أكد أستاذ الفكر السياسي بجامعة النجاح الفلسطينية البروفسور عبد الستار قاسم أن الجيش "الصهيوني" غير قادرعلى توجيه ضربة عسكرية ضد إيران لذلك لن يقدم على توجيه هذه الضربة دون أن تكون معه الولايات المتحدة الأمريكية .

وقال قاسم في حديث خاص لمراسل وكالة مهر للانباء في الأراضي الفلسطينية إن جيش "الكيان الصهيوني" لا يملك القدرات العسكرية الكافية لا سيما من ناحية المعدات العسكرية تؤهله لتوجيه ضربة عسكرية ضد طهران .
وأضاف الدكتور قاسم أن "إسرائيل" ينقصها المعلومات الإستخبارية الكافية عن المواقع الإيرانية النووية, وذلك بسبب أنشاء القيادة الإيرانية لعدة مواقع  للمنشئات النووية وإسرائيل لا تعرف معلومات دقيقة عنها لذلك تخشى من توجيه ضربة عسكرية لا تصيب أهدافها بدقة وتتوج بفشل ذريع.
 وأكد البروفسور قاسم ان"إسرائيل" تحسب ألف حساب لردة الفعل الإيراني من ناحية المواجهة في الأجواء الإيرانية, هم لا يعلمون هل لدى إيران قدرات جوية تمكنها من خوض معارك جوية وتمنع الطائرات "الإسرائيلية" من تنفيذ اهدفاها, وهل لدى إيران قدرات دفاع جوي تمكنها من إسقاط الطائرات المغيرة؟ هذان سؤالان لا يجدان أجوبة لدى "الإسرائيليين" والأميركيين لأن إيران تحيط قدراتها العسكرية بنوع من السرية,  وما دامت الإجابة عائمة أو غامضة أو غير معروفة فمعنى ذلك أن الهجوم يحتوي على مغامرة كبيرة.
وهذا الأمر يربك صناع القرار في "إسرائيل" وهو ضمن العقبات التي تواجه قرار "الكيان الصهيوني" بهذا الشأن.
وأكد قاسم أن توجيه ضربة عسكرية ضد المفاعلات النووية الإيرانية وارد في ظل التسريبات لا سيما بعد فشل العقوبات الاقتصادية ضد طهران بالتأثير على عمل البرنامج النووي وأصبح الغرب وأمريكا لا خيار لديها سوى توجيه ضربة عسكرية لطهران , إلا أن  هذه الضربة ستفشل في القضاء على برنامج إيران النووي والمشاركين بهذه المهمة مدركين بأنها ستكون فاشلة سلفا إلا أنهم سيغامرون بها , لذلك على إيران أن تكون يقظة لهذا الأمر.
وعن ما بعد توجيه مثل هذه الضربة قال قاسم أن السيناريو  المتوقع  لما بعد ذلك هو أن تستوعب إيران هذه الضربة وترد بقوة وحزم وهذا سيسفرعن تغير وجه المنطقة ككل , وحينها ستفقد  "إسرائيل" هيبتها وستهزم مرة أخرى وستشهد المنطقة ترتيب جديد تكون الولايات المتحدة خارجة ستقوده إيران .
واضاف قاسم في سياق حديثه لوكالة مهر للانباء إن أي ضربة عسكرية  ضد إيران ستشعل حرب إقليمية في المنطقة  لا يعرف الأمريكي "والإسرائيلي" نتائجها, لذلك فان السيناريو الأقرب الآن هو أن تعمل الدول الغربية على تخفيف لهجتها وإجراءاتها ضد إيران على الرغم من استمرارها من ناحية المبدأ في تطويق إيران ومحاولة خنقها اقتصاديا،  وكذلك أن إيران ستستمر في برنامجها النووي دون تصعيد لهجتها في مواجهة الدول الغربية وإسرائيل؛ وسيستمر كل طرف بالاستعداد عسكريا ليوم موعود.
واكدالدكتور قاسم إن  تلويح ايران بإغلاق مضيق هرمز يشكل عقبة حقيقية امام دول الغرب وامريكا لتنفيذ عمل عسكري ضد ايران لان المضيق تمر من منه حوالي 35% من تجارة النفط العالمية البحرية، أو حوالي 20% من مجمل التجارة النفطية العالمية, ويتم ضخ 88 مليون برميل نفط يوميا على المستوى العالمي، منها 17 المليون من منطقة الخليج الفارسي عبر مضيق هرمز.
هذه نسبة عالية يمكن أن يشكل حجزها أو غيابها مشكلة اقتصادية كبيرة على المستوى العالمي, هذا فضلا عن أن منطقة الخليج الفارسي تحوي حوالي ثلثي احتياطي العالم من النفط./انتهي .