تاريخ النشر: ٢٣ يوليو ٢٠١٢ - ١٦:٢٨

ورأى لاريجاني ان عدم تطور العلاقات مع الدول العربية بعد حدوث الثورات فيها امر طبيعي لان هذه الدول لاتزال في مرحلة تطوير ثوراتها، وهي في الواقع لديها بعض الملاحظات والاعتبارات التكتيكية ويجب درك هذا الموضوع.

وأوضح لاريجاني في مقابلته مع قناة العالم الاخبارية : نظرتنا الى الجغرافيا الاسلامية استراتيجية، ولا نبحث عن امور تكتيكية، نحن نعتقد انه بعد مضي 30 عاما على الثورة الاسلامية فان دول الصحوة الاسلامية تكرر نفس النضال الذي خضناه نحن ضد الديكتاتورية، ونفس النفور الذي كان لدينا باتجاه الشاه الاداة الديكتاتورية العميلة لاميركا، اليوم نرى نفس الحقد والكراهية في صدور الشباب المصري اتجاه حسني مبارك ونفس الامر بالنسبة للشباب التونسي.
وأضاف: هناك بعض الدول بمقتضى بعض الاعتبارات قد تتخذ مواقف تجاه ايران فربما هناك وعود بالحصول على بعض المساعدات من دول أخرى لكننا نرى ان مثل تلك المشكلات التكتيكية ستحل قريبا وستكون ظروف التحالف الاستراتيجي متوفرة.
وأشار رئيس مجلس الشورى الى النقاط المشتركة مع مصر موضحا ان ارتباط ايران ومصر سيعود بالنفع على مصر أكثر من ايران لان المصريين يحتاجون الى مساعدات كثيرة ثقافية علمية اقتصادية واجتماعية وسيكون هذا لنفع العالم الاسلامي.
وأكد ان الابواب السياسية والدبلوماسية الايرانية مفتوحة بوجه مصر ولكن هناك بعض المشاكل لان رموز النظام السابق تحاول وضع بعض العقبات، مشيرا الى انه لايجب الاستعجال ويجب تفهم ظروف تلك الدول.
ونوه لاريجاني الى ان قضية البحرين قد أثرت على علاقات الجمهورية الاسلامية مع الرياض، مشددا على ان ايران تحترم ارض الحجاز لقدسيتها ولوجود مكة والمدينة وخاصة وأنهما مركزان تهفو لهما قلوب كل المسلمين.
وأضاف: نحن نعير الاهمية لعلاقاتنا مع السعودية وفي نفس الوقت نعتقد انه يجب ان تكون هناك اصلاحات هناك لأن الناس في الحجاز والشرقية ونجد يطالبون بالاصلاحات، ونحن ندعم الحراك من منطلق دعم الديمقراطية ولاعلاقة للموضوع بالشيعة والسنة.
وأوضح: الاهالي في نجد والحجاز لديهم حراك ومطالبات بالديمقراطية وهم من اهل السنة ونحن أيضا ندعم مطالبهم المحقة، لانه على الحكومات ان تلبي رغبات شعبها.
وقال لاريجاني: نحن نعتقد ان العلاقات بين السعودية وايران يجب ان تكون ايجابية دائما لان هذه الارض هي ارض مقدسة ولايجب ان تتأثر العلاقات بسبب الاختلافات في وجهات النظر بين الطرفين.
وأضاف: ان كان هناك تباين في المواقف بين الدولتين فهذا لايمنع من توطيد العلاقات ونحن نشهد نفس هذه التجربة في العلاقات مع تركيا ودول أخرى، ونحن نؤكد على أن ذلك يجب الا يكون سببا لتوتير وتعكير صفو العلاقات بين الدول.
واردف قائلا: أما فيما يتعلق بالبحرين نحن كبقية الدول نقول إنه يجب أن تتحقق الإصلاحات الديمقراطية هناك كما نطالب بها في سوريا، لكن طالما ان السلطة هناك تريد حل الامور بلغة القوة بدل الاصغاء فستواجه المشاكل.
وتابع: منذ أكثر من سنة أحتلت أرض البحرين من قبل جنود يخربون المساجد والحسينيات، فهل حلت القضية؟ كلا!، وعلى أي حال فنحن لن نألوا جهدا في المساعدة ولكن بشرط أن يوافقوا.
وأوضح: نحن لم نعرض المساعدة على الحكومة البحرينية بصورة رسمية، ولكن عبرنا عن هذا الموقف من المنطلق الذي نؤمن به، نحن نقول إنه يجب أن يحل الأمن والهدوء والإستقرار في البحرين، وأن تكون جميع الطوائف والقوميات هناك من سنة وشيعة تعيش في ظل دولة ديمقراطية.
