اكد خطباء الجمعة في لبنان يؤكدون على ضرورة الحوار وايجاد حل سلمي للازمة السورية ووقف حمام الدم في هذا البلد.

وافاد موقع العهد الاخباري ان المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان اكد "ضرورة وقف حمام الدم في سوريا والدخول فوراً في حوار شامل وهادئ ومتعقل ينتج حلاً وطنياً يحمي سوريا الدولة، وسوريا الشعب، من الانحدارات الخطيرة نحو نزاعات طائفية ومذهبية وإثنية تقضي على ما تبقّى من سوريا الممانعة والمقاومة"، مضيفاً "نحن مع الحوار في سوريا ومع كل وساطة ومسعى يؤدي إلى وضع حد لهذا الاستنزاف الذي يستهدفها ويحاول تقويضها وإسقاطها وشطب دورها الرائد في المنطقة، لأن الحلول العسكرية والأمنية غير مجدية ولا يمكن أن توصل إلى حلول ناجعة أو استقرار".
كما توجّه المفتي قبلان الى الزعماء العرب وبخاصة زعماء دول الخليج الفارسي الذين التقوا في المنامة، بالقول "كم كنا نتمنى أن تكون اجتماعاتكم ولقاءاتكم وتحركاتكم في خدمة الشعوب العربية ومواكبة لما يجري في دولهم من متغيرات ومساعدتهم على تجاوز ما يمرون به من محن ويتعرضون له من مؤامرات تستهدفهم وتحاول إغراقهم في مستنقعات ما يسمى بالربيع العربي".
من جهته، اعتبر السيد علي فضل الله أن "حب المال هو سبب الكثير مما يعاني منه واقعنا، وهو سبب الكثير من الفتن والخصومات والنزاعات، ولأجله عانت فلسطين، ولا تزال تعاني، حيث تستمر معاناة الشعب الفلسطيني في الداخل من خلال استمرار عمليات القتل والاعتقال، من غير أن يبالي هذا العدو بما تقوله الأمم المتحدة، إضافة إلى سياسة الاستيطان التي باتت على أشدها، في ظل التنافس بين مختلف الكتل البرلمانية الصهيونية، حيث الشعار الأساسي لكسب الأصوات في الانتخابات هي زيادة المستوطنات وتثبيتها".
وعلى صعيد الأوضاع في مصر، أكد السيد فضل الله "ضرورة تعزيز لغة الحوار والتواصل بين فئات هذا الشعب وتوحيد جهوده من أجل تأمين حاجات الشعب المصري ومتطلباته الكثيرة، ولا سيما في ظل الصعوبات الاقتصادية الكثيرة، وللنهوض بهذا البلد على مختلف المستويات والقيام بدوره الاستراتيجي على مستوى المنطقة"، مضيفاً نحن "نخشى من أن ينجر هذا البلد إلى صراعات داخلية تجعله أسير عدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، ولذلك، فإننا ندعو المعارضة إلى وعي خطورة هذا الأمر وتداعياته، كما نؤكد في الوقت نفسه على الإسلاميين في مصر، العمل على مد جسور التواصل مع كل المكونات السياسية في مصر وإزالة الهواجس التي تشعر بها".
وحول ارتفاع منسوب الخطاب المذهبي في العراق، لفت السيد فضل الله الى "أننا أمام هذا الواقع الخطير بكل تداعياته الداخلية والخارجية، ندعو الشعب العراقي إلى أن لا يقع مجددا في مهاوي الفتنة المذهبية التي اكتوى بنيرانها، والتي لن تكون لمصلحته، بل تزيد معاناته معاناة، وتسمح للمصطادين في الماء العكر، بأن يتحركوا بكل حرية".
وفيما يتعلق بالوضع في سوريا، قال السيد فضل الله "نتطلع إلى حل سياسي يخرج هذا البلد من معاناته، ويعيده إلى لعب دوره الريادي في المنطقة، ويبقيه صخرة صلبة في مواجهة الكيان الصهيوني والمخططات الاستكبارية"، داعياً السوريين جميعاً إلى أن يكون همهم هماً واحداً، وأن يكون الصوت صوتاً واحداً، هو الحفاظ على سلامة هذا البلد وأمنه واستقراره، وأن يكون ذلك هو الأساس وفوق كل الاعتبارات السياسية والذاتية وما إلى ذلك".
بدوره، أشار الشيخ عفيف النابلسي الى إنّ "المرحلة التي تعيشها المنطقة اليوم هي حقاً من أخطر وأصعب المراحل، حيث تتسع دائرة الصراع إلى كل دولة من دول المنطقة بحيث لم تبقى دولة واحدة إلاّ وتم تقسيمها وتمزيقها وإثارة الفتن فيها تحت عنوان الربيع العربي"، مضيفاً "لقد سمعتم ما صدر عن جهات علمية إسرائيلية من أنّ ما يُسمى بالربيع العربي قد حقق إنجازات استراتيجية لإسرائيل عجزت عن تحقيقها على مدار عقود".
وأشار الشيخ  النابلسي الى أن "الدولة العربية الوحيدة التي وقفت في وجه المشروع التقسيمي الخطير في المنطقة هي سوريا"، مؤكداً أن "سوريا أثبتت أنها قوية وعصيّة على الانكسار رغم الجروح البليغة التي تعرضت لها، ورغم التحديات الجسيمة من كل دول الجوار تقريباً التي يخرج منها السلاح، والمسلحون ومعظمهم من الجماعات المتطرفة التي لا تدري ما يُراد لها في مشروع هي فيه مجرّد أدوات ووسائل فقط."/انتهى/