في اعقاب الاحداث الاخيرة في مصر أصدر الاتحاد الدولي للأمة الواحدة بيانا ادان خلاله الانقلاب العسكري على الحكومة الشرعية في مصر

  • واشار البيان الي التطورات التي شهدتها منطقة غرب آسيا و شمال آفريقا في الأعوام الثلاثة الماضيةمشددا على ان هذه الاحداث كانت شرارتها قد انطلقت من تونس،ولكن مما لا شك فيه أنها وصلت أبعد مدهحيث تبلورت في مصر،وأطاحت بحكومة ثلاث عقود من الزمن من حكم الرئيس حسني مبارك.
  • 0وجاءفي نص لبيان  ان ايران و مصر باعتبارهما الجناحين لحضارة العالم الإسلامي،فقد شغلا موقعاً ستراتجياً ومهماً خاصة لدي الشعوب والبلدان الإسلامية بل وحتي غير الإسلامية أيضاً،وفي هذه الأثناء،ونظراً للدور المهم والموقع الستراتيجي الذي تلعبه مصر بغض النظر عن الموقع والحدود الجغرافية ومحاذاتها لفلسطين المحتلة،فإن كونها رائدة في مجال التصعيد والمواجهة للغرب،والاستظهار بشخصيات دينية و علمية عديدة،وكذلك السوابق الملفتة للنظر والخلفية في مجال الصحوة والوحدة الإسلامية،وبسبب امتلاك مصطلح«العروبة»التي لا يمكن إنكارها والإغماض عنها،فهي تعتبر نوعا ما حلقة الوصل وبوابة الارتباط مع قيادات العالم العربي،بل حتي في العقود الأخيرة،كان لها الدور المهيمن الذي أخذ يتضاءل ويتلاشي يوماً بعد آخر بسبب حكام البلاد الفاسدين والمنتمين إلي الغرب، لم يكن هناك دولة قادرة على ملء المكان الشاغر لمصر، ويرجع ذلك إلى التاريخ الغني للحضارة المصرية، وقاعدة الاعتدال والعقلانية للطائفة السنية،وقضايا عابرة مثل الأزمة في سوريا، يجب أن لا تسوق المحللين إلى "عناوين خاطئة".
  • مع صعود الحكومات الإسلامية في مصر،وانتصار حزب العدالة و الحرية في الانتخابات الرئاسيةلجمهورية مصر العربية،هو وثيقة أخري تؤكد صحة حوار الصحوة الإسلامية،فالشعب المصري وعلي طيلة الفترة ما بعد الثورة،كان قد نجح في مشاركته في انتخابات مجلس الشعب،و انتخابات رئاسة الجمهورية،والتعبيرعن رأيه واللتصويت علي اللائحة المقترحة قبل الدستور(بغض النظر عما تتضمنه اللائحة والآليات المستخدمة)،فقد عبر عن رأيه بشجاعة بنعم ومنح صوته بتأييد مشهد الحركات الإسلامية،وأهمها تسليم الحكم إلى جماعة الإخوان المسلمين .
  • استلم الدكتور محمد مرسي سيادة مصر الذي خلّف تراثها لعدة عقود نظاماً اقتصادياً فاسداً،وفي حالات كان الاقتصاد يفرض نفسه علي أنه أكبر عامل مؤثر علي الحكومة في تعاملاتها الدولية،فالوضع السيء والمزري للاقتصاد،وعدم الركود والاستقرار الذي شهدته مصر بعد الثورة،وانخفاض الدخل الحكومي للسياحة،مع إغلاق بعض الصناعات، والعجز في الميزانية 32 مليار دولارأيضاً،إلي جانب القروض والديون الخارجية المصرية التي بلغت في عام 2012 م  34 مليار دولار،فمن المسلم به أن دولة الإخوان تواجه وضعاً صعباً جداً،هذا طبعاً إلي جانب تواجد حركة معارضة نشطة وقوية تتشكل من الحركات العلمانية،الحركات اليسارية،والوطنية،ومن أتباع النظام السابق،كان هذا كله قد ضيق الخناق وعقّد الأمور لتكون الأوضاع الداخلية غير مستقرة أبداً لمواجهة المشاكل العديدة أمام مصر بعد الثورة،ويمكن القول بجرأة أنه منذ جاء مرسي إلي السلطة، لم يكن بعيداً ولو يوم واحد عن الاضطرابات وعدم الاستقرار والضغوط السياسية و الاجتماعية.