وتابع: نحن ليست لدينا أطماع خاصة لا بالبحرين ولا في مكان آخر، وما هو مهم بالنسبة لنا أن تكون هناك حكومات متجذرة في إطار الديمقراطية، لم تعد الآن القوة والأموال نافعة لشراء الذمم والسيطرة على الشعوب وهذه العقلية قد زالت منذ زمن بعيد.
وأشار الى انه في حال كانت العلاقات بين إيران والسعودية متوطدة أكثر فإن ذلك سيساهم في تعديل الأمور في المنطقة، والمنطق الإيراني يقوم على أساس أن يكون هناك تعاون وثيق مع الجيران ومع الدول الإسلامية المهمة سواء الواقعة في الخليج الفارسي أو مع الدول التي تقع شمال وشرق وغرب إيران.
وأوضح: نحن جربنا فترة من العلاقات الوطيدة مع السعودية، لكن علاقاتنا اليوم تمر ببعض المنعطفات ونحن نعتقد أنه بالإضافة الى إمكانية أن تكون آراءنا متباينة في بعض الأمور، لكن هناك قضايا بين كل المسلمين يمكنها أن تشكل قواسم مشتركة للعمل المشترك بين إيران والسعودية.
وحول الموضوع النووي قال لاريجاني: حقيقة إن مصير الملف النووي الإيراني والحوار والمحادثات بشقيها التقني والسياسي أمران مختلفان، في السابق كان لايران تجربة متقدمة مع وكالة الطاقة الذرية تعرضت أحيانا لبعض العقبات، والآن الامور في مرحلة الحسم.
وأشار الى انه من خلال المحادثات بين ايران ومجموعة 5+1 في اسطنبول وفي بغداد وموسكوأدرك الجانبان جيدا بعض الحقائق، منها انه ربما يريد الغربييون أن يوجهوا ضغطا على إيران من خلال الحظر ويتوقعون أن تتراجع إيران ولكن هذا يغيظ الشعب الإيراني.
ونوه الى ان هذا ليس بلغة للتخاطب والتحاور لكن الغربيين تعودوا على إستخدام هذه اللغة، أي أنهم يمارسون الضغط ثم بعد ذلك يقولون نحن نتفاوض، إذا كانت لديهم نية صادقة لحل هذه القضية فيجب أن تكون هناك مشاريع وخطط واضحة، أما إذا كانوا يتصورون أنه من خلال ممارسة ضغط إقتصادي على إيران فسيجبروها على التراجع عن حقوقها النووية فيجب أن نتريث حتى تنفذ كل أوراقهم الضاغطة.
وأوضح : ان المطالبة بوقف تخصيب اليورانيوم امر مرفوض، وليس هناك أحد أو تيار سياسي في إيران يوافق على هذا الأمر، هناك إجماع ووفاق وطني حول الحقوق النووية المسلمة لايران، حتى مع استمرار الضغوط.
وأضاف: المشكلة أنهم لا يأتون ويتحدثون بصدق، إيران تسألهم عن كيفية العمل وهم يقبلون بالتفاوض وعندما نتحدث وفق المعطيات يذهبون وراء المخادعة والمراوغة، على أي حال إن ما يطلبونه يجبر الشعب الإيراني على المزيد من الصمود ضد كل المؤامرات التي تستهدف البرنامج النووي الوطني.
وشدد على ان الغربيين لن يتمكنوا من الحيلولة دون تصدير النفط الإيراني، وانهم ربما يتساومون مع البعض ليقاطعوا شراء النفط الإيراني.
وأضاف: ولا أعتقد أنهم سيلقون بأنفسهم الى التهلكة من خلال إتخاذ مثل هذا الإجراء، إذا أننا يجب أن لا نسعى وراء إحتمالات غير متوقعة، انهم لا يسعون وراء خيار عسكري ضد إيران لأن ذلك سوف يكلفهم كثيرا، ولكنهم يسعون وراء ممارسة المزيد من الضغط على الإقتصاد الإيراني ونحن ندرك ذلك ونبحث عن السبل للمواجهة.
وقال لاريجاني: على الغربيين أن يعلموا أنهم يجب أن لا يجبروا إيران على أن تسلك مسالك لا عودة منها لأنها ستجعلهم يندمون ويجب أن يعوا هذه الحقيقة ، ونعتقد أن الغربيين يدفعون ثمنا كبيرا من خلال هذه المماطلة في المباحثات بشأن الملف النووي./انتهى/