انتقد وزير خارجية الجمهورية الاسلامية الايرانية علي اكبر صالحي المعايير المزدوجة التي تستخدمها الدول الغربية في التعامل مع احداث سوريا والبحرين.


وافادت وكالة مهر للانباء ان وزير الخارجية علي اكبر صالحي استقبل اليوم الاربعاء عددا من اعضاء الهيئة المؤسسة والمجلس المركزي للجمعية العلمية الدولية للخبراء والمحللين السياسيين.
واشار وزير الخارجية في هذا اللقاء الى الاوضاع الحساسة في منطقة الشرق الاوسط , موضحا ان الشرق الاوسط شهد خلال العامين الماضيين تطورات هامة لا تؤثر على المنطقة برمتها فحسب , وانما على العالم باسره بسبب موقعها الجغرافي.
واشار صالحي الى ان الغرب يحاول في الوقت الحاضر فرض معاييره المستمدة غالبا من ثقافته وحضارته وسياساته التي تتناقض في كثير من القضايا مع باقي الثقافات , على الآخرين.
واعتبر وزير الخارجية ان الغربيين على الدوام ليسوا اوفياء لمبادئهم , حيث يتجاهلون هذه المبادئ والسياسات عندما تكون مصالحهم مهددة , مشيرا الى ان سياسات الغرب المزدوجة فيما يتعلق بقضايا حقوق الانسان واستخدام الدول للطاقة النووية وانتفاضات شعوب المنطقة.
واستعرض صالحي نماذج من تعامل الغرب المزدوج وقال : في حين ان الغربيين كانوا يدعمون حكام بعض الانظمة السابقة مثل تونس ومصر الى آخر ايامهم , ولكن بمجرد انتصرت الشعوب , ادعوا انهم الى جانب الشعوب , هذا الادعاء هو في الحقيقة محاولة لمصادرة الثورة وتسويقها من اجل مصالحهم.
واعتبر وزير الخارجية التطورات في البحرين وسوريا نموذجين آخرين على النظرة المزدوجة للغرب , وقال : انهم /الغربيون/ يتجاهلون الاحتجاجات السلمية في البحرين , وفي سوريا عندما رأوا ان الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية الواسعة لم تحدث في العاصمة , مهدوا الارضية لارسال الاجانب وتزويدهم بالاسلحة بهدف تدمير البنى التحتية في هذا البلد , وخلافا للقوانين والمبادئ التي وضعوها بأنفسهم , يحاولون الاطاحة بالحكومة القانونية في سوريا.
وتابع قائلا : في الازمة السورية فان الدول الغربية خرقت بشكل سافر جميع القيم والقوانين التي وضعوها واستخدموها في الاعوام الماضية كأداة ضغط ضد الدول الاخرى , مثل تغيير الحكومة عبر اسلوب غير ديمقراطي , وارسال مرتزقة الى بلد مستقل ودعمهم تسليحيا , اتخاذ اجراءات معادية احادية الجانب ضد دولة عضو في الامم المتحدة , بالرغم من ان منظمة الامم المتحدة ومجلس الامن لم يصادقا على القرارات الغربية.
واكد وزير الخارجية في جانب آخر من حديثه على ضرورة البت بالمطالب الشعبية وتنفيذ الاصلاحات في سوريا , مشددا على اهمية اجراء الحوار الوطني السوري بأسرع وقت كبديل عن العنف واستخدام السلاح.
واردف صالحي قائلا : فيما يتعلق بتطورات باقي دول المنطقة لاسيما سوريا والبحرين , يجب ان نسعى من خلال التحليل الصائب للقضايا وبعيدا عن الايحاءات الغربية , الى تكريس منطق الحوار ونبذ العنف بأسرع وقت ممكن , وكذلك توعية الشعوب اكثر على التدخلات الخارجية والسياسات المزدوجة للدول الغربية ودعاياتهم الكاذبة التي تحاول التغطية على سياساتهم الاستعمارية السابقة في اطر جديدة./انتهى/