا كثيرا هذه الافكار، والحكمة والإتقان بدأت من اللحظة الاولى، ومن خلال العمل على بناء مؤسسات الدولة، تم الحفاظ على الجيش وإدارات الدولة، والاملاك العامة، طبعا هربت الطبقة السياسية، والامام دعا الى اعادة الوثائق والسلاح من المصادرات، وصولا الى البدء بوضع المداميك الاساسية لبناء دولة لذلك دعا الامام الى انتخاب مجلس خبراء لوضع الدستور الذي كان ضم علماء ونخب قانونية وفكرية وأساتذة جامعات وإقتصاديين ثم دعا الى تشكيل مجلس وزراء، وأعد مسودة دستورعرضه الامام على الاستفتاء، وعلى ضوء الدستور الذي وافق عليه الشعب كان انتخاب اول رئيس للجمهورية، وذلك كله في اقل من عام
وفي القضية الفلسطينية إعتبر السيد نصر الله أن "الإمام الخميني(قده) كان اهتمامه بفلسطين والقدس منذ انطلاقتها، فلم تبدّل التحديات العالمية حرفا في موقفه، ومسألة فلسطين هي مسألة عقائدية وليست موضوعاً لا للمساومة ولا للتفتيت، والإمام كان الداعية الدائم للوحدة والتكامل بين المسلمين وبين المستضعفين أيضا، وكان يتحدث عن الجامع الإبراهيمي بين الديانات السماوية واتباع الديانات السماوية".
وأضاف أن "الإمام شنّت عليه وعلى شعبه حرب لسنوات من قبل صدام حسين بدعم اميركي وغربي ودولي، والقليل من الدول ومنها سورية وقفت الى جانبه".
وتابع "رغم كل ما فعله صدام حسين بالإمام،فإنه لم يتراجع خطوة في فكر التقريب بين المسلمين والمستضعفين لان هذه المسألة بالنسبة له مسألة عقائدية، ولو شخص غيره  كان بحث عن مصلحته، كما فعلت تركيا الاتاتوركية التي يممت وجهها تجاه الغرب، لكن الإمام لم يفعل ذلك
وعن الوضع اللبناني قال نصرالله"كما هو التحدي أمام الشعوب العربية وكما هو التحدي في سورية الإصلاح، نحن أيضا في لبنان امام هذا التحدي، وما زال الخطاب السياسي لدى الجميع هو ذاته إننا نريد الدولة والعبور الى الدولة، مما يعني اننا لم نبني دولة بعد
وأضاف سماحته"كل القيادات السياسية مشغولة بالتطورات وبالاحداث، ونحن كلنا مياومين،اذا نزلنا على الشارع لنسأل الناس عن الأولويات، فسنرى أن الأولويات هي الأمن والسلم الأهلي، وهذا نتيجة الأحداث في سورية وتطورات المنطقة وتراخي مؤسسات الدولة في التعاطي مع الشأن الأمني".
وتابع السيد نصر الله "قلنا دائما إن الأولوية هي الحفاظ على الأستقرار، وأيضا الوضع المعيشي للناس أولوية
وأردف سماحته بالقول" الأمن ضاغط بكل المناطق، وبعض وسائل الاعلام والجهات السياسية تضخم بعض الاحداث السياسية".
وأضاف" أي حزب وأي تنظيم لبناني يستطيع أن يحمي إحتفالاته وقياداته لكنه لا يستطيع حماية مجتمعه لأنه لا يمكل كل العناصر، وهذا عمل الدولة، ونحن نريد دولة فاعلة، وتولي الاحزاب لمسؤوليات امنية ذاتية، تحقق خلاف الهدف، وتأخذنا الى حرب أهلية وحرب عشائر
وفي قضية المخطوفين اللبنانيين اعتبرالسيد حسن نصرالله أنه"منذ اللحظة الاولى التزمنا على نقطة معينة، ودعونا الاهالي وكل المحبين الى ضبط النفس والهدوء والصبر، وقلنا إن هؤلاء المخطوفين، مواطنون لبنانيون، وبالتالي الدولة اللبنانية مسؤولة عن إعادتهم واطلاق سراحهم، ونحن جميعا نساعد الدولة، ولكن هذه مسؤولية الدولة، وبالفعل الدولة تعمل بجد للوصول الى خاتمة طيبة
وأضاف" في الأيام الماضية حصلت ملابسات لا مصلحة في التعليق عليها من أجل المخطوفين، ويمكن التعليق لاحقا، وفي ظل مساعي المسؤولين اللبنانيين، فإن الطرف المعني بالتفاوض والتواصل هي الدولة والحكومة.
وتابع سماحته" يجب أن نشيدّ بصبر الاهالي والحس العالي من المسؤولية لديهم  وادعو الى مواصلة الهدوء وضبط النفس والصبر، وإعطاء الدولة الوقت لتتابع الموضوع وتصل الى النتيجة
وتوجه سماحته للخاطفين بالقول" قلتم إن لا مشكلة مع طائفة وعليكم أن تثبتوا ذلك، وهؤلاء زوار يجب ان يعودوا الى أهلهم، واذا لديكم مشكلة معي هناك اساليب وطرق للتعاطي، تريدون بالسلم بالسلم، بالحرب بالحرب،وبالحب نحلّ بالحب،أما ان تأخذوا الابرياء فهذا ظلم يجب الانتهاء منه
واعتبر سماحته انه" لدينا موقف في الشأن السوري ونحن ندعو الى الحفاظ على وحدة سورية وقلبنا يحترق على سورية كما هو حال اي سوري، وقد نختلف مع الاخرين في قراءة ما يجري ، وهذا ما حقنا".
وختم سماحته بالقول"ارجو من الله ان يمنّ على الأبرياء المخطوفين ان يعودوا سالمين، وأن يمنّ علينا بالصبر والحكمة/انتهي