وقال الشيخ بدر الدين حسون في مقابلة اجراها معه مراسل وكالة مهر للانباء على هامش مشاركته في مؤتمر الوحدة الاسلامية بطهران، وردا على سؤال بشأن مستقبل الازمة في سوريا، قال: هنالك تصحيح في الحكم، وإعادة لبناء سوريا بشكل جديد، هنالك نظام حكم ديمقراطي واسع، وستتدارك الاخطاء التي ارتكبت في السنوات الماضية، وسيبقى الشعب السوري هو الذي يحكم نفسه، ولن يقبل الشعب السوري ان يفرض عليه شيء لا من تركيا ولا من اوروبا ولا من امريكا، انما سيتعاون مع كل الاصدقاء لتكون قضيته الاولى التي لم يتخل عنها هي فلسطين.
وعن الموقف من نشر صواريخ باتريوت في تركيا، وصف الشيخ حسون نشر هذه الصواريخ بأنه مهزلة، لأن الكيان الصهيوني نصب القبة الحديدية من صواريخ الباتريوت، لكنه لم تحمه من صواريخ غزة التي لا تقاس بسوريا، وجعلت اكثر من مليون ونصف صهيوني يعيشون في الملاجئ طيلة اسبوع، ولكن الصواريخ السورية ليست موجهة ضد تركيا وليست صواريخ ايران موجهة ضد تركيا، وهذه الصواريخ انما هي لحماية القواعد الامريكية في تركيا، وهذا امر محزن بالنسبة للشعب التركي، لأن هذه القواعد ما أنشئت الا لاستعمار تركيا.
واضاف: الشعب السوري يرى نفسه مكلفا بحماية ايران كما هو مكلف بحماية سوريا.
وبشأن الشائعات التي تثار حول السلاح الكيمياوي في سوريا، قال المفتي السوري: قضية الاسلحة الكيمياوية كقضية الباتريوت، وهي تشبه قضية الاسلحة الكيمياوية في العراق، الادعاءات الغربية للدخول الى الدول العربية كانت كاذبة، فقضية الاسلحة الكيمياوية كما النووية نحن لا نؤمن شرعا قانونا بتصنيعها واستخدامها، ولذلك اصدر الامام الخميني (رحمه الله) وكذلك الامام الخامنئي: لا يجوز تصنيع واستخدام سلاح قتل ودمار شامل. حتى الالغام نحن لا نسمح بصنعها لأنها تقتل من لا تعرف. نحن مع ان نجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل. لذلك حتى الامريكان قالوا انهم لم يثبت لديهم ان النظام السوري استخدم السلاح الكيمياوي، وانما الاسرائيليون يحركونهم بين فترة وفترة. نحن حتى اذا دخلنا فلسطين يوما ما لن نستخدم الاسلحة الكيمياوية ضد الشعب الاسرائيلي. بل سنستخدم سلاح واحد ضدهم وهو: عودوا الى بلدانكم وأعطوا الفلسطينيين حقهم، فنحن لا نؤمن بقتل الانسان لا بسلاح نووي ولا بسلاح كيمياوي. فإذا ارادوا ان يحاسبوننا الآن بأننا عندنا الآن كيمياوي، سنحاسبهم كم رأس نووي وكم رأس كيمياوي عندهم. ولماذا يسمح لهم بالضرب بالنووي والكيمياوي ولا يسمح للشعوب الاخرى. اننا نحرم ذلك شرعا. وطرح هذه القضية كذب غربي. وكما رأينا في العراق.. اكاذيبهم جعلت حكومات تسقط في بريطانيا وغيرها، فهم الذين اعطوه الكيمياوي، واستخدمه النظام العراقي في حلبجة بمرأى منهم. وهم الآن يتهموننا بشيء التهمة عالقة عليهم فيه، فهم الذين استخدموه في فيتنام وفي عدد من دول العالم.
وبشأن ترشيح بشار الاسد للانتخابات القادمة، قال: الموضوع متروك للشعب السوري، فإن اراد ترشيح بشار الاسد سيترشح، فهو لا طموح له في السلطة، انما طموحه ان تبقى سوريا قوية وان يخدم سوريا.
- وعن السلفيين الذين يحاربون سوريا، قال: مشكلتنا مع السلفيين والمتطرفين والجهاديين انهم لم من الدين الا صورة واحدة، وقد غررت بهم حكومات ومؤسسات. وعلينا جميعا ان نوضح لهم الحقيقة. وهؤلاء السلفيون هم موجودون في كل الطوائف وليس عند السنة فقط، هؤلاء المتطرفون والمتشددون موجودون في كل الطوائف الاسلامية وحتى المسيحيين واليهود. هؤلاء المتطرفون عرفوا من الدين صورته ولم يعرفوا غايته. واعتقد ان حياتهم ستكون قصيرة بين الشعوب لكنهم سيكون كالفيروس النائم يستيقظ بين الحين والآخر وتستغله بعض الدول وبعض الحكومات والآن أجد ان من يستغل السلفيون هم الحكومات الاوروبية والامريكية لأنها استغلتهم ضد الاتحاد السوفيتي ثم تركتهم يقتل بعضهم بعضا في افغانستان ما بين خروج الاتحاد السوفيتي والغزو الامريكي، سبع سنوات من الاقتتال بين الشعب الافغاني، وهذا ما يحدث ايضا في الجزائر.. اكثر من 400 الف قتيل خلال 10 اعوام من الاقتتال بين السلفيين المتشددين والشعب الجزائري. اذن هؤلاء موجودون في كل زمان ومكان. فدورنا ان نفتح ساحة الثقافة والحوار مع كل الساحات الدينية وان نبعد تسييس المدرسة الفقهية. لا اقول الفصل، فلا فصل بين الدين والحياة، ولكن لنفصل بين ان نستعمل العقائد في قهر الناس فالاصل في الدين الرضا وعدم الاكراه، قال الله تعالى: (لا إكراه في الدين)، بينما القانون يجب ان ألتزم به. لذلك علاقتنا مع السلفيين والوهابيين والمتشددين علاقة تثقيف وليست علاقة عداء، وإن حاربونا فإن علينا ان نوضح لهم معالم الطريق.
وعن رأيه في مؤتمرات ما يسمى بـ (اصدقاء سوريا) او مساعدة اللاجئين السوريين، قال: هذه المؤتمرات نتائجها تدل عليها، هل وجدتم في مؤتمر من مؤتمرات اصدقاء سوريا انه انهى القتال في سوريا ام اشعل القتال فيها، والصديق هو الذي يمنع الدم من ان يسفك. وانا ارى ان كل اجتماع لأصدقاء سوريا كان وراءه مشكلة في سوريا ومذابح. لذلك فإن عنوانه يدل على انه عكس ما يريد، فهم اصدقاء الغرب وليسوا اصدقاء سوريا. ولذلك نقول للسوريين الذين يجتمعون في اوروبا وامريكا، تعالوا الى طهران فهي من اصدقاء سوريا، تعالوا تحاوروا هنا.. فالحوار يجب ان يكون هنا، وقد وجه وزير الخارجية الايراني الدعوة اليهم مرارا ليأتوا الى طهران ويتحاوروا. فرنسا بلد استعمرت سوريا وبريطانيا وامريكا عدو لسوريا، فتذهبون الى الاعداء لتكونوا اصدقاء لسوريا، هذا عجيب./انتهى/
تاريخ النشر: ٣١ يناير ٢٠١٣ - ١٠:٢٩
اكد مفتى الديار السورية ان مستقبل سوريا يشهد تصحيحا في الحكم واعادة لبناء سوريا بشكل جديد.