وأضاف السيد حسن نصرالله خلال حفل التخرج السنوي الثالث لأبناء شهداء المقاومة الإسلامية تحت عنوان جيل الشهيد علي أحمد عنيسي "إن من يدير الحرب الناعمة ذهب ليبحث عن سر القوة لدينا لذلك هم يعلمون انهم عاجزون عن اجتياح ارضنا لذلك ذهبوا ليجتاحوا عقولنا وافكارنا وثقافتنا كي لا يكون عندنا رجال كعلي واحمد عنيسي".
وتابع "اليوم نسمع كيف ان الاعداء ينبهون من وصول الاسلحة الكيماوية وغيرها الى حزب الله لماذا؟ هل لان القضية لها علاقة بالعتاد؟"
وقال السيد نصر الله إنهم"يخافون من منظومتنا الفكرية ولذلك هم يعملون للقضاء على هذه المنظومة لانه اذا ذهبت قيمنا فلا نفع بعد ذلك لا بسلاح ولا بالعتاد".
وأشار إلى أن هناك وسائل إعلام وفضائيات تعمل للاستخفاف وتشويه قيم المقاومة والشهادة وكل قيمنا فقط للقضاء على منظومتنا الفكرية والمقدسات التي نؤمن بها".
ورأى أن المطلوب اليوم هو ان نشتم على الفضائيات وكذلك يعملون للدخول الى بيئتنا لافقار مجتمعاتنا كي تبقى شعوبنا تعمل فقط للوصول الى لقمة عيشها فقط،كذلك هم يعملون لنشر المخدرات والافلاح الإباحية للقضاء على قيمنا لانه اذا وجد والد يريد ان يقاتل العدو لا يجد ابنه معه كما حصل مع علي واحمد عنيسي"،معتبرا أن أن"لبنان الآن رغم كل ما يحصل فيه هو آمن اكثر من واشنطن ونيويورك".
ولفت سماحته إلى أننا نحتاج الى مقاومة من نوع آخر مقاومة فكرية ثقافية للحفاظ على قيمنا وايماننا لانه سبب قوتنا وانتصارنا.
وأضاف السيد نصر الله "لعل ميزة كربلاء في التاريخ انها خلال ساعات قليلة تكثف هذه المشاهد حول الشهادة كمثال شهادة الاب والابن او الاخ واخيه او عدة اخوة يسشتهدون في وقت واحد".
وتابع"اتباع الانبياء كانوا جميعهم هكذا يندفعون الى الشهادة"،وأردف قائلا"السؤال حول هذا الاصرار الكبير بالتوجه الى الشهادة يكبر ويطرح اكثر في مثل مجتمعنا حيث تزداد العلاقات الاسرية ترابطا؟ وأشار سماحته إلى أنه بين ايدينا في هذا الحفل نوع من العائلات الذين قدّموا كل فلذات اكبادهم في هذا الطريق وهنا يطرح السؤال لماذا الاخ بعد الاخ يلتحق بقافلة الشهداء؟ ما سر ذلك؟
وأضاف"عندما نعود الى عائلة الشهيد علي احمد عنيسي نتحدث عن اجيال في المقاومة تقاتل كتفا الى كتف ويستشهدون في نفس الزمان والمكان ولا نتحدث توارث الشهادة فيما بينهم".
ولفت سماحته إلى أنه في هذا اليوم نستذكر هؤلاء الشهداء الاباء ونستذكر انطلاقة المقاومة حيث كنا قلّة قليلة غريبة ومتهمة بالجنون.
وتابع"هنا نسأل لماذا اختار هؤلاء الشهداء ورفاقهم هذا الطريق؟ بكل بساطة نجيب انه الايمان بالله ورسله وبوعده وباليوم الآخر وبالكرامة الالهية وايضا بالوعد الاخر في شقه الدنيوي ان الجهاد والشهادة طريق عز والافتخار".
وأردف سماحته بالقول"هؤلاء الشهداء عرفوا ان تكليفهم هو ان يقاتلوا العدو الاسرائيلي الذي احتل الارض واعتدى على الأهل وقد اقبلوا على أداء هذا التكليف بصدق واخلاص وحماس ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
وأكد السيد نصر الله أن"هذه الثقافة التي تربى عليها هؤلاء الشهداء كانت هي نفسها ثقافة عوائل الشهداء ولا زالت".
وتابع"هذا الرضى لعوائل الشهداء يأتي من الايمان بالله وبالرضى بقضاء الله وهنا يكمن سر المقاومة الاسلامية وجوهرها وحقيقتها".
ولفت السيد نصر الله إلى أنه اليوم هناك من يحلل ويقول إن"حزب الله في مأزق او وضعه حرج وانا اقول ان هؤلاء يفكرون على اساس احوالهم هم وتفكيرهم هم لان المقاومة منذ 30 عاما كانت تواجه الصعوبات وحرب تموز كانت خير دليل،خلال حرب تموز 2006 البعض افترض ان المقاومة تلفظ انفاسها الاخيرة بينما هي كانت تتحدث عن انتصار".
وأضاف سماحته" اقول لكل الذين يواصلون الطريق ولكل الذين يعنيهم ما يجري لهم إن الايمان بالله يعطينا القدرة على الصبر والثبات ايا تكن التضحيات
وأشار امين عام حزب الله إلى أن"الإيمان بالله هو الذي يعطينا القدرة على التضحية حتى ولو بكل عزيز هذا الايمان هو الذي يعطينا الامل بالفوز والنصر ولو كثر العدو وقلّة الناصر وهو الذي كان يعطينا وضوح الرؤية وهو الذي كان يعطينا افق الفوز في الدنيا والآخرة وهذا ما كان عليه احمد وعلي عنيسي وكل الشهداء الذين ما ارتجفوا لتهويل او لقصف الطائرات"،لافتا إلى أن"هذه القصص الواقعية التي مرّت خلال حرب تموز كقصة احمد وعلي عنيسي التي يجب ان تروى للناس وهذه هي معجزاتهم الانسانية./انتهي ".
تاريخ النشر: ٢٦ يوليو ٢٠١٢ - ٠٩:٠٦
إعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أننا اليوم"نواجه حرباً من نوع آخر تتمثل بما يسميه السيد القائد الامام الخامنئي بالحرب الناعمة وتديرها الادارة الاميركية والكيان الصهيوني مجرد مقاتل فيها".