واوضح رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية بطهران خالد عمارة ان المرحلة الانتقالية الحالية في بلاده ستمهد لاعادة صياغة الدستور واجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وفيما يتعلق بالعملية السياسة الجارية حاليا في مصر ، قال خالد عمارة :
سيتم الانتهاء من اعادة صياغة الدستور نهاية العام الجاري ثم الدخول في الانتخابات الرئاسية والانتخابات البرلمانية , واتصور ان تجري الانتخابات بعد الانتهاء من الدستور في غضون شهرين وفقا لخارطة المستقبل التي تم الاتفاق عليها، والهدف هو الانتهاء من المرحلة التأسيسية الحالية والانتهاء من خارطة المستقبل بأسرع وقت , حتى الآن لا يوجد وضوح كامل حول الترشيحات , ان ما يحدث من الناحية السياسية في مصر ان التيارات المختلفة تسعى الى الدخول في الانتخابات بقوائم مشتركة او مرشح واحد كي لا يكون عدد كبير من المرشحين.
وحول الازمة السورية قال رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية بطهران : مصر تريد حلا سياسيا ودبلوماسيا في سوريا , حيث كان وزير الخارجية المصري بالأمس موجودا في موسكو , وكان يتحدث حول الازمة السورية وايجاد حل لها بالتعاون مع موسكو وباقي القوى الاقليمية الاخرى , وتم التأكيد خلال هذه الزيارة بوضوح على ان مصر تدعم المبادرة الروسية ثم دعم جميع الاجراءات الدبلوماسية والسياسية لحل الازمة , ونحن ندعو للانطلاق الى مؤتمر جنيف 2 ، ونقوم بدورنا في محاولة تجميع المعارضة السورية على كلمة واحدة , لاجراء محادثات بين النظام والسلطة والمعارضة , وهذا الدور تقوم به مصر على اكثر من محور مختلف كما تقوم بدفع الجامعة العربية لدعم كل ما يؤدي الى انهاء الازمة في سوريا، سواء من خلال دعم المبادرة الروسية والاتفاق الروسي الامريكي , وتجميع المعارضة والذهاب بها الى جنيف 2 او دعم كل مجهود لمؤتمر جنيف 2 , ونأمل ان تكون هناك رغبة حقيقية في حل الازمة ، ومصر تقوم بكل وسعها لمنع العدوان ومنع الاقتتال في سوريا بهذا الشكل البشع , حيث يوجد مائة الف قتيل والملايين من النازحين والجرحى  حيث استقبلت مصر 300 الف سوري , والاوضاع تتجه نحو الحل السياسي.
وفيما يتعلق بموقف تركيا من الاحداث في مصر قال خالد عمارة : الدور التركي في مصر غبر بناء , فالحكومة التركية حادت عن فهم ما يحدث في مصر , فهي تصر عن الحديث عن عودة الرئيس وشرعية الرئيس , فهم يعلمون ان 33 مليون من الشعب المصري خرجوا ورفضوا هذا الرئيس وعزلوه.
فالجانب التركي يعبر عن التعامل مع مصر من خلال نظرة حزبية او فئوية ويريدون التعامل مع فئة معينة والاستمرار في ظل ظروف متغيرة , واوضحنا لتركيا ان سياسة حكومة رئيس الوزراء اردوغان سياسة خاطئة ، كما ان زعيم المعارضة التركية الذي زار مصر , اكد ان سياسة حزب اردوغان هي سياسة خاطئة ولا تعبر عن المجتمع التركي وما يجب ان يكون الوضع , وهو رفض التدخل في شؤون الدول الاخرى , ونرى في موقف تركيا اصرار على التدخل في الشأن المصري وهو اصرار في غير محله.
وحول المخططات الاسرائيلية لاقتطاع جزء من الاراضي المصرية ، قال خالد عمارة: كان هناك كلام في الماضي حول مشروع اسرائيلي في هذا الاتجاه في عهد مبارك , هذا الامر مرفوض , الحكومة المصرية تدين اي طرف مهما كان يريد ان يؤثر على وحدة التراب المصري او على الامن القومي المصري , ان يتحدثوا عن جزء من سيناء مستقطع منه , هذا الامر مرفوض لا نقبل به  , وهذا لا يمكن ان نقبل به على حساب التراب الوطني المصري. واتصور هناك رغبة اسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب مصر وعلى حساب الاردن , ولكننا نرفض ذلك جملة وتفصيلا , فما يتحدث به مسؤلوون فلسطينيون هو شأنهم.
وحول العلاقات بين ايران ومصر قال رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية بطهران :
هناك حالة هامة في علاقات مصر وايران فهذه العلاقات هامة بالنسبة للمنطقة كلها, والقوى الوطنية المصرية متفقة على اهمية هذه العلاقات, وطبعا في الفترة الحالية فان مصر في مرحلة انتقالية حيث يصعب اتخاذ قرارات ذات اهمية استراتيجية وذات طبيعة طويلة المدى , ولكن الارادة في تحسين العلاقات موجودة لدى المسؤولين , والبعض يرى ان بعض السياسات الايرانية تؤثر على الامن القومي العربي سواء في منطقة الخليج الفارسي او بعض  الاخوة يتحدثون عن مد شيعي في بعض المناطق , وطبعا نحن تلقينا تصريحات الرئيس روحاني بتجاوز هذه المشاكل واتخاذ خطوات جادة تجاه مصر والسعودية , تلقيناها بايجابية شديدة , ونأمل ان تكون لهذه التصريحات وقع , وهذه سيمهد كثيرا في خطوات التقارب بين مصر وايران.
فمصر هي اكبر دولة عربية مسؤولة عن الامن القومي العربي وكانت في التاريخ مسؤولة عن الامن القومي في الدولة الاسلامية. وبالتالي نريد علاقات قائمة على مشاعر البعض في المنطقة العربية , لان هناك حالة عدم ارتياح من بعض السياسات والتصريحات والمواقف الايرانية التي قد لا تكون تهديدا لاي طرف , ولكن قد يفهم انها تهديد ولكن نرى ان الجانب الايراني يتخذ خطوات في هذا الاتجاه , ونشجعه على المضي فيها , ونأمل ان تترجم تصريحات الرئيس روحاني في بداية ولايته الرئاسية في اقامة علاقات جيدة وتعاون وحسن جوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين./انتهى/
 اجرت الحوار- سمية خمار باقي