وافادت وكالة مهر للانباء نقلا عن موقع (الانتقاد) بأن المفتي الجعفري الممتاز، الشيخ أحمد قبلان، وصف خلال خطبة الجمعة اليوم في مسجد الإمام الحسين (ع) في برج البراجنة، الحكومة اللبنانية الحالية بأنها افضل الممكن، "لاسيما في هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ لبنان، حيث من المفترض أن نكون جميعا في موقع المسؤولية الوطنية"، معتبراً أنه "لا يجوز بعد الذي جرى ويجري في البلد من أحداث وتشنجات وانقسامات".
واضاف: "نحن بأمس الحاجة إلى كلمة عاقلة وموقف رصين يعيد الأمل إلى نفوس الناس ويحفز الجميع على أن الواجب الوطني والتاريخي والأخلاقي يحتم التلاقي والتجاوب مع مساعي رئيس الجمهورية لانعقاد طاولة الحوار فورا والبحث بشكل جدي في كل القضايا والأمور التي تنقذ لبنان من الفتن".
واردف: "علينا نحن اللبنانيين أن ندرك خطورة الاستمرار في الشحن الطائفي والنفخ في الأبواق المذهبية، فكلنا أقليات في هذا الوطن، والوطن للجميع"، داعياً الأطراف كافة إلى وقف المتاجرة والمغامرة بمصير البلد والتصرف بحكمة وواقعية وعدم القفز عاليا في المواقف التحريضية والاستفزازية التي تثير الحساسيات وتعمق الشرخ"، محذرا "الجميع وناشدهم أن يكونوا بمستوى هذه المرحلة وأن يسارعوا في العمل على تجنيب البلد من الوقوع في الفراغ المدمر، وذلك بمساندة الحكومة على تفعيل دورها وتحمل مسؤولياتها".
من جهته، استغرب السيد علي فضل الله "المواقف العربية الخجولة تجاه العدوان الصهيوني على السودان"، متمنياً أن "يظهر الموقف المصري أكثر حزما وقوة نظرا إلى أهمية هذا الموقف ورمزيته ودوره، بدلا من أن يكتفي بالاستنكار، والتذرع بأن الطائرات الصهيونية التي قصفت السودان لم تمر عبر الأجواء المصرية".
وأضاف "لا يزال المشهد في سوريا هو مشهد نزيف الدم والدمار والتفجيرات، واستنزاف قدرات الشعب السوري وإمكانات جيشه، إن هذا الواقع بات يستدعي استنفارا عربيا إسلاميا دوليا إنسانيا، للعمل سريعا على إيقاف هذا النزيف، وإنعاش دعوات الحوار والتواصل، والتلاقي على صيغة تضمن للشعب السوري تحقيق مطالبه، وإبقاء سوريا موقعا متقدما في مواجهة العدو الصهيوني ومخططات الاستكبار في المنطقة"، داعياً "الدول العربية والإسلامية، ولا سيما منظمة التعاون الإسلامي إلى تحمل المسؤولية التي حملهم إياها رسول الله، عندما قال: "من لم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم".
وفي ما يتعلّق بالوضع في لبنان، اعتبر السيد فضل الله ان "الخطاب السياسي المتشنج والمتوتر، والخطاب الذي يستثير الغرائز الطائفية والمذهبية، الخطاب غير الواقعي، لن يكون في مصلحة أحد، وبالطبع لن يكون في مصلحة الوطن"، مضيفاً "سنجد أن أبواب الحوار ستوصل إلى نتيجة، وإن لم توصل إلى نتيجة حاسمة، فإنها ستقرب البعيد وتبعد توترات القريب"، داعيا "جميع المسؤولين إلى الرحمة بهذا البلد، وعدم إدخال المقاومة في الصراع الداخلي وفي السجالات، حيث نحن أحوج إليها مع الجيش اللبناني، في الوقت الذي يتدرب العدو على كيفية الدخول إلى لبنان وإعادة الاعتبار لجيشه بعد أن أفقدته المقاومة عنفوانه".
ورأى الشيخ عفيف النابلسي "ان كل مراقب لحركة الأزمات في المنطقة، بات يعلم علم اليقين حجم التدخلات الأميركية في صناعة هذه الأزمات واستمرارها على نحو عنفي ودموي كما هي الحال في هذه الأوقات"، مضيفاً "في لبنان بات مألوفا أن يعيش اللبنانيون على وقع أزمات متتالية ولا إمكانية ولا فرصة لحلها لأنه لا يسمح أميركيا أو إسرائيليا أو عربيا أن يحل اللبنانيون أزماتهم".
وفي هذا الاطار، اعتبر النابلسي أن "الأمور باتت واضحة لكل ذي عقل، واللبنانيون عليهم أن يجتمعوا على أمنهم ومصلحتهم، لا أن ينفذوا مصالح الآخرين ويقدموها كأولوية على مصلحة بلدهم الذي هو أحوج ما يكون إلى الهدوء والاستقرار والتقدم"./انتهى/
تاريخ النشر: ٢ نوفمبر ٢٠١٢ - ١٦:٤٨
حذر خطباء الجمعة في لبنان من ترك البلد في فراغ سياسي، مؤكدين على اهمية الحوار بين مختلف الفئات.