  • وإن كانت بعض مطالبات جبهة الإنقاذ الوطني في مصر هي بحق،كان ينبغي المطالبة بها بالطرق القانونية الموجودة في النظام السياسي في مصر ، لكن هذه الجبهة رجحت التحشيد وتعبئة الشوارع وعرض عضلاتها وقوتها أمام حكومة محمد مرسي،ليتذوق مرارة الهزيمة بشكل عملي في أحداث الانتخابات، والتعويض عنه في وسط شوارع القاهرة،وبعد هذه النظرة،أعلنت هذه الجبهة في يوم 30 يونيو مطالبة بحثّ أنصارها علي العصيان المدني،والنزول إلي الشوارع رافعين لافتات كتب عليها شعارات«ارحل مرسي»،فانتهي الأمر بنزول الجيش وإعطاء مهلة يومين-للوصول إلي توافق مع المعارضين المطالبين بعزله !-مما أدي إلي إلقاء القبض علي رئيس الجمهورية الشرعي لمصروجماعة من قادة حركة إخوان المسلمين،وهكذا توقفت الحركة لفترة رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي الذي لم يستغرق فترة حكمه إلي 365 يوماً فقط.
  • كان الجيش المصري باعتباره مؤسسة تصله من المنح والمزايا الكثيرة والدعم المالي للولايات المتحدة الأمريكية في فترة حكم الرئيس حسني مبارك والعديد من مستشاريه الدارسين والذين حصلوا علي شهاداتهم في الولايات المتحدة،فقام الجيش بتغيير ماهيته فجأة،وبدل أن تستمر سياسة الحياد-نظير ما حصل في الإطاحة بحكم مبارك وكذلك في محور التحشيد والنفير العام إلي الشوارع من قبل معارضي حكم الرئيس مرسي-استخدم سياسة القمع،فقام أخيراً بقتل مائة وخمسين شخصاً في التظاهرات التي شهدتها مصر أخيراً من أنصار حركة إخوان المسلمين جراءإطلاق النار عليهم.
  • وإن كانت مواقف مرسي ازاء قضية سوريا-وفي مقارنة عامة- في تعامله مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحركة المقاومة لا تخلو من الأخطاء والإشكالات-كان بعضها استراتيجيا -ولكن ينبغي أن لا يتناسي أن ما استهدف في مصر هو «الإسلام السياسي»النابع عن آراء الشعب والجماهير المصرية،فعندما يقول الدكتور كريم الحفناوي العضو المؤسس لحركة الكفاية (عضو جبهة الإنقاذ):«ليعلم هؤلاء أننا نرفض رفضا قاطعاً هذا الوضع،فنحن لا نقبل حكم مرشد الإخوان،ولا حكم جنرالات الجيش،لقد ذهب الجنرالات الآن إلي مكانهم  الحقيقي،يعني ذهبوا ليدافعوا عن حدود الوطن والوطن نفسه،ولكن يمكن القول في الوقت الحاضر:إن الكرة اليوم هي في ملعب حركة الإسلام السياسي...».ألا يمكن أن نعود لأنفسنا ونري:ماذا يقصد من أن الجنرالات ذهبوا وراء أعمالهم وهو الدفاع عن الحدود؟وماذا يعني من قوله:إن علي «مرشد الإخوان»أن يذهب لشغله أيضاً؟وهل أن الشعارات التي رفعت في الاعتراضات التي حصلت في الأسبوع الماضي ومنها شعار: «كذابين كذابين... سرقوا الثورة باسم الدين»و«اكتب على حيط الزنزانة.. حكم المرشد عار وخيانة»،«يسقط حكم المرشد»،لا تجعل أطرافنا تتحرك قليلاً لنقول: إن مشكلة بعض المعارضة هي مع «الإسلام السياسي»؟.يواجه "الإسلام" و "رأي الأغلبية" اليوم في مصر هجمات متزامنة،، وبالتأكيد كانت الإيماءات الصامتة المحايدة للولايات المتحدة والنظام الصهيوني لا يمكن أن يخفي حالات  الفرح والغبطة من إسقاط  النظام الإسلامي  في مصر.
  • الاتحاد العالمي للأمة الواحدة إذ يستنكر الانقلاب العسكري الذي حصل في مصر،والذي أطاح بالحكومة الشرعية للدكتور محمد مرسي،يقدم اعتراضاً شديد اللهجة فعلي مستوي وسطح التحليلات ، والمنافي للحقيقة لبعض وسائل الاعلام المحليةفي رسم الواقع الحالي لمصر،فهؤلاء الذين لم يكونوا يحتملوا مجيء حكم الإسلاميين في مصر وتركيا،و يرسمون آفاقاً غير واقعية وحقيقية لهم، تهاووا من أعلي السلّم،لكونهم لا يمتلكون البناء القوي والراسخ،فأخذوا يتشمّتون ويسمّون هؤلاء الإسلاميين بعماّل الفساد والخراب والتآمر والماسونيين،وأن العمل مع الليبراليين أسهل من العمل مع الإسلاميين.وهانحن  نأمل بتسري النظرة الواقعية والحقيقية والتحلّي بضبط النفس(خصوصا في الساحة الدولية والتعامل مع الآخرين، الذين لديهم بنفس التشابه اختلافات ملحوظة معنا أيضاً)تمهيداً لإيجاد حالة من الحذر والترقب في التحليلات المتذبذبة والغيرمسؤوله انتهي/